بعد تصويت السعوية ضد المغرب.. صلاح الوديع يكتب: ليس عبادةً لكرة القدم
لم أفهم بعد منطق البلدان الخليجية التي صوتت ضد المغرب لنيل تنظيم مونديال 2026 .
كل ما على الطاولة يشير إلى بداهة الدعم المطلوب منها لملف المغرب. هي ومن يجاورها على رقعة الأرض تلك. هي بداهة الانتماء وبداهة اللغة وبداهة الدين وبداهة الجغرافيا وبداهة الذكاء وبداهة… البداهة.
ليست الكرة شيئا آخر غير لحظة انتشاءٍ بلغة الجسد المتموج مع فجائية تدحرج الكرة وذكاء الأقدام المتسابقة إليها. هي في الأصل حلبةٌ لعباقرة المراوغات وأفذاذ التسديدات وهدايا الإصابات على أطباق من ذهب بين لاعبين يحبون بعضهم على قدر هيامهم بها، لنتذكر سخاء الراحلين أو ممن لا زالوا على قيد الحياة أمثال العربي بنمبارك وعبد المجيد الضلمي وعلال قسو وسقراطيس وتريزور وبيرتنر وآخرين… هي المتعة التي لا تضاهيها متعة بين الرياضات، على الأقل بالنسبة لي، ولعشاقها الكثر متنوعو الجنسيات واللغات والأديان والسحنات …
هذه المتعة، أبى أصحاب القرار على رقعة السياسة إلا أن يشوهوها بمواقف مذلة صادمة. فيا ليت الأمر توقف عند الحرج الذي يملي على صاحبه الإمساك عن الدعم لأسباب قد تكون لها وجاهتها. لا. الأمر أنكى. إنه يجيش ويحشد ويحرض، ثم يبتسم لك عند اللقيا. “أدخلوا الصف إن كنتم سامعين، وإلا فلن تكونوا بعد اليوم آمنين…” هكذا خاطبهم هامان هذا الزمان الأغبر فاستووا منكسين الأعلام. و”حطوا كواريهم” كما نقول عندنا هنا وأذعنوا وبئس الإذعان…
لا أعلم كيف سوف يستقبلون حجيجنا المغربي بعد شهرين من اليوم. وبأي لغة سوف يستقبلونهم، هل باللغة العربية أم بالانجليزية الركيكة التي يفتي صاحبها بها كل يوم تغريدة تنسي العالم ضحالة التغريدة السابقة…
لا لم يخسر المغرب، بل كسب معنويا في مواجهته للغول المعدني المتعجرف. وعليه أن يقدم ترشيحه مرة أخرى. ربما لن أعيش إلى ذلك اليوم كي أشاهد المونديال في بلدي، لكنني أقول من الآن أن أوجها شتى يجب أن تراجع في طريقة تناول للموضوع والدفاع عنه. لا بد في انتظار ذلك أن نعود لمعضلاتنا الكبرى طبعا من تعليم وشغل وبناء ديمقراطي وغيره… حتى نوازن بين إنجاز البنية التحتية وبين إصلاح البنية الذهنية والمؤسساتية وحل المعضلات الاجتماعية. لكن في المقابل هي مناسبة لمعرفة من أخُوَّتُه المعلنةُ أقربُ إلى عبير أزاهير الليمون في حقول سايس المزهرة ومن هي أقرب إلى دم السمك الذي كانت والدتي – جدد الله عليها رحمته – تقول عنه أنه “مثل دم الحوت (السمك باللهجة المغربية)، قليل وخـ…”
كلمة شكر لا بد منها لكل الدول التي آثرت أن تهبنا أصواتها رغم كل شيء، خاصة فلسطين وسوريا والجزائر وتونس ومصر وموريتانيا واليمن وليبيا وتركيا والصين وكوريا الشمالية، وأخيرا وليس آخرا عباقرة الكرة: البرازيل وإيطاليا وهولندا وبلجيكا وفرنسا…
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية