دراسة حديثة تكشف آثار الجائحة على العمل عن بعد
يرى 44٪ من المديرين أن 25٪ من أنشطة مؤسساتهم قد تأثرت بأزمة كورونا، وبخصوص آفاق المستقبل، يعتقد بعضهم أن الواقع الجديد للعمل عن بعد يجب أن يُحكم بشكل أفضل وأن يتم دعمه بالمزيد من الموارد، فيما يعتقد 49٪ من المديرين أن موظفيهم يمكنهم العمل بكفاءة في المنزل كما في المكتب، أما ثلث أعضاء مجلس الإدارة فلا يشاركون هذا الرأي.
مع ذلك، يوافق 78٪ من المديرين على وضع ترتيبات عمل أخرى ، بما في ذلك العمل عن بعد ، لأنشطة معينة، ويعتقد المديرون أن الخطوة الأولى هي تقديم إطار يحكم ترتيبات العمل عن بعد ، تليها استثمارات في المعدات والبنية التحتية للأنظمة والتدريب.
هذه أهم الخلاصات التي أسفرت عنها دراسة استقصائية همت آراء موظفات وموظفي الإدارات العمومية، قام بها قطاع إصلاح الإدارة بوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، بشراكة مع البنك الدولي، امتدت من 10 غشت إلى غاية 30 شتنبر 2020، قصد تحديد الصعوبات التي تواجهها هذه الفئة في مباشرة مهامها، جراء جائحة كوفيد 19.
وتهدف هذه الدراسة الاستقصائية إلى تحليل أثر فيروس كوفيد19 على أداء الموظفين العموميين وعلى قدرتهم التنظيمية على تقديم الخدمات. كما تروم استخلاص الممارسات والتجارب الجيدة التي ينبغي استثمارها مستقبلا في رسم معالم ظروف العمل بالإدارات العمومية.
وقد همت هذه الدراسة عدة محاور كالسلامة البدنية والنفسية للموظفين، وأثر هذه الجائحة على ظروف العمل، وتبني العمل عن بُعد، وشروط استئناف العمل بالإدارات العمومية، ومدى تأثير الأزمة على الأنشطة والمهام التي يقوم بها المرفق العمومي وكذا الآفاق المستقبلية لطرق العمل بالإدارات العمومية.
وتناولت نتائج هذه الدراسة عدة مستويات، من بينها الرفاهية في العمل، وظروف العمل، و العمل عن بعد، والعودة إلى العمل حضوريا، وتأثير الأزمة على الأنشطة، وآفاق المستقبل.
أما بخصوص مستوى الرفاهية في العمل، فقد أوضح الاستقصاء أنه في حين أن غالبية المجيبين يعتبرون تجربة العمل عن بعد إيجابية ، يأسف جزء كبير منهم لتدهور صحتهم منذ بداية الوباء، بحيث يعتقد 52٪ من المديرين أنهم كانوا قادرين على إدارة ضغوطهم أثناء الوباء ، مقارنة بـ 40٪ فقط بالنسبة للموظفين.
كما يشعر 37٪ من المستطلَعين أنهم لم يتمكنوا من إدارة ضغوطهم، فيما يعتقد 42٪ من أفراد العينة بأن صحتهم النفسية قد تدهورت منذ بداية الوباء ، بينما يعتقد 33٪ أن صحتهم الجسدية هي التي تدهورت بشكل أساسي.
واعتبر 56٪ من أفراد هذه العينة، أن تجربة العمل عن بعد كانت إيجابية. والميزتان الرئيسيتان هما توفير الوقت للسفر وزيادة المرونة.
أما بخصوص ظروف العمل، فقد كشف الاستقصاء أن العمل عن بعد تسبب في قيود فنية وتنظيمية أعاقت أداء واجبات المسؤولين الذين تمت مقابلتهم.
وتعتقد الغالبية العظمى من المسؤولين الذين تمت مقابلتهم أنهم واجهوا صعوبات في القيام بأنشطتهم المهنية أثناء الوباء.
ويتمثل العائق الرئيسي في ضمان العمل عن بعد بشكل فعال، وفي عدم القدرة على أداء مهام معينة خارج المكتب بالنسبة لـ(43٪)، تليها خصوصية البيانات ومتطلبات الأمن بالنسبة لـ(18٪).
واعتبر المستجوبون أن هناك ثلاثة قيود رئيسية للعمل عن بعد أثناء الجائحة، تتمثل في نقص الموارد والمعدات (58٪)، ثم مشكلة التوفيق بين العمل عن بعد والعمل المنزلي (43٪)، تليها عدم الالتزام بساعات العمل (39٪).
أما بخصوص العمل عن بعد، فلم يكن له أي تأثير حقيقي على أداء الموظفين الذين تمكنوا من الاستفادة من وسائل الاتصال المناسبة.
ووفقًا للمشاركين ، يعد الاتصال بالإنترنت والكمبيوتر هما المصدران الرئيسيان اللازمان للعمل عن بُعد، وبالرغم من تعطيل أساليب العمل ، يعتقد غالبية أعضاء مجلس الإدارة أن جودة التفاعل وأداء فرقهم لم تتغير بعد الأزمة.
كما اْعتُبِر البريد الإلكتروني وأنظمة المراسلة والهاتف هي الأشكال الرئيسية للاتصال المستخدمة خلال فترة العمل عن بعد، في حين وضع 37٪ فقط من المديرين أهداف أداء لموظفيهم في إطار العمل عن بعد.
وبخصوص العودة إلى العمل الحضوري، فيخشى غالبية المستجوبين من العودة إلى العمل بشكل حضوري، حتى لو كانوا يعتقدون أن رؤسائهم قد اتخذوا التدابير اللازمة لضمان سلامتهم.
ويشعر 36٪ من الموظفين العموميين بالراحة في العودة إلى مناصبهم مقابل 43٪ غير مرتاحين، وتعتقد الغالبية العظمى من المسؤولين أن إداراتهم قد اتخذت التدابير الوقائية المناسبة لضمان سلامتهم.
فيما يعتقد 54٪ من الموظفين أن رؤساؤهم قد وضعوا خطة للعودة إلى العمل الحضوري، و 58٪ من الموظفين قلقون من المخاطر الصحية المتمثلة في العودة إلى العمل الحضوري، و 24٪ قلقون فيما يتعلق برعاية الأطفال، وواجه 49٪ من المديرين صعوبة في تشجيع موظفيهم على العودة إلى المكتب.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية