يونس الشيخ يكتب: إكشوان.. زمن تفاهة التفاهة
تزداد التفاهات شهرة وسيطرة على “الإعلام التافه” والجمهور المجرور، ويزداد العلماء والحكماء وصناع الرأي معاناة مع المنافسة الشرسة “لحبوب الهلوسة”…
لا أجد كلمة مناسبة أكثر من “تبا لهذا الزمن” الذي انحنى احتراما للتافهين ودهَس بعجلاته على المفكرين ومُنتجي الأفكار العميقة والآراء الرصينة ومؤسِّسي النقاشات الحقيقية…
عجبا لهذا الجمهور الذي “يُقدّس” الجهل والأمية، ويرفع قيمتهما في بورصة الحياة المغربية، ما يعطينا الحق في طرح السؤال المعروف بعيدا عن السياسة، “واش أ المغاربة ولّيتو خفاف لهاذ الدرجة؟”.
يغص في قلبي أن أغلب الإذاعات، والقنوات، والجرائد الإلكترونية وغيرها تتسابق، كما بعض الصحافيين الذين كنت أحترمهم، في حالة هستيرية غير مسبوقة، للحصول على “سكوب” تافه بعناوين لا تليق برجل أو سيدة السلطة الرابعة، لنقله لجمهور مجرور نحو التفاهة التي تشتد تفاهة وتفاهة بعد كل يوم…
أي نوع من الصحافة هذا الذي يصنع النجوم من الجهل واللا أخلاق؟ هل انتهت المواضيع التي تستحق الاهتمام؟ هل نسي الإعلاميون أن من واجبهم رفع وعي الناس وتصحيح مسار المجتمع؟ أم هذا دليل على ضعف روح المواطنة وموت الإبداع، ومقاطعة كثير من الصحافيين للتكوين المستمر وللأنشطة الاجتماعية الانسانية والثقافية وغيرها؟
ما الذي جعل الناس تنجر نحو الأسفل، في وقت تكمن مكانتهم الحقيقية في مستويات أرقى بكثير؟ ولماذا أصبح أغلب الناس مغرمون بالجهل وهم يعلمون أنه عار، ويتركون النور الحقيقي؟ كيف أصبحنا هكذا لا نميز بين الصواب وغيره؟
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية