كورونا.. جرثومة صغيرة قلبت موازين العالم
معاذ غازي
في رمشة عين وبين عشية وضحاها، تمكن فيروس الكورونا ” كوفيد 19 ” وهو فيروس ميكرسكوبي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة أن يغير بوصلة العالم في أيام وأسابيع قليلة.
ملايين الناس بل ملايير البشر تقيم إجبارا في منازلها وخيامها ، طائرات من مختلف الأنواع توقفت محركاتها، أسلحة الدمار والصواريخ لم تنفع دولا عظمى وقوية من التغلب والقضاء على هاته الجرثومة الصغيرة.
رؤساء وملوك ومنتخبون وشعوب تغيرت أولوياتهم وانقلبت أهدافهم وخطتهم رأسا على عقب، اقتصادات عالمية قوية صارت اليوم مكبلة الأيدي أمام صراع الكورونا وسكان بعض الدول التي كانت بالأمس القريب قوية وغنية هي اليوم تعيش بين مطرقة الفقر وسندان الإصابة بفيروس كورونا .
سؤال واحد وأوحد يتبادر إلى ذهن معظم البشر … ! كيف سيصبح العالم بعد الانتهاء من حرب الكورونا … ؟؟!
لا أحد طبعا يملك جوابا واضح المعالم، لأن مصير الفيروس لا يعلمه أحد إلا الله الواحد الأحد. لكن ما هو أكيد ومؤكد أن مصير العالم والشعوب بعد الكوفيد 19 سيكون بين يدي كل واحد منا استطاع النجاة من الفيروس الفتاك وبقي على قيد الحياة.
هي مرحلةٌ زمنيةٌ صعبة تعيشها البشرية الآن، وقد شهد العالم حالاتٍ كثيرة مشابهة لها في السابق وربّما أشدّ خطورةً منها، الفرق الأهمّ في عصرنا الحاضر هو تطوّر العلم والأبحاث ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي تتيح جميعها إمكاناتٍ كبيرة للتغلب على مخلفات الكورونا في مختلف بقاع العالم.
عودة مياه الحياة إلى مجاريها ستتطلب منا جميعا صبرا و تحملا لفترات صعبة قد تختلف مدتها من دولة لأخرى، وقد نحتاج لثورات وعي وعلم ومعرفة لكي تصبح اقتصاداتنا قوية ولكي تعود دماء قطاعات حيوية لعروقها كالتجارة والسياحة و الثقافة و الرياضة على سبيل المثال لا الحصر.
شمس مغرب ما بعد الكوفيد 19 ستشرق على أفق جديد متعدد الأقطاب نتمناه أن يكون فرصة جديدة لتلاحم الملك والشعب راجيا من العلي القدير أن يكون بلدنا، بلدا مزدهرا متميزا سيولد من رحم وباء كورونا.
وفي الختام لا يسعني إلى أن أقول “من حقّ البشر أن يخاف من وباء مجهول دخل وطننا من دون إذن و دون أن يطرق أبواب الوطن ، لكن رغم الجهل بمصدره الحقيقي وبكيفية علاجه فهو بالنسبة لي أقلّ خطراً من وباء الجهل وقلة الوعي …”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية