أرباب المطاعم يعملون جاهدين للحفاظ على زبنائهم خلال رمضان
تفرض طبيعة قطاع صناعة الأغذية التلاؤم مع التغيرات التي تعرفها الحياة اليومية للمغاربة خلال شهر رمضان. ويتضح من خلال نشاط أرباب المقاهي والمطاعم خلال هذا الشهر الفضيل، أنه على الرغم من اختلاف الطقوس والممارسات من جهة إلى أخرى، إلا أن التغييرات الجذرية في العادات الغذائية تؤثر بشكل كبير على القطاع وتتطلب إيجاد السبل للتكيف معها.
والواقع أن المطاعم والمقاهي التي لا تتكيف مع التغيرات التي تعرفها ساعات العمل خلال هذا الشهر الكريم غالبا ما تفشل في در الأرباح من أنشطتها خلال هذه الفترة، خصوصا وأن ساعات الذروة قد تتغير لتشمل مواقيت الإفطار أو السحور أو حتى في وقت متأخر من الليل.
ويسود الاعتقاد بأن المقاولات الغذائية قد تعاني من انخفاض في أنشطتها والطلبيات الواردة عليها أو أنها تتكبد خسائر مالية خلال شهر رمضان، لكن الحال يختلف بالنسبة للمطاعم القادرة على تكييف خدماتها وقائمة طعامها وبرامجها حسب المناسبات وفترات السنة من أجل تلبية الطلبات الخاصة للزبائن خلال شهر رمضان.
ويتسم قطاع الأغذية بتنافسية عالية ويعتمد بشكل كبير على تجربة الزبون والقدرة على تكييف عروض المأكولات والأطباق مع الموسم. وعلى هذا الأساس، يتمثل السبيل الرئيسي للإبقاء على تدفقات الزبائن في التكيف وكسب الود.
وبناء على ما سبق، يتضح دور برامج كسب ود الزبناء في احتفاظ المطاعم بنفس الزبائن وجذب آخرين جدد. ويصادف بلا شك الوقت المثالي لاتخاذ هذه الخطوة حلول الفترة الصيفية أو قدوم موسم جديد، على غرار شهر رمضان الذي يشكل موعدا بالغ الأهمية في الأجندة السنوية لهذا القطاع.
وفي هذا الصدد، تشاطر سارة كناس، مسؤولة التواصل لدى مطعم “لو بوز” (Le Bouz) بالدار البيضاء، هذا الرأي، حيث تؤكد أن كسب ود الزبائن ورضاهم يساعد في تعزيز شهرة العلامة التجارية والتغلب على التحدي المتمثل في الانخفاض المحتمل في عدد الزبائن خلال فترات معينة.
وأوضحت أن “مطعمنا الذي يملك زبائن مخلصين لم يشهد تغييرات كبيرة خلال شهر رمضان لهذه السنة، لأننا نتوفر على برامج خاصة بهذا الشهر، مع قائمة طعام وتنشيط مغربيين مائة في المائة”.
وبذلك، أضحى تكييف البرامج حسب الموسم استراتيجية مجربة وفعالة لرفع الأرباح وجذب زبائن جدد، إذ يمكن أن يشكل كل موسم مصدر إلهام لفعاليات جديدة وقوائم طعام خاصة وديكورات جديدة.
وسواء أكان المطعم يتطلع إلى تجديد عرض مأكولاته بالكامل أو إضافة بعض الأطباق الخاصة فقط، تظل قائمة الطعام الموسمية وسيلة مثلى لتسليط الضوء على الإبداع والاكتشاف وجلب زبناء جدد، لذا فهي أداة تسويق ناجعة وفعالة.
وبهذا الخصوص، أشارت كناس إلى أن البرامج الرمضانية للمطعم تشمل وجبات إفطار مصحوبة بنغمات الموسيقى المغربية، ولاسيما الأمداح النبوية، فضلا عن قائمة طعام متنوعة تضم فن الطبخ المغربي الخاص بهذا الشهر وفن الطهي الآسيوي والعالمي.
ومع ذلك، فإن هذه الفترات الخاصة من السنة لا تشكل سوى عامل من بين العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على تدفق الزبائن وعلى تكلفة المواد الغذائية بالنسبة للمطاعم، إلا أنها تعد بلا شك عاملا محفزا للعروض الجذابة. وبالنسبة لإنصاف، وهي أجيرة بالدار البيضاء، فإن “رمضان يمثل فرصة لتنظيم خرجات مع العائلة أو الأصدقاء، واكتشاف جديد المطاعم، وتذوق أطباق من المطبخ المغربي والعالمي، مع الاستمتاع بأجواء رمضان التي تتميز بالكرم والتقاسم”.
شكلت وجبات الطعام خلال رمضان مناسبات عائلية لسنوات عدة، لذلك كان من الصعب على العديد من المطاعم الصمود خلال هذا الشهر المتسم بتراجع النشاط، إلا أنه يبدو أن الوضع اليوم لم يعد كذلك. فالبنظر إلى البوفيهات المتنوعة، ووجبات الإفطار التي تتخللها فقرات فنية، يتضح أن أرباب المقاهي والمطاعم لديهم ما يكفي من الأفكار الخلاقة والمبتكرة لجذب الزبائن.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية