لمحاربة الجريمة والاعتداءات.. هكذا يستعد رجال الحموشي لتأمين فصل الصيف بالجديدة -فيديو
وفاء بلوى
تعيش مدينة الجديدة على غرار باقي مدن المملكة، سيما الساحلية منها، إقبالا كبيرا من طرف الزوار، مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يستوجب ترتيبات أمنية خاصة لضمان استقبال ضيوف الصيف في أحسن الظروف، يسهر عليها رجال ونساء شعارهم “الاستباق والوقاية قبل الجزر”.
تواجد مرئي يعزز الشعور بالأمن
هنا بعاصمة دكالة، لا يمكن للزائر كما المقيم، إغفال تواجد دوريات الأمن على امتداد المدينة، بداية من السد القضائي عند المدخل، وصولا إلى دوريات الخيالة والدراجات الرباعية بالشواطئ، وعناصر الشرطة السياحية بمعالم ومآثر الجديدة، إلى جانب شرطة المرور الساهرة على ضمان انسيابية حركة السير.
وفي هذا الصدد، يقول المراقب العام حسن خايا، رئيس الأمن الإقليمي بالجديدة في تصريح لجريدة “سيت أنفو” الإلكترونية، إن المدينة تستقبل في الفترة الصيفية أعدادا مهمة من المواطنين، ما يستدعي تعزيز الترتيبات، “ليكون بذلك عملنا وقائيا بالدرجة الأولى، من خلال التواجد المرئي للدوريات في الشارع العام على مدار الساعة”.
ويقول خايا إن هناك عملا جزريا أيضا، تقوم به دوائر الشرطة الست بالمدينة، إلى جانب فرق الدراجين، وعناصر الشرطة القضائية، سيما من خلال فرقة مكافحة العصابات، التي تقوم بعمل “جبار” على حد تعبيره، “في إطار جهود متظافرة لتقديم منتوج أمني في المستوى المطلوب”، مؤكدا أن “معدلات زجرالجريمة مرتفعة”.
فرقة مكافحة العصابات مولود جديد بالجهاز الأمني
تزامن وجود طاقم “سيت أنفو” بمقر ولاية الأمن بالجديدة مع استعداد خروج عناصر فرقة مكافحة العصابات في مناوبتها.
شباب في بدايات العشرينات من عمرهم، ببنية جسدية قوية، وملامح حازمة، وبمستوى أكاديمي مهم، يقفون في تراص كالبنيان، مصغين لتوجيهات العميد الإقليمي مصطفى رمحان، رئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، قبل أن يلتحقوا بمهامهم.
وفي هذا الصدد، يقول رمحان في حديث لـ”سيت أنفو” إنه “خلال فترة الصيف يتم توجيه عناصر فرقة مكافحة العصابات للقيام بتغطية أمنية شاملة بالمدينة، وكذا إبراز التواجد الأمني والوقائي، فضلا عن التصدي الإيجابي لجميع الظواهر الممكن حدوثها”، مشيرا إلى أن التركيز يكون بالخصوص على الأحياء الشعبية والأماكن السياحية التي تشهج اكتظاظا بالجديدة خلال فصل الصيف.
وتم إحداث فرقة مكافحة العصابات في إطار تنزيل المديرية العامة للأمن الوطني خطة العمل المندمجة في مجال مكافحة الجريمة برسم الفترة الزمنية الممتدة من سنة 2022 إلى 2026.
وهي فرقة متخصصة للشرطة القضائية، مكلفة بالأبحاث والتحريات والتدخلات النوعية الخاصة لمعالجة الجرائم الخطيرة الماسة بالأمن والنظام، وكذا القيام بعمليات الأمن والشرطة المطلوبة للبحث عن المتورطين في القضايا النوعية والخطيرة، فضلا عن تدخلات نوعية لإيقاف الأشخاص الخطرين والمعروفين بمقاومتهم العنيفة لمصالح الشرطة، أو الذين يتخذون ملاجئ في بعض الأحياء والنقاط السوداء بالمدينة، كما بالهوامش المحيطة بالتجمعات الحضرية.
وعن الجرائم التي يتم التعامل معها باستمرار في الجديدة، يقول العميد الإقليمي مصطفى رمحان، رئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، إنها جرائم سلوكية في الغالب، كالضرب والجرح، والمشاجرات، مؤكدا عدم ارتقائها إلى ظاهرة على حد قوله.
تأمين المغاربة والأجانب ومحاربة الظواهر المسيئة للوطن
انتقلنا من مقر ولاية الأمن نحو الحي البرتغالي، أبرز المعالم التاريخية للمدينة، وقبلة زوارها من المغاربة والأجانب على حد السواء، وعند المدخل تجد دورية عناصر الأمن مرابطة، فيما تجد بين دروب الحي البرتغالي مخفرا يضم نساء ورجالا حريصين على تأمين السياح بالمعلمة، 24/24 ساعة، والتصدي للظواهر التي قد تنغص على الزوار فرحة السفر بين ثنايا ذاكرة المدينة، كالتسول مثلا.
ومن الحي البرتغالي نحو شارع النصر، القلب النابض للمدينة مساء، الساعة تشير إلى الثالثة بعد الزوال، والشارع يستعد لاستقبال زوار المساء.
عناصر الشرطة في الموعد ليل نهار، من خلال فرقة السير والجولان ودورية الفرقة المتنقلة للدراجين استعدادا لأي تدخل محتمل، كما هو الأمر بالنسبة للسد القضائي بطريق البيضاء، الذي تتجلى مهمته في التحقق من السيارات والمركبات المشكوك فيها، أو في ركابها بما فيهم السائق، وكذا التحقق من صحة الوثائق، في التزام تام بتوجيهات المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، الرامية لحفظ كرامة المواطن وحسن التعامل معه.
وفي هذا السياق يقول العميد الإقليمي منير التيباري، العميد المركزي للأمن الإقليمي بالجديدة، في تصريح لموقع “سيت أنفو”، إن توافد السياح المغاربة والأجانب يفرض على المصالح الأمنية بجميع مكوناتها اتخاذ تدابير أمنية “عن طريق الانتشار العقلاني لجميع الوحدات الأمنية، والاستجابة الفورية لنداءات المواطنين”، مؤكدا على أن من جملة التدابير أيضا “تفعيل المراقبة 24/24 ساعة، على مستوى مداخل المدينة بواسطة سدود قضائية وإدارية، إلى جانب توزيع النجدات والدوريات الراجلة منها والراكبة، من شرطة الزي والعناصر المدنية، وكذا فرق متخصصة كفرقة الدراجين والخيالة” يضيف.