زكرياء لزمات يكتب: الإنتماء في زمن “كورونا”
المغرب كدولة بمعناها الفلسفي ” دولة تسعى لتأمين النظام لمجموعة من الأفراد الذين يعيشون على أرض معينة” أوقفتني كثيرا لأتأمل في ما يحدث، لأراجع أفكاري ومبادئي حول طرق التسيير ومنهجيات العمل التي لاطالما نظرنا إليها بعين الاستهجان والاستنكار، استنكار وانتقاد كل شيء، حتى انتمائنا.
هذه الدولة بكل مكوناتها أبانت عن شيء كان يحتاج مثل الكورونا حتى يتسنى لنا اكتشافه ولمسه. أعترف بصدق وبدني يقشعر أن المغرب يحتاج منا أكثر مما كنا نظن، بل يمكن أن نفديه بأرواحنا، لأن الفكرة الأساس تكمن في قوة الإنتماء، عندما تنتمي لشيء بكل ما أوتيت من بنية وحس وروح فستفديه بهم لامحالة.
رأينا عمليات تضامنية مختلفة لايمكن تجنب عمق فكرة الوطنية فيها، ولايمكن التقليل منها، ويا حبذا لو نحكم القبضة على فكرة ( أن كل ما يقع اليوم هو سياسة مخطط لها) ونرميها خلفنا، لنرى ما جادت به وطنية وانتماء بعض ممن كنا نظنهم بالأمس ضد هذا الوطن وضد أبناءه.
بلدنا يحتاج منا كل شيء وأي شيء.. لا تبخلو.. التزمو.. كونو واعين لا تجعلو أفكار الآخرين حول وطنكم تؤثر فيكم، اصنعوا لأنفسكم أفكارا وارسمو مجالا واسعا في مخيلتكم له.. هذا الوطن وقف شامخا أمام هزات كثيرة، ولاحظنا مرات عديدة التضامن الهائل لأبنائه وبناته، وهذا بالتحديد ما يعيد شموخه ويعطينا فيه أملا أكبر.
اتضح جليا أنه لا وجود لمؤثرين في هذا البلد الذي نحبه.. اتضح أن من ننعتهم بصفة التأثير ماهم الا أشخاص كنا نلجأ اليهم لنرتاح من ضغط العمل وظروف الحياة.. نلجأ إليهم لنضحك قليلا ونستغرب كثيرا لما يفعلون ويقولون، لصورتهم المنمطة البئيسة ولكوميديتهم التافهة وخرجاتهم المريضة.. لم يأثر أحد فينا عندما وقفت الأمور وبحث الشعب والتفت يمينا ويسارا، فاستقرت عينه وفؤاده على ملك يحب هذا الشعب ويريد له الخير، على دفئ الممرضات والممرضين وسهر الأطباء و تعب الأمن وشهامة المعلم وحياء عامل النظافة وغيرة المواطن، التي لن يوقفها شغب الكورونا او غضب الكوفيد.