البحر يقتل أحلام أطفال مغاربة قبل الوصول إلى “الجنة” الأوروبية

يستمر البحر الأبيض المتوسط في خطف أرواح أطفال وشبان مغاربة قبل الوصول إلى “الجنة” الأوروبية، التي طالما حلموا بها واستعدوا لخوض المغامرة من أجلها. وهي الحكاية التي تكررت مع الطفلين توفيق ومحمد اللذين لم يتجاوزا ربيعهما 15 حين التهمتم تيارات البحر مطلع الشهر الجاري، ليعودا جثتين هامدتين إلى وطن حلموا بمغادته يوما.
وذكر تقرير إسباني أن الطفلين لم يكونا يبلغان سوى 15 عاما حين عثرت عليهما عناصر الحرس المدني بفارق ساعات فقط، بعدما انطلقا معا من المغرب في رحلة محفوفة بالمخاطر للعبور إلى سبتة المحتلة، قبل أن يلقيا المصير نفسه يوم 5 شتنبر الجاري بفارق بضع ساعات فقط، في ليلة ضبابية سجلت العشرات من محاولات التسلل إلى الضفة الشمالية.
وكشف المصدر ذاته، أن جثماني الطفلين عبرا أمس الأربعاء إلى المغرب من أجل دفنهما بمسقط رأسيهما في منطقة بني سعيد بضواحي واد لاو، إقليم تطوان، وذلك بعد أسابيع من الانتظار بسبب عملية التأكد من الهوية وجمع المعطيات، مشيرا إلى أن إتمام هذه العملية ليس بالأمر السهل دائما، ولهذا تبقى عائلات كثيرة بلا إجابة، لا تعرف مصير أبنائها وأحبائها، وتعيش على أمل أن يكونوا ما زالوا أحياء.
وأشارت الجريدة إلى أن توفيق ومحمد كانا يرتديان ملابس عادية وحذاء رياضيا، مضيفة أن جميع الدلائل تشير إلى أنهما نقلا على متن أحد تلك القوارب التي تسببت في وفاة الكثيرين من قبل، مضيفة أنهما ينحدران من عائلتين متواضعتين للغاية، وقد استدرجتهما صور وأحلام حياةٍ أفضل، متغاضين عن المآسي التي قد تصاحب هذه المغامرة.
وأكد المصدر ذاته، أنه تم تسجيل 32 حالة وفاة منذ مطلع العام الجاري، معظمها لشبان حاولوا دخول سبتة المحتلة وفقدوا حياتهم أثناء المحاولة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية