حركة “السترات الصفراء” الفرنسية تلهم المحتجين في عدد من الدول العربية
ألهمت حركة “السترات الصفراء” التي ظهرت قبل نحو شهر في فرنسا عددا من المحتجين في بلدان عربية منها الجزائر وتونس والعراق، إذ إن المطالب التي رفعت في فرنسا، والمتعلقة عموما بغلاء المعيشة في ظل ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، كانت قريبة إلى حد ما من مطالب المحتجين العرب، ما حدا بهم إلى ارتداء سترات صفراء أيضا، في تعبير رمزي عن رغبتهم في تحقيق ما حققه الفرنسيون من مكاسب.
يبدو أن عدوى احتجاجات حركة “السترات الصفراء” الفرنسية قد بدأت تنتقل تدريجيا إلى البلدان العربية. إذ شهدت الجزائر وتونس والعراق خلال الأيام الأخيرة عدة مظاهرات دعي إلى العديد منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وارتدى خلالها المشاركون سترات صفراء آملين أن “تثمر” احتجاجاتهم بتحقيق مطالبهم مثلما حدث في فرنسا.
ففي مدينة بجاية شمال الجزائر، شارك الآلاف من المحتجين الثلاثاء 11 ديسمبر، حسب ما تناقلته وسائل إعلام جزائرية، في مسيرة مساندة لمجمع “سيفيتال” الذي يملكه رجل الأعمال يسعد ربراب، وارتدى فيها المحتجون سترات صفراء في تقليد واضح لحركة “السترات الصفراء” الفرنسية.
ونشرت صفحة “بجاية كن المراقب Béjaia Sois l’observateur” على فيس بوك، فيديو لمسيرة أخرى عرفتها المدينة الاثنين، وكانت “منظمة وسلمية، رفع فيها المشاركون شعارات للمطالبة بإطلاق سراح تواتي مرزوڨ وجميع معتقلي الرأي وحرية التعبير، وكذلك المطالبة بتكريس حرية التعبير والرأي المكرسة كحقوق في الدستور الجزائري”. على حد ما جاء في تعليق مرفق بالفيديو. وارتدى خلالها عدد من المشاركين سترات صفراء أيضا.
وفي تونس، تم تأسيس حركة “السترات الحمراء” والتي تعرف نفسها على أنها “التنسيقية الوطنية لحملة السترات الحمراء” وبحسب بيان نشرته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك في الثامن من ديسمبر “السترات الحمراء Gilets Rouges TN”، فإنها تناهض “الفشل والفساد وغلاء المعيشة والبطالة وسوء الإدارة والهيمنة على مفاصل الدولة واستمرار سياسات التفقير الممنهج”.
ودعت الحركة إلى مسيرات ووقفات احتجاجية اعتبارا من الاثنين في العاصمة تونس وباقي مدن البلاد.
وفي العراق، أفادت قناة السومرية، بأن محتجين في البصرة (جنوب شرق) تظاهروا مطلع ديسمبر تنديدا بتدني مستوى الخدمات والبطالة والفساد، مرتدين سترات صفراء، اقتداء بحركة “السترات الصفراء” الفرنسية. وبحسب السومرية، فقد شهدت مناطق المعقل، والزبير، وأم قصر، والبرجسية، وشط العرب، اعتصامات قرب مقرات شركات نفطية ومكاتب حكومية عدة، ارتدى خلالها المحتجون سترات صفراء.
أما في مصر، فقد استبقت السلطات الأمور وفرضت بشكل غير رسمي قيودا على بيع السترات الصفر للأفراد خشية انتقال عدوى المظاهرات الفرنسية إلى البلاد، بحسب ما أكده عديد من التجار الذين يبيعونها وسط القاهرة. وقد قال أحد المستوردين إنه “منذ أسبوع جاءتنا تعليمات من الشرطة ببيع السترات الصفراء للشركات فقط وعدم البيع للأفراد”. كما ذكر أكثر من سبعة تجار يبيعون هذه السترات في شارع رئيسي وسط العاصمة المصرية، أن بيعها أصبح “ممنوعا بتعليمات من الشرطة”، نقلت عنهم وكالة الأنباء الفرنسية.
وكانت حركة “السترات الصفراء” قد انطلقت في فرنسا بدءا من عريضة نشرت على الإنترنت للتنديد بارتفاع أسعار الوقود، ما لبث أن تحولت إلى احتجاجات عارمة أوقعت قتلى ومئات الجرحى والموقوفين، وباتت تضرب كل سبت موعدا للتظاهر في باريس يتكرر منذ 17 نوفمبر 2018.
يذكر أن السترة الصفراء إجبارية للسائقين في بعض الدول لارتدائها في حالة الطوارئ أو التوقف على الطريق السريع.