خبير يوضح للمغاربة بشأن متحور كورونا الجديد “إيريس” ويحذر
كشف الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، معطيات هامة عن المتحور الفرعي الجديد لفيروس كورونا أو السلالة الفرعية (EG.5.1) لمتحور أوميكرون لفيروس (السارس-كوف-2)، أو ما بات يعرف بسلالة (إيريس) لحد الآن، محذرا في الوقت ذاته الأشخاص المسنين والمواطنين الذين لديهم هشاشة صحيحة من خطورة هذا المتحور.
وفي هذا السياق، طمأن حمضي، في تصريح لـ”سيت أنفو”، المواطنين بشأن المتحور الجديد، مبرزا أنه ليس هناك ما يدعو للقلق مطلقا لا بالنسبة للحياة العامة ولا بالنسبة للمنظومة الصحية أو المستشفيات أو الحالات والخطيرة والوفيات، حيث ستستمر الحياة بشكلها العادي تماما.
وشدّد حمضي قائلا: ” فقط يجب الحذر من الفيروس الجديد لكورونا، وحماية المواطنين الذي يعانون من الهشاشة”، مشيرا إلى أن الحديث على هذا المتحور، يأتي أولا لأن منظمة الصحة العالمية صنفته بكونه متحورا تحت المراقبة لأنه ظهر في شهر مارس في دول آسيا ويتميز بكونه سريع الانتشار، حيث هو السائد في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وهو في الطريق لينتشر في دول أخرى، ولهذا تم الانتباه إليه والحديث عنه.
النقطة الثانية، هو أن المتحور الفرعي الجديد (إيريس) يتسم بأن لديه طفرة تسمح له بأن يكون أكثر انتشارا ولديه أيضا هروب مناعي، حيث أن المواطنين الذين سبق لهم أن استفادوا من التلقيح وأصيبوا بكوفيد لديهم مناعة ضد المرض، لكن رغم ذلك يمكن أن يصابوا بالمتحور الجديد، إلا أنه لا يتم تسجيل حالات خطيرة أو وفيات في صفوفهم، يقول حمضي.
بالنسبة لأعراض المتحور الفرعي الجديدة، أكد البروفيسور الطيب حمضي، أنها تشمل “السخانة” وألم في الرأس وألم في الحلق والتعب، ويتبين من خلال الدول التي انتشر فيها أنه لا يتميز بكونه أكثر شراسة ولا يؤدي إلى حالات خطيرة ووفيات أكثر، إذن هو أكثر انتشارا ولكنه ليس أكثرا شراسة، بحسب تعبير حمضي.
وأضاف حمضي “يذكرنا الفيروس الجديد بأن كوفيد لا يزال بيننا، حيث أنه رغم انتهاء الطوارئ الصحية، إلا أن الفيروس لا يزال موجودا ويمكن أن يتحور أكثر”.
ونبّه حمضي، إلى أن الدرس الأول الذي ينبغي أخذه بعين الاعتبار، هو أن الفيروس لا زال قائما، وحينما يكون متحورا جديدا يمكن أن يعطينا بعض الموجات أومويجات صغيرة، وبالتالي فإن الأشخاص الذين لديهم أعراض كورونا، ينبغي أن يتخذوا احتياطاتهم من قبيل ارتداء الكمامة والحفاظ على مسافة التباعد وعدم نشر المرض في صفوف الآخرين.
وتابع الخبير الصحي، أن الدرس الثاني من المتحور الجديد، هو أن المنظومات الصحية في العالم جميعا، يتعين أن تواصل معركتها ضد كوفيد-19، وتتبع المتحورات الجديدة.
وشدّد على أن الأشخاص المسنين (65 سنة فما فوق)، والذين لديهم هشاشة (السمنة، داء السكري، أمراض الضغط، السرطان، والذين لديهم أمراض المناعة، النساء الحوامل) ينبغي أن يحموا أنفسهم عن طريق التلقيح خصوصا أننا مقبلون على فصل الخريف المعروف بانتشار الفيروسات.
وخلص حمضي إلى أن الأشخاص المسنين وكذلك الذين لديهم أمراض مزمنة، إذا ظهرت عليهم الأعراض وتأكد إصابتهم بكوفيد ينبغي أن يتخذوا العقاقير المضادة للفيروسات قبل مرور 5 أيام عن ظهور الأعراض كأبعد تقدير، حيث تسمح هذه العقاقير بتخفيض الحالات الخطيرة والوفيات، إلى 90 في المائة.
وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أكدت أمس الجمعة، أنها تواصل تتبع الوضع الوبائي بالبلاد، داعية إلى ضرورة استكمال جرعات التلقيح لتعزيز المناعة ضد كوفيد-19.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ، أنه على الرغم من كون المملكة تعرف وضعا وبائيا مستقرا، مع عدم رصد أية حالة مرضية ناجمة عن السلالة الفرعية (EG.5.1) لمتحور أوميكرون لفيروس (السارس-كوف-2)، أو ما بات يعرف بسلالة (إيريس) لحد الآن، فقد بادرت إلى استشارة اللجنة العلمية لكوفيد-19، من أجل تقييم المخاطر على الصعيد الوطني وتقديم التوصيات اللازمة، وذلك في إطار اليقظة الوبائية والتأهب المستمرين للمركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة.
وأضاف المصدر ذاته، أن التقييم خلص إلى أن انتشار المتحور الفرعي (EG.5.1) وحدوث موجة جديدة بالمملكة يبقى واردا، مع إمكانية تسجيل بعض الحالات الخطيرة أو حتى الوفيات، خاصة ما بين الأشخاص المسنين وذوي الهشاشة المناعية أو المصابين بأمراض مزمنة.
وعليه، يتابع المصدر، فإن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية واللجنة العلمية الوطنية تدعوان مجددا إلى ضرورة استكمال جرعات التلقيح لتعزيز المناعة ضد كوفيد-19 الوخيم، وتهيبان بالأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية ارتداء الكمامة والتوقف عن أي نشاط مهني أو اجتماعي مع التوجه إلى المؤسسات الصحية للتشخيص وتلقي العلاج المناسب، مع تجنب كل ظروف المخالطة مع الغير.
وأشار البلاغ إلى أن عددا من دول العالم شهدت خلال الأسابيع الماضية ظهور السلالة سالفة الذكر، وإن لم يتم بعد تحديد مدى ضراوتها من طرف منظمة الصحة العالمية، مذكرا بأن المنظمة كانت قد أعلنت عن إنهاء حالة الطوارئ الصحية العالمية لكوفيد-19 في شهر ماي الماضي، لكن مع الاستمرار في اعتباره تهديدا للصحة العامة بالنظر لاحتمال انتشار متحورات وسلالات فرعية جديدة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية