بالصور.. مديرة عهد التميمي تُلقي خطبة الوداع
أنهت سلمى عقل سليم عويس، مديرة مدرسة البيرة الجديدة برام الله في فلسطين، الخميس الماضي، مسيرتها التربوية التي امتدت لـ 29 عاما عبر وصية خريجي فوج التحدي بحماية فلسطين.
وقالت سلمى عقل سليم عويس في كلمتها أمام فوج التحدي، أن “في المدرسة، بناتٌ لأسرى وشهداء، وكانت من بينها طالبة أسيرة، لكن هذا لم يزدنا إلا إصرارا على مواصلة المسيرة، وما كان لهذه الروح أن تكون لولا الجهود التي تكاملت، وتعاون مجلس أولياء الأمور والمديرية والبلدية”.
وأضافت بأنه “لا أريد الإطالة، لكنها لحظة صعبة فهي حفلتي الأخيرة مع الفوج الذي أحببته وكل الأفواج والطالبات على مدار سنوات وسنوات، تحين لحظة الوداع، وأجدّد العهد مع هذه المدرسة ومع المسيرة التربوية في هذا الوطن العازم على أن يكون له حضور مميّز، ونحو بناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وتابعت: “وما أجمله من موسم؛ موسم الحصاد إذ يحين، راسما الفرح في كل حين، مرسلا تحيّة وفاء للأهل المعطائين، وللطلبة الطامحين، وللمعلمات اللواتي كتبن بأحرفٍ من نور أجمل عبارات الوفاء للأجيال، فمن وحي التفاني نستلهمُ القدرة على مواصلة المسيرة”.
وفي خطاب لطلابها قالت بأنه “بعد سنوات طوال في حقل التربية والتعليم، وفي الحفل الأخير لي مع طالباتي، أؤكدّ أن مشاهد الاعتزاز لن تغادر مربّع الروح، وهل أنسى عفاف الشريف وعهد التميمي وكل الطالبات؟ وكيف لنا أن أنسى كل طالبة من طالباتي؟ أو الحضور الواثق لمعلماتي، اليوم؛ نودّع فوجا جديدا، جميعا نمضي، لكنها ليست النهاية، فالنهاية في فلسطين استثنائية لأنها تقترن بصنع البداية، هكذا على الأقل تعلمنا من الشهداء الراحلين ممن جعلوا من نهايات حياتهم موعدا على التواصل مع ملحمة جديدة من ـ، ولهذا أقول لكل طالباتي”.
وأبرزت بأنه في “جنوب إفريقيا وأدى بالمقاوم السلمية الأسطورية لشعبها وبحكمة قيادتها برئاسة مانديلا الى الوصول الى اتفاق انهاء النظام الاستيطاني العنصري وقيام دولة واحدة ديمقراطية لا طائفية ولا عنصرية للبيض والسود واليهود، للسكان الأصليين الأغلبية والقيادة السياسية وللمستوطنين نفوذ اقتصادي وحمايات متفق عليها، وقد قاد ذلك الى السلام في جنوب افريقيا والى نمو إمكانيات وقدرات جنوب افريقيا فاصبحت احد اقطاب العالم الجديد”.
وشددت أن “قيادات الشعب الفلسطيني عرضت مشروعا لدول ديمقراطية موحدة لا طائفية ولا عنصرية تشمل المسلمين والمسيحيين واليهود على لجنة بيل البريطانية في العام 1939 ثم عرضت مرة ثانية من حركة فتح عام 1969 وتبنى المجلس الوطني في فبراير 1969 الفكرة وعدل الميثاق لاحتوائها بعدها بشهور، ولكن اسرائيل رفضتها ولم يتبناها الا عدد قليل من المثقفين اليساريين اليهود”.
وذكرت أن “توجهت محاولات الوصول الى حل الدولتين أي يسمح باقتسام الأرض الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة على حدود 4 حزيران 1967 أي الأرض التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967 و اعتبرتها الأمم المتحدة وغالبية دول العالم ارض خاضعة لاحتلال غير شرعي ومدان دولياً.
يذكر أن المديرة “لاجئة من مدينة حيفا، عاشت وترعرعت في مدينة أربد في الأردن، في الستين من العمر، متزوجة وأم لخمسة أولاد، أنهت الثانوية العامة في عام 1978، وتخرجت من جامعة الموصل في العراق شهادة بكالوريس في الكيمياء بامتياز، وبدأت العمل في الأردن كمدرسة لمادة الكيمياء للمرحلة الثانوية في مدرسة ميسلون خلال عام 1990 وحتى عام 1998”.
وعادت إلى “فلسطين بعد 50 عاماً من الحجر من تهويد وعلى البشر من تهجير؛ لتعمل في مدرسة “عزيز شاهين” لمدة ثماني سنوات أي حتى عام 2006، وفي عام 2006 بدأت مسيرتها كمديرة مدرسة “عين سينيا” قرية قضاء رام الله التي قضت فيها عامين قبل أن تنتقل بعدها إلى مدرسة المناضلة “سميحة خليل” والتي قضت فيها أربع سنوات مثمرة”.
وفي عام 2012 انتقلت لتشغل منصب مديرة مدرسة البيرة الثانوية بمدينة رام الله لتقضي أربع سنوات قبل أن تنتقل إلى مدرسة البيرة الجديدة وتعمل فيها لمدة ثلاث سنوات، لتختم فيها تاريخ مسيرتها بعد 29 عاماً من التربية.
*
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية