“تقصير” و”مطالب بالمحاسبة”.. بؤر “كورونا” تحرم أبناء آسفي فرحة تخفيف الحجر

“تفاجئنا” “صدمة كبيرة وخيبة أمل”؛ كلمات لم يجد غيرها أبناء مدينة آسفي للتعبير عن رد فعلهم، عقب إعلان تشديد قيود الحجر الصحي بالمدينة، منذ أمس الأحد، نتيجة ظهور بؤر مهنية لتصبير السمك.

ارتفاع مُفاجئ في عدد الإصابات بـ “كوفيد 19”

في الوقت الذي لم تسجل فيه مدينة آسفي، سوى حالات معدودة للإصابة بـ “كورونا”، منذ بدء تفشي الفيروس في المغرب، أعلنت وزارة الصحة، على مدى أسبوع، عن ظهور بؤرة مهنية في معامل خاصة بالسمك.

وحسب الطالبة الصحفية، إكرام بختالي، الخبر “نزل كالصاعقة؛ كيف لمدينة آسفي الصامدة على مدى شهور، أن تعود لنقطة الصفر من جديد”، تضيف.

وأوضحت المتحدثة نفسها في حديث لـ “سيت أنفو”، أن “فرحة تخفيف إجراءات الحجر الصحي، وتمكن سكان آسفي من التنقل بأريحية والذهاب للشاطئ، بددتها البؤرة المهنية”.

وحملت بختالي مسؤولية تقييد حركة أبناء آسفي، لأرباب معامل تصبير السمك، الذين لم يُفعّلوا إجراءات السلامة الصحية وتدابير الوقاية، بالشكل المطلوب، معتبرة أن “سيناريو للا ميمونة أٌعيد في آسفي”.

قلوب “مسفيويين” جريحة

تذمر أبناء مدينة آسفي من خبر إغلاق منافذها، بدءا من أمس الأحد وإلى حين إعلان حصر تفشي “كورونا”، عمّق جراح “المسفيويين”، الذين أجبرتهم ظروف العمل على فراق أسرهم والعيش في مدن بعيدة عنهم.

يقول يوسف وهو صحفي أيضا، إنه كان يترقب بفرحة كبيرة موعد السماح بالتنقل بين المدن، كي يشد الرحال من البيضاء صوب مسقط رأسه في آسفي، غير أن حلمه سرعان ما تحول إلى “فكرة غير ممكنة”، على الأقل خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف يوسف في حديثه لـ “سيت أنفو”، “يجب وضع حد لتفجر مثل هذه البؤر، قلوبنا مع أسرنا خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، أملنا أن نشعر بفرحة العيد بجانبهم”، قبل أن يستدرك قائلا: “الناس كانوا فرحو مساكن وبداو كيخرجو، ويستمتعوا بأجواء الصيف، دبا تكمشو في ديورهم، وعادت القائدة حورية من جديد لدعوتهم بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة”.

إجراءات مستعجلة

ذكر بلاغ لولاية جهة مراكش – آسفي، أمس الأحد، أنه في إطار تتبع تطورات الحالة الوبائية لجائحة فيروس كورونا بإقليم آسفي، ترأس والي جهة مراكش آسفي، كريم قسي لحلو، ليلة السبت، اجتماعا بمقر عمالة إقليم آسفي، بحضور عامل الاقليم والمسؤولين الأمنيين الجهويين والمحليين والمديرة الجهوية للصحة، والمندوب الاقليمي للصحة والسلطات المحلية، وذلك لتدارس الآليات الكفيلة بضمان التحكم في انتشار الجائحة.

وتقرر عقب الاجتماع الاغلاق التام للمنطقة الحضرية الثالثة بمدينة آسفي، والتي تتركز فيها الحالات الايجابية (كوفيد-19)، وإغلاق ومنع التنقل من وإلى مدينة آسفي، إلا في حالات محدودة؛ والإغلاق الفوري لمصانع التعليب 18 المتواجدة بالمدينة وتوقف نقل عمالها، كما تقرر إغلاق المحلات التجارية على الساعة السادسة مساء؛ وإغلاق المقاهي على الساعة الثامنة ليلا؛ ومنع الولوج لشاطئ مدينة آسفي؛ وإغلاق سوقي القرب السلام والصحة، المتواجدين بالمنطقة الحضرية الثالثة، والرفع من وتيرة عمليات التعقيم بالمنطقة الحضرية الثالثة، وخصوصا في المناطق، التي تتركز بها الحالات الايجابية (كوفيد-19).

هذه الإجراءات ترى إكرام بختالي، إنها “جد مفاجئة”، مشيرة إلى أنه مباشرة بعد الاجتماع المذكور، عقدت السلطات حملات تحسيسية عبر أزقة آسفي، في وقت متأخر من ليلة السبت الأحد، تخبر من خلالها المواطنين بالقرارات الجديدة.

ومن جهته، شدد الصحفي، يوسف في حديثه لـ “سيت أنفو”، على أنه “يتعين على المسؤولين عن الوحدات الصناعية بآسفي، الالتزام بالتدابير والإجرءات، التي أقرتها وزارتا الداخلية والصحة لمواجهة فيروس كورونا، من تعقيم لأماكن العمل والتباعد بين العمال وإجبارية الكمامات وغيرها، حتى تعود الحياة لطبيعتها بمدينة آسفي، ويستمتع سكانها بشواطئها الجميلة عوض المكوث في منازلهم”.

تحذيرات سابقة من مخاطر مصانع تصبير السمك

في أبريل الماضي، ساءلت غثية بدرون، عن فريق الأصالة والمعاصرة، البرلمان، عن الإجراءات المتخذة للحد من تداعيات غياب شروط السلامة والتدابير الوقائية، في معامل التصبير بآسفي، محذرة من تكرر سيناريو وقع بالبيضاء أنذاك، وتسبب في إصابة عاملات بـ “كوفيد 19”.

مطالب بفتح تحقيق عاجل

بعد تجاوز عدد الإصابات في آسفي بـ “كورونا” عتبة الـ 500 حالة، طالب متتبعو الشأن المحلي بالمدينة، بضرورة تحرك السلطات المختصة، لفتح تحقيق في ظروف وملابسات الارتفاع “الصاروخي” للحالات، مع ترتيب المسؤوليات القانونية، في حق كل من ثبت تقصيره أو استهتاره.


“إسكوبار الصحراء”.. قرار محكمة البيضاء في حق الناصري وبعيوي

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى