صحة الملك.. وضوح مؤسسة “القصر”
اختارت المؤسسة الملكية، منذ سنوات، الوضوح في التعاطي مع موضوع صحة الملك محمد السادس، وهو توجه يدخل في سياق مجموعة من الخيارات التي حسمت فيها هذه المؤسسة منذ اعتلاء الملك العرش.
ففي ظرف سنتين، أصدر البروفيسور عبد العزيز الماعوني، الطبيب الشخصي للملك، بلاغين واضحين حول مرض محمد السادس، قاطعا بذلك الطريق على نشر شائعات أو نشر أخبار مغلوطة.
كانت المرة الأولى سنة 2015، حين أوصى الطبيب الخاص للملك بتعليق كل الأنشطة الملكية خلال فترة تمتد من 10 إلى 15 يوما، نظرا لإصابة محمد السادس بإنفلونزا حادة بعد الزيارة التي قام بها إلى الهند.
سنتان بعد ذلك، وبالتحديد أمس الأربعاء، أعلن كل من البروفيسور الماعوني، والبروفيسور نوردمان، رئيس مصلحة بالمركز الاستشفائي الوطني لطب العيون “كانز فان” بباريس، أن الملك أجرى عملية جراحية بعد إصابة بـ”الظفرة” على مستوى العين اليسرى امتدت إلى القرنية، ولم يلبث في المستشفى سوى ساعتين فقط. لكن ماذا يعني ذلك؟
الرسالة واضحة، للمواطن الحق في معرفة أخبار الوضع الصحي لرئيس الدولة، لوقف أي تلاعب في المعلومة أو تضخيمها، فلم يعد الموضوع من الطابوهات المسكوت عنها، لأن الأمر له ارتباط مباشر باستقرار البلاد، ولا داعي هنا للحديث عن تجربة تعيشها الجارة الشرقية.
الإفصاح عن معلومات تهم صحة الملك ليس هو التوجه الوحيد لمؤسسة القصر في سياق الوضوح، بل حتى خطابات الملك ليست في حاجة إلى تحليل المحللين، ولا رأي السياسيين، إنها في حاجة إلى تفعيل من طرف الحكومة وكافة المسؤولين، كل من موقعه ونطاق مسؤوليته.
خير مثال على هذا الخطابات الأخيرة، وأساسا خطاب القمة الإفريقية، وخطاب العرش الذي لم يدق ناقوس الخطر في الإدارة فقط، بل توجه مباشرة إلى مكامن الخلل، وطالب بإيجاد حلول لها. لكن يجب طرح السؤال مرة أخرى: هل وضوح القصر يقابله وضوح من يهمهم الأمر داخل الدولة؟