ضياع 70 مليون متر مكعب سنويا من طاقة تخزين السدود بالمغرب بسبب التوحل
كشف نزار بركة، وزير التجهيز والماء أن توحل السدود يؤدي إلى ضياع 70 مليون متر مكعب سنويا من طاقة التخزين، تضيع من المنشآت المائية المغربية، وتعد سدود محمد الخامس ومشرع حمادي ومحمد بن عبد الكريم الخطابي والنخلة والقنصرة وللا تاكركوست من أهم السدود التي تشهد مستوى مرتفعا في انخفاض السعة التخزينية نتيجة ترسب الأوحال في قعر حقيناتها.
وأوضح بركة في معرض رده على سؤال كتابي، أن التوحل يعتبر ظاهرة طبيعية تعرفها جميع مناطق المملكة بشكل متفاوت حسب حدة التساقطات وعوامل التعرية، ومن أهم أسبابها ضعف الغطاء النباتي، وتوالي الظواهر القصوى من جفاف وفيضانات، كما أن ضغط الإنسان على المجال النباتي والغابوي، يساهم بشكل كبير في الرفع من وتيرة وحدة انجراف التربة.
وأكد بركة أن التوحل يعد من بين الإكراهات التي تواجه تدبير الموارد المائية ببلادنا، وهو نتيجة طبيعية لترسب الأوحال في حقينات السدود، مما يؤدي إلى ضياع أحجام مهمة من طاقة التخزين، مشيرا إلى أن وزارته تعمل على حل المشكل، وفق الوسائل المتوفرة، حيث أوضح أن التوحل يؤخذ بعين الاعتبار عند تصميم مشاريع السدود، وذلك بتخصيص حجم يتسع لاستيعاب الأوحال لمدة استغلال تفوق 50 سنة على الأقل وهي مدة كافية لتثمين تكاليف إنجاز هذه المنشآت المائية.
وأضاف أنه من أجل تتبع توحل حقينات السدود، تقوم مصالح الوزارة بالمراقبة المستمرة لتطور سعتها، وتقييم أحجام الأوحال المترسبة عن طريق إنجاز دراسات سبر الأعماق لحقينات هذه السدود.
وللحد من هذه الظاهرة والتقليص من نسبة توحل السدود، يتم اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية، من بينها تشجير وتهيئة الأحواض المنحدرة في عالية السدود، بإشراف الوكالة الوطنية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وتحد هذه التقنية من توحل السدود بنسبة حوالي 25 في المائة، إلى جانب إنجاز عتبات الترسب من أجل جمع الأوحال في عالية السدود الكبرى، وإنجاز إفراغات مائية عبر مفرغات القعر لإخراج الأوحال المتراكمة، خاصة خلال فترات الوفرة وفي حالة انصباب هذه السدود.
وتلجأ الوزارة في بعض الأحيان إلى إجراءات علاجية تتلخص في تعلية السدود للرفع من حجم الحقينة إذا خلصت الدراسات التقنية بإمكانيات إنجاز التعلية، كما حدث لسد تاكركوست وسد محمد الخامس والقنصرة والمختار السوسي، بالإضافة إلى جرف الأوحال من حقينات السدود التي يصعب التخلي عنها كسد مشرع حمادي وسيدي إدريس، أو استبدالها بسدود أخرى، ولا يتم اللجوء إلى هذه العمليةالمكلفة جدا، إلا بعد استنفاذ جميع الإجراءات والحلول، يؤكد بركة.