ذهبت للقاء أبنائها بإيطاليا وعادت حاملة لـ “كورونا”.. “مي فاطنة” تروي قصتها

حركة غير عادية في مكان اعتاد زواره على انتظام حركته؛ رجال أمن هنا وهناك وأشخاص ببذلة بيضاء يجعلوك في حيرة؛ أحللت للتو بالمطار أم أن رحلتك أخطأت الوجهة.

معدات لقياس الحرارة وتوجيهات بالحفاظ على مسافة الأمان بين مسافر وآخر؛ تعليمات تلقتها “مي فاطنة”، التي حلت بأرض الوطن قادمة من إيطاليا، بعد رحلة استجمام طويلة، تقول السيدة الستينية لـ “سيت أنفو”.

“كنت رفقة زوجي ذهبنا لإيطاليا للقاء أبنائنا، رغم أننا اعتدنا الذهاب، إلا أنها كانت المرة الأولى، التي نصادف فيها إجراءات كهاته؛ قاموا بقياس حرارتنا في المطار وطالبونا بمدهم بأرقام هواتفنا”؛ لبّت “مي فاطنة” وزوجها طلبات أطقم المطار حيث حلا، وغادرا صوب منزلهما بـ “البروج” نواحي مدينة سطات.

مباشرة بعد وصول “مي فاطنة” إلى بيتها، بدأت تظهر عليها أعراض التعب مع ارتفاع تدريجي في درجة حرارة جسمها، تشدد، لتستدرك قائلة : “زوجي لم يشعر بأي شيء عكسي أنا تماما، جسدي يؤلمني وأحس بضيق في التنفس، تذكرت حينها نشرات الأخبار وتوجيهات وزارة الصحة، التي تحذر من فيروس كورونا؛ قمت بزيارة طبيب عام قدم لي بعض الأدوية، إلا أن وضعي لم يستقر”.

مرّ يوم واحد على ظهور أعراض شبيهة بفيروس “كورونا” على “مي فاطنة”، تلقت بعده اتصالا من قبل أحد مسؤولي المطار، يحاول الاطمئنان على وضعها الصحي، إلا أن ابنتها أخبرته أنها ليست بحالة جيدة؛ ما هي إلا ساعات قليلة حلت بمنزل “مي فاطنة” سيارة إسعاف بها بعض الطواقم الطبية، قاموا بقياس درجة حرارتها وأخبروها بضرورة نقلها إلى المستشفى بمدينة سطات، وهو الأمر الذي لم ترفضه.

“كنت أول سيدة تدخل المستشفى في سطات ويشتبه في إصابتها بالفيروس، الكل يعاملني أفضل معاملة وابنتي كانت بجانبي، تلقيت نتائج اختبار التحاليل وكانت إيجابية، أخبرني الأطباء بعد ذلك أن حالتي ستكون جيدة ولا داعي للقلق؛ لا أخفيكم أنني قلقت في بادئ الأمر لكنني سلمت أمري لخالقي ليدبر أمري ويشفيني”، هكذا قربتنا “مي فاطنة” من لحظات تلقيها خبر إصابتها بـ “كوفيد 19”.

قضت المتحدثة نفسها 14 يوما في المستشفى، بين الصلاة وقراءة القرآن تمضي وقتها؛ تارة تخضع لتحاليل طبية وتارة أخرى تتجرع أدوية علها تنقذها من شبح “الموت”، الذي يطاردها بين الفينة والأخرى، لتتغلب عليه بـ “ربي إليك فوضت أمري”، على حد قولها.

زفّ طبيب “مي فاطنة” إليها الخبر الذي لطالما انتظرته على أحر من الجمر؛ “اليوم ستغادرين المشفى، وصحتك بخير”، خبر لم تستطع متحدثة “سيت أنفو” وصف وقعه عليها، واكتفت بقول “الحمد لله، شكرا لكل من ساندني، الأطباء قاموا بدورهم على أكمل وجه ولم يتركوني ولو للحظة لوحدي، كانوا خير ونيس في وحشة الليل”.


أشرف حكيمي يفضح هجوم باريس سان جيرمان

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى