فاعلون يربطون وقف وفيات وإعاقات “الهيموفيليين” بتجويد خدمات الصحة في أكادير
دعا مشاركون في لقاء دراسي حول مرض “الهيموفيليا” بأكادير، وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى إيلاء عناية طبية خاصة للأشخاص الذين يخوضون صراعا متواصلاً ضد هذا الداء المزمن، الذي يصيب الأطفال والكبار بالمغرب، وذلك سعياً وراء تقليص معاناتهم أمام تكاليف الاستشفاء الباهضة والنقص الحاد في الأدوية التي يصفها الأطباء لأجل العلاج.
ففي جهة سوس ماسة على نحو خاص، أظهرت معطيات دقيقة، تم الكشف عنها خلال اللقاء المنظم بمبادرة من فرع أكادير للجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا، السبت الماضي، وجود قرابة 60 حالة مصابة بالمرض متوزعة على مناطق مختلفة، غالبيتها مسجلة لدى الأطفال وفي أوساط قروية، تجعل معاناة هؤلاء وأهاليهم تتضاعف بسبب بعد مقرات سكنهم، بعشرات الكيلومترات، عن مركز الاستشفاء، مايؤدي في كثير من الأحيان إلى التقاعس عن المداومة على العلاج، دون إدراك بالعواقب، رغم كون الوضعية الصحية لعدد من المصابين بهذا الداء تتطلب إجراءات طبية عاجلة، خاصة في حالة حدوث نزيف.
وفي هذا الصدد، أوضحت سلمى فارس، أستاذة مساعدة في أمراض الدم بالمستشفى الجامعي سوس ماسة، أن مرضى “الهيموفيليا” يتم إخضاعهم للعلاج بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني ومركز الأنكولوجيا بشكل مؤقت، في انتظار الافتتاح الفعلي للمستشفى الجامعي حتى يتسنى لهم الاستفادة من خدماته الصحية.
وأضافت فارس في تصريح لموقع “سيت أنفو”، أن الجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا، تمد يد المساعدة للأطباء وجميع المشرفين على رعاية هذه الفئة من المرضى، مشيرة إلى استعداد أطر طبية للتطوع بهدف تحسين الحالة العلاجية للمصابين بهذا المرض الوراثي.
وعن الإكراهات المطروحة، لفتت المتحدثة ذاتها، الإنتباه إلى الطابع الجغرافي الشاسع للجهة، إذ أكدت أن عددا لايُستهان به من مرضى “الهيموفيليا” يقطنون في مناطق بعيدة عن المركز الاستشفائي الجهوي، وهو ما اعتبرته يُشكّل صعوبة في الولوج للمراكز العلاجية، إلى جانب غياب مصلحة استشفائية لأمراض الدم التي ستمكن من إسداء خدمات تطبيبية للمصابين بهذا الداء، بالدرجة الأولى.
كما أكدت الأخصائية المذكورة أن الأدوية تعرف انقطاعات متكررة، ما ينعكس سلبا على صحة المرضى ويهددهم بمضاعفات خطيرة، داعيةً إلى تخصيص مركز استقبال لهؤلاء بمستشفى الحسن الثاني، بغية تسهيل حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة.
من جهته، أبرز، محمد أوشن، رئيس فرع أكادير سوس ماسة للجمعية المغربية لمرضى الهيموفيليا، حجم المعاناة التي يتكبدها مرضى “الهيموفيليا” على المستويين المادي والمعنوي، مؤكدا أن هذا الداء يتسم بشدة الخطورة ويتعرض المصابين به لنزيف دموي حاد.
وناشد أوشن ضمن تصريح للموقع، وزارة الصحة قصد التعجيل بمواكبة المرضى على صعيد جهة سوس ماسة والمغرب عموما، للحفاظ على صحتهم من خلال تمكينهم من الأدوية التي ستساعدهم في وقف نزيف الدم الذي يتعرضون له في أوقات كثيرة وبالتالي الحد من عدد الوفيات، مضيفا أن مرضى “الهيموفيليا”، يصاب كثير منهم بإعاقة بسبب هشاشة عظام المفاصل الناجمة عن توالي النزيف.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية