“الطرق السيارة” تبتكر تقنيات بيولوجية لحماية بنياتها من التعرية المائية
احتضن المركز الجهوي للبحث الزراعي بمدينة القنيطرة، اليوم الثلاثاء، ورشة علمية موضوعها “تقنيات الهندسة البيولوجية لمعالجة التربة ضد التعرية المائية على جنبات الطرق السيارة”.
اللقاء الذي نظم بشراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، كان فرصة من أجل تقديم مجموعة من الحلول المبتكرة التي تم تطويرها في إطار برنامج البحث والتطوير الذي تم إنجازه على مدى ثلاث سنوات، والذي يهدف إلى معالجة إشكالية التعرية المائية لمنحدرات الطرق السيارة والانعكاسات التي تترتب عنها بفعل آثار التغيرات المناخية.
وبحسب نبيل مقداد رئيس قسم أكاديمية الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، فاللقاء يسعى بالأساس إلى تقديم عدد من التجارب المبتكرة بخصوص محاربة ما يلحق البنيات التحتية على مستوى الطرق من تعرية وانجرافات للتربة، إلى جانب مواجهة مخاطر الفيضانات.
وسجل “مقداد” في حديثه لـ”سيت أنفو” أن هذه التقنيات التي تم تقديمها اليوم تندرج في إطار المجهودات التي تقوم بها الشركة الوطنية للطرق السيارة من أجل دعم البحث العلمي، وأضاف أن التجارب المبتكرة في هذا المجال من شأنها أن تكيّف الطرق مع التغيرات المناخية.
من جهتها اعتبرت نورة النظام، رئيسة مصلحة التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية، أن لجوء الشركة الوطنية للطرق السيارة إلى اعتماد تقنيات بيولوجية ونباتية مرده أيضا ما يعرفه المغرب من شح في التساقطات المطرية في السنوات الأخيرة.
وحول طريقة أجرأة هذه التقنيات على الأرض، قالت “النظام” في حديثها للموقع أن الأمر يتم عبر إنتاج وتكثير النباتات الطبيعية المحلية، واستعمالها في تثبيت الأتربة، وبالتالي العمل على إعادة إدماج الطريق السيارة في محيطها الطبيعي.
وسجلت المتحدثة أن هذه المشاريع المبتكرة من شأنها أيضا أن تخلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة للساكنة المحلية التي تقطن بجوار المقاطع الطرقية المعنية بها.
ويهم البرنامج الذي جري تجريبه في مجموعة من المناطق وفق فايز شكري الخبير المتخصص في مجال التعرية، الطرقات التي تعاني من الانجراف بفعل التساقطات المطرية بالشكل الذي يهدد بنيتها من جهة، وكذا مستعمليها من المواطنين من جهة أخرى.
وقالت الشركة الوطنية للطرق السيارة في بلاغ توصل به “سيت أنفو”، إن الابحاث أفضت إلى ابتكار تقنيات ترتكز على الهندسة البيولوجية، وتهّم استخدام نباتات محلية تتكيّف مع مناخ المنطقة بهدف تثبيت التربة، وهي تقنيات صديقة للبيئة تمكن من توفير الماء.
وأورد ذات البلاغ أن هذه النباتات يتم استخدامها من أجل تثبيت منحدرات أخرى خارج شبكة الطرق السيارة، مضيفا أن نجاح المشروع توج بالحصول على “براءتي اختراع”.