باريس.. تسليط الضوء على مهارات الصانعات المغربيات وسبل تثمين إبداعاتهن في سوق المنتجات الفاخرة

شكلت مهارات الصانعات التقليديات المغربيات وسبل تثمين إبداعاتهن داخل سوق المنتجات الفاخرة محور ندوة نظمت، أمس الجمعة بباريس، في إطار تظاهرة “سيفارم باريس 2025″، الموعد البارز المخصص لإبراز إشعاع المرأة والتراث المغربي.

وخلال هذا اللقاء، المنظم تحت شعار “الفخامة الباريسية والمعارف التقليدية المغربية: أي تآزر من أجل إعادة تثمين مستدامة؟”، شدد المشاركون على أهمية تعزيز حضور المنتجات الحرفية المغربية داخل منظومة الفخامة الدولية، وفتح آفاق جديدة أمام الصانعات المغربيات لإبرام شراكات مع هذا القطاع بما يتيح تثمين مهاراتهن بشكل مستدام.

وفي مداخلة لها خلال هذه المائدة المستديرة، المنظمة بشراكة مع اليونسكو، أكدت فوزية طالوت المكناسي، رئيسة منظمة “ريفام دار المعلمة”، الجهة المنظمة عن الجانب المغربي، أن الصانعات التقليديات من مختلف جهات المملكة يقدمن “قطعا استثنائية” نابعة من رصيد معرفي عريق.

واعتبرت أنه من الضروري أن “تنفتح الصانعات على عالم الفخامة”، مقتنعة بأن “براعة أيديهن” وغنى تقنياتهن يجدان، بشكل طبيعي، مكانهما داخل عالم الأزياء الراقية، مشددة على أهمية فتح آفاق جديدة وتكثيف الشراكات مع قطاع المنتجات الفاخرة، بما يسهم في تعزيز حضور الصناعة التقليدية المغربية داخل هذا المجال.

من جهته، اعتبر إريك تيبوش، المصمم والمدير الفني لـ”دار المعلمة”، أن “المغرب يمتلك كنزا لاماديا فريدا”، مؤكدا أن الحرفيات يشكلن ركيزة محورية في مسار تحديث هذه المهن التقليدية بشكل مسؤول، مع المحافظة على روحها وخصوصيتها.

أما رئيس أحد دور الأزياء الراقية الفرنسية، فأشاد “بالغنى والدقة المذهلين للصناعة التقليدية المغربية”، موضحا أن التقنيات المعتمدة في التطريز والنسيج والجلد والحلي “تندرج في صميم مفهوم الفخامة، وينبغي تقديرها على هذا الأساس”.

من جانبه، أكد كريم الهنديلي، المسؤول عن البرنامج الثقافي لمكتب اليونسكو للمنطقة المغاربية، الذي يتخذ من الرباط مقرا له، أن الصناعة التقليدية تعد إحدى الأولويات ضمن برنامج اليونسكو بالمنطقة، مشيرا إلى أن أكبر مشروع تنفذه المنظمة الأممية في هذا المجال يجري بالمغرب، حيث تعمل على حماية وتثمين تراث لامادي “مشترك بين الجميع”.

وقدم المسؤول عرضا حول أبرز التحديات التي تواجه الصناعات التقليدية عالميا، موضحا أن القطاع يواجه منافسة قوية من المنتجات الصناعية منخفضة الكلفة، وتحديات العولمة وتقلص الأسواق المحلية، فضلا عن تأثيرات التغير المناخي على الموارد، ومتطلبات الانتقال الرقمي التي لا تزال محدودة الاندماج داخل بعض الحرف.

من جانبها، دعت مصممة الأزياء آن لويانا يتنا إلى تثمين المهارات المغربية والإفريقية داخل منظومة الفخامة العالمية، مبرزة ضرورة الحفاظ على التقنيات التقليدية الأصيلة وملاءمتها في الوقت ذاته مع متطلبات الأسواق الدولية.

وتتواصل فعاليات “سيفارم باريس 2025″، الذي يقام تحت الرعاية المزدوجة لوزارة الثقافة بالمغرب ووزارة الثقافة بفرنسا، من خلال برنامج غني يتضمن معرضا غير مسبوق بعنوان “المغرب بصيغة المؤنث”، إضافة إلى تكوينات رفيعة المستوى وجلسات عمل وموائد مستديرة موضوعاتية.

وتنظم هذه التظاهرة بشراكة بين شبكة النساء الصانعات التقليديات بالمملكة المغربية “ريفام دار المعلمة”، والجمعية الفرنسية “APPAR Artisans Remarquables”، وغرفة المهن والصناعات التقليدية بجهة إيل-دو-فرانس، وتستقبل حوالي اثنتي عشرة صانعة تقليدية مغربية ضمن برنامج تكويني وثقافي يسعى، بحسب المنظمين، إلى “الترويج للتراث الحرفي المغربي وتعزيز التعاون بين المؤسسات الفرنسية والمغربية والدولية في مجال المهارات التقليدية”.

المصدر : وكالات

النيابة العامة تكشف معطيات مهمة في قضية “إسكوبار الصحراء”

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى