مخترعة جزائرية تلامس شهرة لدى المغاربة وتُنافس الرجال باختراع “رصد الدرونز”
أثارت سيليا خشني الانتباه منذ مشاركتها في بداية النسخة العاشرة من برنامج تلفزيون الواقع العربي الشهير “نجوم العلوم”، الذي يهتم بالمخترعين والمبتكرين العرب، بشخصيتها ورجاحة ذاكرتها في التخصص الذي تقدمه، وهو الاتصالات، في وقت نال مسارها متابعة كبيرة من لدن المغاربة، كما الجزائريين وباقي جمهور المنطقة.
وتأهلت سيليا، بمشروعها (رصد وتشويش طائرات الدرونز لحماية المنازل) إلى نهايئات البرايم العاشر من البرنامج، حيث سيتم الإعلان عن الفائز باللقب في حلقة البث المباشر يومه السبت 24 نوفمبر الجاري، بناء على تصويت الجمهور وتقييم لجنة التحكيم، بجانب ثلاث شباب آخرين، وهم العماني سالم الكعبي (دهان الورنيش النباتي الآمن للفنانين)، والسورية نور مجبور (عدة بحثية لتشخيص مرض الباركنسون)، والفلسطيني وليد البنّا (نظارات تحليل شبكية العين لصحة الدماغ).
أنتظر التتويج كأول امرأة
سيليا، هي شابة جزائرية ذات 26 ربيعا، وتشتغل في مجال الاتصالات ضمن إحدى وحدات البحث والتطوير، وقدمت خلال هذا الموسم العاشر من ‘نجوم العلوم، الذي يقام بالعاصمة القطرية الدوحة، مشروع ‘رصد وتشويش طائرات الدرونز لحماية المنازل’.
تروي في لقاء معها بالدوحة، مشاركتها بالقول: “الحمد لله فزت بالمرتبة الأولى في مرحلة بناء النموذج وحصلت على أعلى معدل في تقييم الأسواق حيث تم إطلاق اسم الاختراع وتمسيته بـ’سكاي لوك’ “.
وتشدد سيليا على أنها تنتظر الفوز في البرنامج ضمن نسخته العاشرة لها العام: ‘لي ثقة في الفوز باللقب، وأن يكون التتويج هذا الموسم يسجل في التاريخ، وأن الموسم جزائريا وللمغرب العربي »، مردفة: ‘لي طموح أيضا أن أكون السيدة الأولى التي تفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخه، لأن كل المواسم لم تعرف فوز امرأة’.
وكشفت المخترعة الشابة الجزائرية أن هناك متابعة مغاربية، بما فيها المغرب، وجزائرية خاصة، لمسارها في البرنامج، ‘بمجرد أن أعلنت مشاركتي في البرنامج لقيت مساندة من المغرب العربي عامة والجزائر خاصة، فالجزائريون والجزائريات قدموا لي مساندة فريدة في التاريخ، بدعواتهم وتشجيعاتهم التي قوت طموحي في أن أمثلهم أحسن تمثيل وأشرفهم جميعا’.
مسار علمي
اقتحمت سيليا بجرأة مساراً مهنياً يسيطر عليه الرجال، لكن حرصها على تمهيد الطريق أمام نساءٍ أخريات، حفزها لإتمام درجة البكالوريوس في الإلكترونيات ودرجة الماجستير في الاتصالات بجامعة مولود معمري بالجزائر. وقد ركزت سيليا بشكلٍ أساسي منذ بداية مسيرتها على مجال الشبكات اللاسلكية، فأظهرت المهندسة الشابة روحاً قتاليةً عظيمة وثباتاً عالياً استلهمتهما من جبال الأطلس ببلادها.
يقول المشرفون عن برنامج ‘نجوم العلوم’ عن الشابة الجزائية سيليا إنها دقيقةٌ جداً بطبعها ولا تحب إضاعة الوقت. والأهم من ذلك، أنها لم تكن لتبذل الكثير من الجهد لإنجاز شيءٍ لا تؤمن بكونه مصدر فخرٍ لوطنها وعائلتها، فتقول سيليا، « أحب التقنيات الجديدة بكل تأكيد، لكنني أؤمن أنها لابد أن تستخدم بطريقةٍ صحيحة ».
« من واقع خبرتي، أعرف مدى أهمية القدوة الحسنة وتأثيرها، » تقول سيليا وهي تتذكر نصيحة والدتها لها قبل مشاركتها في برنامج نجوم العلوم، حيث قالت لها: « الخيال هو الذكاء الحقيقي، وعليكِ أن تكوني متميزة ومبتكرة في طموحك ».
المشروع
يستهدف جهاز سيليا الطائرات بدون طيار الخاصة بالهواة، والتي يتم التحكم فيها عن طريق موجات الواي فاي أو موجات الراديو. فبمجرد أن يكتشف الجهاز وجود طائرات بدون طيار في الجوار، يقوم على الفور بالتشويش على إشارات التحكم عن بعد وتخريب موجات بث الفيديو الصادرة عنها. وأوضحت سيليا: « إن جهازي مخصص لاستخدام العائلات، فهدفي هو الحفاظ على الخصوصية، مع حماية الطائرات بدون طيار في نفس الوقت! »
التأثير
سيساهم هذا الابتكار في حماية خصوصية العائلات من هواة الطائرات بدون طيار من دون التسبب بأي ضرر للطائرات. تستكشف الأداة المنزلية وجود المخترقين، وتحظر نقل الفيديو، وتزعزع استقرار الاتصال اللاسلكي للطائرة المخترقة. وتقوم الأداة بكل ذلك من دون التأثير على أشكال الاتصال الأخرى الآمنة والمترابطة والقانونية. وهذه الميزة بالتحديد هي ما تجعل جهاز سيليا مناسباً للاستخدام العملي في بلدانٍ مختلفة، بغض النظر عن الإختلاف في القوانين المنظمة للطائرات بدون طيار.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية