ترحيل آلاف “الأفارقة” نحو تزنيت وبرلماني: “تصدير للمشكل وليس حلا له”
في وقتٍ ماتزال مدينة تزنيت تُغرق بدفعات متتالية من مهاجري دول جنوب الصحراء، الذين جرى ترحيلهم من مدن شمال المملكة، خرج عبد الله غازي النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، عن صمته بخصوص القضية، التي استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي والوطني،وهو الذي مافتئ يتساءل عن سر اختيار عاصمة الفضة كوجهة لترحيل “الأفارقة” الذين بلغ تعدادهم ماينيف عن 8 آلاف شخص.
وقال البرلماني غازي “رغم الحرج المصاحب لتناول هذا الموضوع نظراً لبعده الحقوقي و الإنساني، لا يسع المرء إلا أن يستغرب لغياب أي تفسير لما تقدم عليه السلطات بالترحيل الممنهج لعشرات من إخواننا الأفارقة جنوب الصحراء من مدن شمال المملكة نحو منطقة سوس ، خاصة أكادير وتيزنيت!” مُضيفاً “موجب الإستغراب مرتبط بالدرجة الأولى بدواعي الترحيل كإجراء ولكن بالخصوص بماهية الدواعي التي جعلت وجهة هذا الترحيل هي سوس وتيزنيت بالتحديد؟”
وتساءل البرلماني التجمعي في تدوينة له على حسابه الشخصي بموقع الفايسبوك قائلا : “الدواعي الجيولوجستيكية لا يمكنها البتّة تفسير هذا الإختيار لأن تيزنيت تبعد عن السواحل المتوسطية بمئات الكيلومترات، تماماً كما مدن أخرى بجنوب وشرق وغرب المملكة كان بالإمكان أن تُرَحل إليها أعداد من هؤلاء..كما أن تموقع تيزنيت على بعد كلمترات معدودة من المحيط الأطلسي وشواطئه المقابلة لجزر الكناري يجعل تأمين وإبعاد المرحلين من شبكات التهجير السري غير محقق خاصة وأنه منذ أيام تم على ما يبدو تسجيل محاولات لركوب المطاط نقطة انطلاقها في سواحل ميراللفت!”
وأشار غازي إلى أن ” المرء يجهد نفسه فلا يجد أي مبرر منطقي لهذا القرار ..اللهم إن تفتّقت عبقرية أصحاب هذا الخيار و استحضرت مستويات سوسيولوجية و قيمية بكون أهالي سوس وتيزنيت بالخصوص أكثر المغاربة انفتاحا و تقبلاً للآخر و ارتباط ذلك بالكرم والتسامح والإيثار..وهي لعَمري قيم وخصال تدعو للإعتزاز و شرف ندّعيه”. متسائلا “فليكُن غير أن المذموم هو أن يكون الداعي إلى توشيح تيزنيت بهذه الحظوة هو ذلك المعتقد الغير البريء بكون أهاليها بما فيهم فعالياتها سيستقبلون هذا الخيار بغير قليل من الإذعان وأن تيزنيت وسوس هو مجال الهامش صفر من ممانعة أي إجراء مهما أجحف و قسى”.
ووجه عضو المكتب السياسي لحزب “الحمامة” سهام انتقادات لاذعة نحو رئيس الحكومة بالقول “لقد سئم سوس و أهله من المسايرة بغير عناد لدرجة الخضوع والإنصياع اللامشروط..الصبر والحكمة والتعقل نعم ودوماً ، أما افتراض الهامش صفر من روح الإستنكار و الممانعة والإعتراض فقد أضحى قاب قوسين من الإحتقار و سبّة في جبين سوس ووصمة عار على فعالياته المتماهية “حكمةً ونضجاً “.
وطالب غازي بتفسير عن المؤسسات، وعن القطاع المكلف بالهجرة وعن وزارة الداخلية مُردفا : “وجهنا لوزير الداخلية سؤالاً كتابيا في الموضوع منذ ثلاثة أسابيع..نشاطر وجهة نظر الحكومة التي صرح الناطق الرسمي باسمها يوم الخميس الماضي أن إنشاء مراكز استقبال هؤلاء المهاجرين بإيعاز من الإتحاد الأوروبي هو مجرد” تصدير للمشكل وليس حلا له” ..كذلك نقول للحكومة أن ترحيلهم الغير المفهوم نحو تيزنيت تصدير لأزمة نحو مجالات هشة لها معاناتها القائمة ولا طاقة لها بتدبر مزيد من التحملات إلا ما كان منها قائما على عدالة و منطق”، يُضيف البرلماني ذاته.
وتساءل في التدوينة نفسها عن السر في اختيار سوس بالقول “إذا كان الترحيل و اختيار الوجهة عفوياً (حيث استنفدت الحافلة مثلا حمولتها من الوقود!) أو كان نزوح إخواننا المهاجرين إرادياً نحو منطقتنا ، فما كان للإشكال أن يُطرح. أما وأن في الأمر تدبير ، فهذا يستوجب الإستيضاح !..لو كانت قدرات تحمُّل المجال تسمح، لهان الأمر..أما و المدينة تعاني الأمرين لمواجهة إشكالات من صميم همها اليومي(النظافة ، الباعة الجائلين، المشردين..)فاللهم ارحم ضعفنا”.
وختم تدوينته بالقول “أخيراً ، يجدر بنا التنبيه، أن عدم التواصل وتوضيح هذه الإستفهامات والتمادي في هذاالترحيل الممنهج والأحادي الوجهة، من شأنه أن يُضر بنفس القدر أو أكثر بهؤلاء المرحلين أنفسهم، لأن تكديسهم المبالغ فيه في فضاء حضري محدود الطاقة التحملية من شأنه أن يعمق الشرخ و يغدي التوترات والإختلالات بينهم وبين المجتمع المحلي ثم كذلك بينهم داخليا كمجموعات قادمة من بلدان مختلفة”، وفق تعبيره.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية