مركز: “الطرامواي” وسيلة للإدماج الاجتماعي وإعادة التأهيل الحضري
تشكل خدمة الطرامواي التي تم إطلاقها بالرباط عام 2011، والدار البيضاء في 2012، وسيلة لضمان الإدماج الاجتماعي وإعادة التأهيل الحضري، حسب ما جاء في موجز سياسات صادر عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد.
وأوضح مصطفى خير الدين، معد هذا الموجز السياسي، الصادر تحت عنوان “الطرامواي كوسيلة للإدماج الحضري والاجتماعي”، أن “اختيار الطرامواي كوسيلة من وسائل النقل الحضري يعتبر فرصة لإعادة التأهيل الحضري، ويشكل إطلاق خدمة الطرامواي فرصة لتحسين الطرق وتجديد الشبكات تحت -الأرضية (الهاتف ، والإنترنت، والمياه، والإنارة العمومية، والصرف الصحي).
وأضاف أن برمجة خط الطرام أو حافلات ذات الخدمة العالية ( BHNS) يمكن أن تشكل تمهيدا لإعادة تأهيل المحاور التي تسلكها (تزيين، معالجة وترميم الواجهات، تأهيل المناطق التجارية، والمناطق الخضراء..).
وكشف خير الدين أنه من خلال مساره وجودة الخدمة التي يقدمها للزبناء، يربط الطرامواي بين مختلف قطاعات المدينة ويساهم بشكل مباشر في فك العزلة عن الأحياء، موضحا أنه من خلال هذا الربط، يخلق الترامواي تماسا حضريا بين كيانات المدينة المختلفة ويجمع بين التكتلات البشرية والمناطق.
وأبرز المتحدث أنه من خلال وظيفة ربط مناطق التكتل هذه، فإن الطرامواي يعتبر منشأة حضرية، معتبرا أن وسيلة النقل هذه تحول النسيج الحضري الحالي، ويتم تطعيمها كعنصر موحد لمختلف كيانات المدينة.
فضلا عن ذلك، يؤكد مؤلف هذا الموجز السياسي أن الطرامواي يمنح فرصة لتاشير ممرات الراجلين بقطاعات المدينة، ويوفر لها أيضا أماكن عامة يسهل ولوجها من طرف الراجلين، وهو ما سيمكن من انخفاض معدل حوادث السير.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن التراث العمراني لوسط مدينتي الرباط والدار البيضاء تمكن من اكتساب جانب من الجودة والوضوح في الرؤية، وذلك بفضل إدخال خدمة الطرامواي. كما تعافت مراكز المدن، التي تأثرت منذ فترة طويلة بإنشاء مراكز حضرية جديدة. وأبرز أنه يكفي الاطلاع على تجربة المدن، عبر العالم، التي كسبت رهان الاندماج الترابي كي نفهم أن استعادة المكانة هذه تقوم على وسائل النقل العمومية الفعالة، التي تعزز التماسك الاجتماعي، وتقرب التكتلات البشرية من بعضها البعض.
وفي السياق نفسه، أبرز خير الدين أنه لم تعد هناك حاجة لإثبات دور النقل الجماعي، كالطرامواي، في التماسك الاجتماعي. “إن ربط العائلات التي تعيش في ضواحي المدن مع تلك الموجودة في وسطها، وتمكين السكان من التوجه نحو أقطاب الأنشطة الإدارية والجامعية والاقتصادية والثقافية والترفيهية، كلها أشكال للاندماج الاجتماعي تمخضت عن خدمة الطرامواي”.
واضاف أن الطرامواي يكسر كل الحواجز المادية من خلال توفير ظروف نقل إنسانية للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، وهي الفئة التي طالما تم استبعادها من التنقل عبر الحافلات في المناطق الحضرية.
كما يساهم الطراموي في رفع الحواجز النفسية والمادية من خلال السماح للطبقات الاجتماعية بالولوج إلى قطاعات المدينة كان ذوو الدخل المحدود لا يستطيعون الوصول إليها.
ويمثل الترامواي فضاء للتنوع الاجتماعي بامتياز. إذ تستقله جل الشرائح الاجتماعية من (أطر عليا، موظفين وعمال والطلبة …)، في حين يحظى بجاذبية في صفوف النساء، حيث يمثلن 56 في المائة من المستخدمين في عاصمة المملكة، مقابل 44 في المائة في الدار البيضاء.
وخلص الباحث إلى أن الطرامواي يمثل بديلا للسكان الذين لا يملكون الاختيار بخصوص وسائل النقل، حث مكنتهم هذه الخدمة من الوصول إلى المراكز الحضرية المختلفة للعاصمة السياسية والإدارية ونظيرتها الاقتصادية، مشيرا إلى أنه فضلا عن ذلك، يعزز الطرامواي الشعور بالانتماء والروابط الاجتماعية التي تربط بين سكان نفس المدينة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية