الذكاء الاصطناعي يكتب: بداية نهاية بداية الصحافة الإلكترونية
محمد محلا والذكاء الاصطناعي
في الوقت الحاضر، الصحافة الورقية في المغرب تعاني، بين الصدور عبر PDF أو نسخة إلكترونية أو الطبع، حتى أنها لا تعرف هل تعلن إفلاسها أو تستمر بدعم الدولة. أما الصحافة الإلكترونية فتاهت وسط “تخرميز” الخورزميات البشرية، لنقف اليوم على حافة بداية نهاية الصحافة الإلكترونية، في صيغتها الحالية، رغم أننا في بدايتها.
وسط كل هذا، ظهر على سبيل المثال، ChatGPT، ذكاء اصطناعي قادر على إدارة محاولات مثل صياغة المقالات بسرعة عالية. فكرة قفزت عليها غوغل عن طريق طرحها لـ BARD، وBing الذي طرحته Microsoft. والشركتين لا يمزحان حين يتعلق الأمر بتطوير.
في الصحافة، يستخدم الذكاء الاصطناعي “AI” لتحسين عملية الإخبار والإعلام، مثل تحليل الأخبار وتصنيفها وتوثيقها وتحويلها إلى محتوى سهل القراءة. ومن بين التطبيقات الأخرى للذكاء الاصطناعي في الصحافة، تحليل المشاهد والصور والصوت وتحليل المؤثرات وتوزيع الأخبار وتحليل التعليقات الاجتماعية.
على الرغم من أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة يمكن أن يحسن العملية الإخبارية، فإنه يحمل أيضًا مخاطراً، مثل الخطأ الاصطناعي والإشاعات التي لا تعكس الحقائق الصحيحة. لكن يمكن للذكاء الاصطناعي التطور مستقبلا لتحسين أدائه وتفادي الأخطاء. وبتطور دورة التعليم الآلي وتحسين تقنيات التعليم العميق، سيتمكن من تحسين النتائج وزيادة دقة التصور.
وبالإضافة إلى ذلك، تتطور أيضًا تقنيات التحكم والمراقبة في الذكاء الاصطناعي، وذلك يساعد على تحسين عملية التشخيص والحل للأخطاء، وزيادة دقة النتائج.
وبالنسبة للصحافيين يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعدهم في التحليل والتنبؤ بالأحداث وفي البحث عن المعلومات. كما يمكنه أن يساعد في تحليل تفاعلات الجمهور وتحديد الموضوعات الأكثر شعبية.
أما المحررون فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعدهم في تحليل المعلومات وتحديد ما هو أساسي وما هو غير ذلك.
كما أن المصممون أو ما يتم تسميتهم المخرجون فسيساعدهم هذا النظام في تحديد الطريقة الأفضل لعرض المعلومات وتحسين تجربة المستخدم.
ويمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على المبرمجين العاملين في المؤسسات الإعلامية، حيث يمكن أن يسهل عملية تحليل البيانات وتصميم تطبيقات ومواقع الإعلام الإلكتروني، وتحسين أداء هذه التطبيقات ومواقع.
أما لتقبل الصحافي التغيير بدخول الذكاء الإصطناعي، يمكنه الحصول على معرفة عميقة حول كيفية عمل هذا الذكاء وكيف يمكن استخدامه في الصحافة، وتقييم فاعلية تقنيات هذا النظام وتحليل كيف يمكن تطويرها. والأهم هو الحفاظ على أساليب الصحافة التقليدية وتأكيد أهمية تكاملها مع الذكاء الإصطناعي لإجراء عملية صحافية جيدة وموثوقة.
تم صياغة الشق الأول من المقال باستخدام ChatGPT، ورغم ضعف لغته العربية، تضمن معلومات تعرفت عليها لأول مرة، مثل علاقة هذه التقنية بالتصميم والإخراج الصحافي. وكان يوجد تدخل بسيط لإسترسال الفكرة والحفاظ على جمالية النص.
توقيع هذا المقال جعلني في حيرة من أمري، هل أنا الكاتب أم لا؟ هل من سينهج هذه الطريق مستقبلا سيطالب بملكية فكرية عن عمله؟ بالنسبة لي هي تقنية مذهلة ورائعة ومثيرة، حيث أنها تفتح أعيننا على مستقبل قريب يغير ملامح الصحافة. لكن هل نحن مستعدون لهذا التغيير؟
على أساس الواقع، فإننا في المغرب لسنا مستعدين لأي شيء والحمد لله. تعرضت الصحافة الإلكترونية لصعوبات في البرمجة ونقص عدد المبرمجين وارتفاع التكلفة لتنصيب موقع إخباري خلال الفترة بين 2000 و2010. وعانت منذ 2010 إلى 2017 تقريبا من هجوم بعض الزملاء في الصحافة الورقية الذي استعصى عليهم الخروج من “منطقة راحتهم”، ومن قرارات مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الأسبق، التي أغرقتنا في مواقع “كوكوت مينوت” عوض التوجه إلى خلق صحافة إلكترونية بمعايير دولية. ومنذ عام 2017 وحتى الآن لا شك أننا تأكدنا من إمكانية إنشاء مقاولة صحافة إلكترونية، والدليل كيف حفظت لنا هذه الوسيلة ماء الوجه في فترة جائحة كورونا.
قلت لسنا على استعداد، لأننا نتعامل مع الصحافة الإلكترونية كوالدتها الورقية، ونظن أن التغيير لن يكون إلا بعد عقدين أو ثلاثة من الزمن، وحاليا نصيغ قوانين على ما وقع بالأمس، وليس لما سيقع غدا مع الذكاء الاصطناعي أو غيره، وسرعتنا في التشريع والتنظيم الذاتي تشبه مقارن قطار عويطة، الذي كان إنجازا لنا كدولة قبل سنين، بالتي جي في.
المستقبل لن ينتظرنا، وسيتراكم العبث على العبث، والأزمة التي نتحدث عنها اليوم في القطاع ستتفاقم، وعلى المقاولات الصحافية الإسراع والتحرك هي الأولى قبل أن يطالبنا الذكاء الاصطناعي باستصدار بطاقة صحافة خاصة به.
ولأختم هذا المقال، فحتى ما كتب في الشق الثاني كتبه وصححه ChatGPT. ويبقى السؤال مطروحا: من هو الكاتب، أنا أم الذكاء الاصطناعي؟
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية