بعد افتتاح مقرها الجديد.. مديرية الحموشي في مرمى مخابرات الجزائر
أثار التقدمّ الأمني الذي حققه المغرب في السنوات القليلة الأخيرة، حفيظة الجارة الشرقية الجزائر، والتي شرعت في ترويج إشاعات عن الأسلحة التي تستخدمها الشرطة المغربية، وظهر بعضها في افتتاح المقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني من طرف الملك، في 24 أبريل الماضي.
قبل أيام نشر مواقع مغربية خبراً يفيد بأن الشرطة المغربية اقتننت أسلحة نارية، منها مسدسات ورشاشات، من إسرائيل، معتمدة في ذلك على خبر نشره موقع “menadefence”، مما دفع المديرية العامة للأمن الوطني بالخروج ببلاغ تنفي فيه شراء أية أسلحة من إسرائيل.
من خلال بحث دقيق أجراه موقع “سيت أنفو”، عن هوية موقع “menadefence” الذي نشر الخبر أولاً، قبل أن تعتمده مواقع مغربية كمصدر، تبيّن أنه موقع جزائري، متخصص في نشر الأخبار الأمنية والعسكرية، ويركز في خطه التحريري على تلميع صورة الأجهزة الأمنية والعسكرية الجزائرية، بينما يروج أخباراً سلبية عن المغرب، كثير منها زائف ومن مصادر مجهولة.
حسب منظمة “أيكان” التابعة للأمم المتحدة، المتخصصة في بيع أسماء النطاقات على الإنترنت، فإن موقع (menadefense.net)، تم خلقه بتاريخ 23 أبريل 2015، من طرف جهة جزائرية ترفض الإفصاح عن هويتها، ومعروف لدى المتخصصين في أسماء النطاقات (les noms de domaines)، أن اللجوء إلى إخفاء الهوية لا يلجأ إليه إلا الخبراء في الويب ومن لهم صلة بأجهزة الاستخبارات. كما أن هذه الجهة يكون مطلوباً منها تقديم جميع بيانتها لمنظمة “أيكان” قبل شراء إسم النطاق، ثم تطلب فيما بعد إخفاء هذه البيانات.
وحسب موقع “إليكسا” التابع لشركة “أمازون” العالمية، المتخصص في تصنيف المواقع حسب نسبة تصفحها، فإن موقع “menadefense.net” يحظى بمتابعة أكبر في الجزائر بنسبة تفوق 51 في المائة من عدد الزوار، ثم فرنسا بنسبة 16 في المائة، وبعدها المغرب بنسبة 2% وروسيا بـ 1%.
بالعودة إلى موضوع الأسلحة الإسرائيلية، فإن الموقع الجزائري نشر بتاريخ 23 ماي 2018، مقالاً باللغة الفرنسية بعنوان “المغرب، أول بلد عربي يحوز رسمياً سلاح ترافور الإسرائلي لجهاز الشرطة”، واعتمد في ذلك على صور الأسلحة التي تم استعراضها خلال الزيارة التي قام بها للمقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني.
وختم الموقع الجزائري مقاله بالقول: “إن المغرب تعود على اقتناء أسلحة أسرائيلية، وهذه ليست المرة الأولى، كما أن رقم المعاملات بين المغرب وإسرائيل في مجال الأسلحة، كبير جداً”، لكن الموقع لم يقدم أي معطيات تتعلق بهذا الصفقات التي يقول إنها برقم معاملات كبير.
ورغم أن هذا الموقع غير معروف ولا يحظى بمتابعة كبيرة، إلا أن تناول مواقع مغربية لما نشره حول اقتناء مديرية الحموشي، لأسلحة إسرائيلية، واعتماده كمصدر أجنبي دون الإشارة إلى أنه جزائري، دفع المديرية إلى الخروج ببلاغ تكذيبي تنفي من خلاله اقتناء أية أسلحة إسرائيلية.
وتدخل مثل هذه المواضيع ضمن الحملات الاستخباراتية التي تقودها أجهزة منظمة على الأنترنت، وتوريط صحافيين في إعادة نشرها، على أنها من مصادر “دولية”، فقط لأن الخبر/الإشاعة، مكتوبة باللغة الإنجليزية أو الفرنسية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية