حقوقي: هذه مؤاخذتي على ملاحظ ”هيومن رايتس ووتش” في ملف بوعشرين
لا يزال الجدل قائما على تولي المحامي عبد العزيز النويضي، ملاحظا للمنظمة الحقوقية الدولية ”هيومن رايس ووتش”، في قضية الصحفي توفيق بوعشرين، مدير جريدة ”أخبار اليوم” المتابع أمام استئنافية البيضاء بتهم تتعلق بالاغتصاب ومحاولة الاغتصاب والاتجار بالبشر.
وفي هذا الصدد، يرى الأكاديمي والفاعل الحقوقي، رشيد لزرق، أن صفة ”ملاحظ”، تشترط، باعتباره ناقلا لأطوار المحاكمة، أن ”يكون محايدا وألا يدخل علاقاته الشخصية على تقييمه الحقوقي”، مضيفا أن الملاحظ، ”ينبغي أن يتخذ منهجاً حياديا بين أطراف المحاكمة، عبر تحكيم المواثيق الدولية أو الدستورية والقانونية التي ينص عليها دستور المملكة، ومهمته التركيز على الانتباه للمحاكمة العادلة في بناء تقاريره”.
وأوضح لزرق، أن التصريح الذي سبق أن أدلى به النويضي، مباشرة بعد اعتقال بوعشرين، ”يضعه خارج الملاحظ المحايد، فمن شأن علاقته مع المتهم أن تفقده بوصلته التي يجب أن تتميز بالحياد والموضوعية، وينحاز لطرف بذاته بناء على قربه الشخصي من توفيق بوعشرين”، مُشدد على أن الملاحظ الحقوقي ”يشترط فيه الحياد كشرط أساسي لتولي مهمته الحقوقية في مراقبة المحاكمة، ونقصد بالحياد، الشخصي والموضوعي، وعلى ما يبدو من تصريحات الأستاذ عبد العزيز النويضي انه لم يلتزم الحياد على اعتبار أنه اتخذ موقفا في القضية قبل اضطلاعه على محاضر الدعوى، بالنظر لوجود مصلحة وعلاقة شخصية بينه بين أحد أطراف الدعوى ويتعلق الأمر بالمتهم، وهذه العوامل تجعله من الناحية الشخصية مجرحا فيه لأن تقريره سيكون مشكوكا في اعتماده معايير الشفافية القانونية والمصداقية الحقوقية”، يقول لزرق.
وأكد لزرق أن مبدأ حياد الملاحظ ”ضروري ومطلوب بشده في متابعة أطوار المحاكمة موضوع الملاحظة، ولذلك يجب متابعتها بشكل موضوعي يتماشى والمعايير الحقوقية الكونية المتعارف عليها، ومن طرف ملاحظين محايدين يتوفرون على الكفاءة القانونية اللازمة”.
وأبرز أن الوقائع التي سيتولى ذكرها تؤكد أن النويضي ”خانته في هذه القضية الأداة والمنهج العلمي في القراءة الحقوقية المتأنية لواقع نزاهة توفيق بوعشرين الأمر الذي لا يؤهله لقراءة الواقع الملموس”، مشيرا إلى أن الأمر ”يجعله غير محايد لأنه وبتاريخ 24 فبراير 2018، أي بعد يوم واحد من اعتقال بوعشرين، أصدر تصريحا لموقع ”لكم”، يعلن فيه انحيازه للمتهم توفيق بوعشرين، بشكل لا غبار عليه يقول فيه، لا يمكن فصل الأسلوب الذي تم من خلاله اعتقال الصحفي بوعشرين، الذي تمت مداهمة مقر جريدته “أخبار اليوم” مساء أمس الجمعة، من قبل 20 رجل أمن بزي مدني واعتقاله، عن مواقفه وتحليلاته” و “أن هذا الأسلوب هو اعتداء على قرينة البراءة، وحق الصحفيين في العمل وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها هذا، فقد سبق أن تم إغلاق جريدته التي نشرت رسما كاريكاتيريا لأحد الأمراء. مؤكدا ” أن الاعتقال تم دون احترام الاجراءات القانونية، ” معبرا عن ” قلقه من الأسلوب وننتظر مزيدا من المعطيات، وهناك مجموعة من المحامين لمؤازرته وزيارته تحت الحراسة النظرية، كما ننتظر أيضا معرفة ماهية التهم الموجهة إليه”.
وقال إن النويضي، وضع نفسه ”موضع المدافع عن توفيق بوعشرين قبل تكييف التهمة أو الاطلاع على المحاضر، في وقت كان يفترض فيه أن يقوم بدور الملاحظ وأن يلتزم بالحياد التام، وتصريحه أعلاه يخرج عن فكرة الحياد، و بالتالي فإن تقريره لا يتمتع بالمصداقية اللازمة التي يجب ان تتوفر في التقارير المنجزة من طرف الملاحظين المكلفين بمراقبة احترام حقوق الدفاع”، مؤكدا أن ” الإبقاء على الأستاذ النويضي عبد العزيز، يجعل تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش، مشبوها بالانحياز للمتهم، ويتناقض مع أهداف المنظمة.”
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية