اليوسفية.. مخترع شاب يطور موزعا آليا لسائل التعقيم للتصدي لفيروس كورونا
نجح مخترع شاب ينحدر من مدينة اليوسفية في تطوير موزع آلي لسائل التعقيم، يتسم ببساطة تصنيعه وانخفاض تكلفته، وذلك بهدف الوقاية ومكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ويتصف هذا الجهاز، الذي طوره المبتكر عبد المهيمن الرقاس أحد خريجي مدرسة “آكت سكول” التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط بموقع الكنتور، إلى جانب شقيقه صلاح الدين الرقاس، بسهولة التصنيع والتركيب لاعتماده على وسائل وأدوات محلية صرفة، دون الحاجة إلى الاستيراد.
ويمكن استخدام هذا الموزع الآلي، الذي يعمل وفق نظام الأشعة تحت الحمراء، عند مداخل المستشفيات والمؤسسات أو الأماكن العامة، إذ يمكن مستعمليه من تعقيم أياديهم دون الحاجة إلى لمس الموزع.
وخضعت عملية تصنيع هذا الموزع الآلي لتقنية التقطيع بآلية الليزر والطبع ثنائي الأبعاد، مع إمكانية رفع وتيرة الإنتاج اليومي لهذا الموزع الآلي، من أجل تغطية حاجيات جميع المتدخلين.
وبالمناسبة، أوضح خريج مدرسة “آكت سكول”، عبد المهيمن الرقاس، أن “الوضع الصحي الحالي على الصعيد العالمي عامة والوطني خاصة، يتطلب تضافرا للجهود قصد التصدي لوباء (كوفيد-19)، وفي ظل غياب أي علاج فعال لهذا المرض الفتاك يبقى التعقيم السبيل الأنجع للوقاية من الفيروس”.
وقال المخترع الشاب (24 سنة)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “فكرة ابتكار هذا الموزع الآلي للتعقيم تنطلق من الاعتبارات المذكورة، وظفت من خلالها ما راكمته من معارف في الهندسة الميكانيكية لتطوير جهاز مبتكر يمتاز ببساطة التصنيع وانخفاض التكلفة”.
وأضاف، أن خصوصية هذا الموزع الآلي تتمثل في كونه يمكن من تفادي انتشار العدوى من خلال ملامسة الواجهات المعدنية لأجهزة التعقيم التي قد تكون ملوثة بالفيروس، مشيرا إلى أن هذا الموزع يتصف ببساطة التصنيع ويمكن استخدامه في مختلف الأماكن والنقاط.
وأشار، في هذا السياق، إلى أن “تصنيع الموزع وتركيبه استغرق منه يوما واحدا فقط، على الرغم من بعض العقبات المتعلقة بضعف الإمكانيات وعدم توفر بعض المواد الأولية والقطع الإلكترونية محليا، وضرورة استقدامها من مدن أخرى كمراكش”.
وعبر عبد المهيمن عن أمله في أن يتم تعميم هذه التجربة المبتكرة على المؤسسات العمومية والمستشفيات بمدينة اليوسفية، وكذا بمناطق أخرى بالمملكة، آملا في أن “تتبنى الجهات المختصة مشروعه الطموح، ويحقق في الوقت ذاته فعالية تتيح التوسع باستخدامه في المغرب ودول أخرى حول العالم”.
من جانبه، أكد مدير مدرسة “آكت سكول” باليوسفية، جلال بريشة، أن ألمع طلبة مدرسة “آكت سكول” انخرطوا منذ بداية الحجر الصحي، في مبادرات ابتكارية، بتنسيق مع مديرية المسؤولية الاجتماعاتية التابعة لموقع إدارة الكنتور، قصد المساهمة في الجهود الوطنية لمكافحة فيروس “كورونا” المستجد.
وقال بريشة، في تصريح مماثل، إن “هذا الطاقم فكر في مجموعة من الحلول الابتكارية كان من ضمنها تصميم قناع واق للوجه في وقت قياسي لا يتعدى اليومين، واليوم يعود أحد أعضاء هذا الطاقم باختراع موزع آلي لسائل التعقيم”.
وأضاف أن هذا الاختراع الجديد تم إخراجه إلى السوق المحلي بمدينة اليوسفية، حيث استفادت منه عدد من النقاط الرئيسية بالمدينة إلى جانب تركيبه واستخدامه في المؤسسات التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط بموقع الكنتور.
وذكر بريشة بأن مدرسة “آكت سكول”، القائمة على نموذج “المؤسسة المتصلة”، تسعى إلى مواكبة الشباب المغربي وتطوير كفاءاته ومواهبه وإعداده لمستقبل أفضل، وذلك من خلال توفير مسلك تكويني ممتد لسنة واحدة، ينتهي باحتضان ودعم المشاريع المهنية للشباب.
وكان فريق من المجمع الشريف للفوسفاط بموقع الكنتور باليوسفية، قد قام بتطوير قناع واق للوجه يحمي من فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19)، وذلك في إطار التدابير المتعلقة بحماية العاملين بهذا الموقع الصناعي الهام من الوباء.
وهكذا، قامت إدارة الموقع الصناعي للمجمع (مديرية المسؤولية الاجتماعاتية) بشراكة مع مدرسة “آكت سكول” باليوسفية، بتصميم وتصنيع نموذج جديد لواقيات الوجه، حيث تم، إلى حدود اليوم، إنتاج 1000 واقي للوجه.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية