بركة: الوضع صعب ومليار متر مكعب من مياه الأمطار بالمغرب ترمى سنويا في البحار
لازال هدر المياه مستمرا ببلادنا رغم أزمة الجفاف التي تتهدد الساكنة بالعطش، حيث كشف نزار بركة وزير الماء والتجهيز مجموعة من مظاهر هدر المياه، من بينها مليار متر مكعب من مياه الأمطار ترمى في البحر دون استغلالها، مشيرا إلى أن هذه السنة تقلصت النسبة لتصل إلى 500 مليون متر مكعب بحكم الجفاف وقلة التساقطات.
وأضاف بركة قائلا: “الوضع صعب، وهناك تعبئة كاملة للحكومة لحل المشكل، نشتغل للوصول لنتيجة، لكن الأهم هو حل المشاكل الاستعجالية بكيفية مهيكلة، كي لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى”.
وتابع بركة خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب “أننا في وضعية دقيقة ناتجة عن التراجع الكبير للواردات المائية ب85 في المائة، ناتجة عن ضعف التساقطات المطرية ب50 في المائة، وأيضا عن تراجع الثلوج، إذ انتقلت من مساحة 45 ألف كلم مربع إلى 5000 كلم مربع هذه السنة، فيما انتقل عدد أيام الثلوج من 41 يوما في السنة إلى 14 يوما فقط، وهو ما يعني تراجعا كبيرا في الواردات المائية”.
وإلى جانب ذلك، كشف بركة، أن المياه الجوفية تراجعت هي الأخرى ب2 متر إلى 3 أمتار في السنة، وهو ما له وقع.
وأشار بركة إلى أن نقص الموارد المائية انطلق منذ سنة 2018، حيث انتقلت من 9 مليار و400 مليون متر مكعب كحقينة للسدود، إلى 4 مليار و700 مليون متر مكعب تتواجد بالسدود، وهو ما يعني تراجعا بنسبة 60 في المائة، وهي الوتيرة التي استمرت في التراجع حيث وصلت إلى 45 في المائة، ثم 37 ف يالمائة، لتصل اليوم إلى 29 في المائة من نسبة ملء السدود. فيما عرف سد المسيرة تراجعا حيث تصل نسبة المياه به 5 في المائة فقط.
وأوضح بركة، أن الحكومة اتخذت مجموعة من التدابير لحل أزمة نقص المياه، من بنيها معالجة المياه العادمة، إذ يتوفر المغرب على قدرات للوصول إلى 350 مليون متر مكعب من المياه المعالجة، فيما اليوم لا نتوفر سوى على 70 مليون متر مكعب، والوزارة تشتغل في العديد من المدن لتنطلق في هذا المجال كطنجة وتطوان والرباط، كما تم أيضا إبرام اتفاقات مع مدن أخرى كأكادير وزاكورة والدار البيضاء والصخيرات والداخلة وغيرها، لتوسيع المجال.
كما قامت الوزارة بوضع برنامج استعجالي في شهر دجنبر الماضي، يهم لأحواض المائية الأكثر تضررا بأزمة الجفاف كحوض ملوية وام الربيع وتانسيفت وزيز، فيما تم أيضا القيام بحفر آبار استكشافية ليصل الماء للعديد من المناطق كجرسيف وتاوريرت ووجدة ومناطق أخرى.
كما يتم أيضا العمل على تحسين وتطوير مردودية الماء، إذ هناك العديد من القنوات تسيل ويتم العمل على تقليصها، كما يتم أيضا العمل على البحث عن سبل بديلة كتحلية المياه، بالناظور وآسفي والجديدة.