بالأرقام..  التوقعات المخيفة لحالات الوفيات بكورونا في الأشهر المقبلة في المغرب

إذا تابعنا الدراسة التي أنجزها الطبيب الطيب حمضي حول توقعات الوفيات بسبب “كورونا” في الأشهر المقبلة، فإن الأمر لا يمكن إلا أن يوصف بكونه مخيف جدا.
يتوقع الباحث في السياسات والنظم الصحية أن يصل عدد الوفيات في الشهر الحالي إلى 1800 وفاة، و4500 حالة وفاة في الشهر المقبل، و8000 حالة في شهر يناير من السنة المقبلة!!.
الأمر خطير للغاية، حيث يقول الطيب حمضي :”الأرقام تتعلق بكل شهر على حدة، وليس بالرقم التراكمي”!!ثم يضيف أن إجمالي الوفيات عند 31 يناير 2021 قد يكون أزيد من 18 ألف شخصا “إذا ما بقي سلوكنا على ما هو عليه الآن”.
والمثير أيضا قوله أن هذه الأرقام المخيفة لعدد الوفيات ليست إلا تقديرية وقد تتجاوزها إلى الأسوأ:”قد يصل عدد الوفيات الى أكثر بكثير من هذه الأرقام، وبالتأكيد يمكن ان يكون أقل من ذلك بكثير، إذا ما تحركنا بجدية وبسرعة، بسرعة كبيرة من اليوم”.
ويشرح المتخصص في السياسات والنظم الصحية أن المعركة ربحناها بالفعل في بداية الوباء، بالإرادة، وبالتزام المواطن، واليوم كذلك يمكننا تغيير هذه الأرقام بشكل جذري وإنقاذ الآلاف من الأرواح والفرص الاقتصادية وانتظام المدارس والرفاهية الاجتماعية.
 ويعود الطيب حمضي إلى يوم الجمعة 16 أكتوبر 2020، الذي سجلت فيه 46 حالة وفاة فيما بلغ الرقم التراكمي لحالات الوفيات منذ بداية الوباء إلى 2818 وفاة، وكانت التوقعات القائمة على المنحنى المحلي تشير الى احتمال وصولنا الى 3500 وفاة بعد 30 يوما، أي في 15 نونبر، دون الأخذ بعين الاعتبار الدينامية الخاصة بهذا الوباء.
 وفي نفس المساء، وأثناء مقابلة تلفزيونية، قدمت توقعات مخالفة، حيث أشرت لاحتمال الوصول لرقم 3500 حالة وفاة في الفاتح من شهر نونبر، بدلا من 15 نونبر، ولسوء الحظ، يضيف الطيب حمضي، وفي اليوم التالي كان من الواضح أن هذه الفرضية أضحت هي الأقرب إلى التحقق، إذ في الغد، أي يوم السبت 17 أكتوبر، تم تسجيل 60 حالة وفاة لأول مرة.
وأشار الطيب حمضي أن التوقعات تم احتسابها من قبل عدة نماذج للمنظمات المتخصصة، منها “معهد المقاييس الصحية والتقييم”، والتي تم وضعها جنبا إلى جنب مع التوقعات الأخرى وقمنا بملائمتها مع التطورات والخصوصيات المحلية:”هذه الوفيات ليست مجرد أرقام، إنها أرواح بشرية لأصدقاء وزملاء وأقارب … هذه ليست مجرد أرقام وإحصاءات، إنها مآسي بشرية تؤثر على حياة ومستقبل آلاف الناس اليوم ولسنوات عديدة قادمة. هذه أرواح يمكن إنقاذها، ووفيات يمكننا منعها”، يقول الطبيب الطيب حمضي ثم يضيف :”آخرون فقدوا وظائفهم، أو مصدر دخلهم، أو فقدوا مشاريعهم وأعمالهم مع ضياع عشرات آلاف فرص العمل. كل هذه الأرواح، كل هذه الخسائر الاقتصادية، يمكن تلافيها بارتداء الكمامة، واحترام التباعد، وغسل اليدين بشكل صحيح، وتجنب الازدحام، وتهوية الأماكن المغلقة”.
دعونا نفكر في الأمر كل صباح قبل أن نغادر منازلنا وعائلاتنا، يقول الطيب حمضي، ربما يمكننا إنقاذ حياة عدة أناس عزيزين علينا، ربما حياتنا أيضا. هناك دائما إمكانية لإنقاذ المزيد من الأرواح. كوفيد 19 لم يستسلم بعد.  لن يستسلم الوباء أبدا طالما بقي الكثير لا يتقيدون بالتدابير الحاجزية والوقائية.
ويسترسل الطبيب المتخصص في السياسات والنظم الصحية أنه سنخسر ما معدله 150 شخصا يوميا في شهر دجنبر القادم، لتصل الوفيات إلى 300 شخصا في اليوم في يناير، وهو رقم لن يبدأ في التراجع إلا في شهر مارس، حيث  ستظل أرقام فبراير قاتلة أيضا، ولن يخفف من هذه الأرقام إلا التوفر على لقاح آمن وفعال في يناير (وهو أمر مستبعد جدا بالنسبة لنا في المغرب في هده الفترة)،  وإلا فإن الأرقام للأسف ستكون مماثلة لشهر يناير.
 في نهاية شهر نونبر، يضيف الطيب حمضي، من المحتمل أن تكون هناك 1800 حالة وفاة، وحوالي 4500 حالة وفاة في شهر دجنبر، و8000 حالة وفاة في شهر يناير من السنة المقبلة:”سيكون إجمالي الوفيات عند 31 يناير 2021 حوالي 18 ألف وفاة إذا واصلنا نفس السلوك اليومي … لنفكر في هذه الأرقام.  بالتأكيد يمكن لكل منا أن يفعل شيئا لتجنب الأسوأ. سيكون كل واحد منا قادرا على فعل شيء ما (لا أتحدث عن ارتداء الكمامة واحترام الاجراءات الحاجزية الأخرى، وهي بداية جيدة على كل حال)، لكنني أشير إلى القيام بما هو أكثر: التوعية، والتعبئة، والصراخ، والتنبيه … إذا كنتم تعتقدون أنه بإمكانكم اتخاد مبادرات لتجنب ما يمكن تجنبه، يرجى القيام بذلك الآن من فضلكم”.

تساقطات ثلجية ورياح عاصفية تضرب هذه المدن المغربية

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى