أب الزفزافي: أبناؤنا ينتحرون في عكاشة.. وهذا مصير زوجتي بعد إصابتها بالسرطان
شبه أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، الحراك في منطقة الريف بالأحداث التي عرفتها ذات المنطقة سنتي 1958 و1984، مشددا على أن أهل الريف تناسووا ما حصل لهم لكنهم لم يغفروا أبدا.
وقال احمد الزفزافي، مساء اليوم الثلاثاء، في ندوة “السلطة والريف ومآلات الحراك” نظمتها اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة، بمقر هيئة المحامين بالرباط، إن الأحداث الأخيرة التي عرفها الريف لم تكن الأولى في تاريخ المنطقة بل سبقتها أحداث أخرى شبيهة خلال القرن الماضي، مشددا على أن ساكنة المنطقة “حاولت تناسي الجرائم ضد الإنسانية التي حدثت سنة 1959 بعد أن أقدم عامل الإقليم، على إطلاق أول رصاصة لتنطلق بعدها حملة ممنهجة من إغتيالات وقتل الرضع وبقر بطون الحاملات”، مضيف ” تناسينا لكننا لم نغفر أبدا”.
وشدد الزفزافي على أن الحراك الشعبي بالريف كان ” عفويا، بدأ منذ وفاة بائع السمك محسن فكري يوم 28 أكتوبر 2016، وتلته العديد من الاحتجاجات بقيادة خيرة شباب المنطقة، معتقدين أن الحراك سيتمدد عبر ربوع الوطن، ولكن الملاحظ الآن هو صمت القبور، أبناؤنا ينتحرون في معتقل عكاشة، يضربون عن الماء والسكر، ولاحياة لمن تنادي”.
وأضاف الزفزافي أن إبنه ناصر استطاع إخراج أكثر من 350 ألف شخص للتظاهر بواسطة هاتفه النقال، متحديا أي شخص أن يحدو حدوه، متهما الحكومة بالدفع بساكنة الريف إلى الانفصال ” اتهمتنا الحكومة بالانفصال، ونحن لسنا انفصاليين ولكن الجهة الأخرى تدفعنا لنكون كذلك” مشددا “نحن لن ننفصل لأن الريف جزء من المغرب، وهو تلك الحديقة الخلفية للمملكة، والمغرب بدون الريف لن يكون كاملا”.
إلى ذلك، حمل الزفزافي الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات الحقوقية والنخب المثقفة، مسؤولية ما يحدث لمعتقلين الحراك ، متسائلا ” أين هي الأحزاب وأين المؤسسات، أين النجباء أين النقابات، إنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء، ولا أحد يعتني بالمعتقلين سوى عائلاتهم”.
ودافع أحمد الزفزافي عن رفع راية المقاومة الريفية إبان الحراك، معللا كون ” تلك الراية هي جزء من تاريخ المغرب العظيم، فعبد الكريم لم يكن انفصاليا، وتحت تلك الراية قاوم أهل الريف الإسبان والفرنسيين، وصنعوا الملاحم، واستطاعوا أن يحرروا تازة”.
وتحدث الزفزافي في ذات المناسبة عن معاناة أسرته مع مرض والدة ناصر الزفزافي، والتي ستبدأ العلاج الكيميائيّ ابتداء من يوم الاثنين المقبل، ولمدّة شهر، مستغربا أن هذا الوضع ” لم يشفع لناصر من أجل أن يتم نقله إلى منطقة قريبة من الحسيمة، استعطفنا وطلبنا، ورغم ذلك لم نحصل على أي شيء”.
وفي ذات السياق، طالب الزفزافي بإطلاق سراح كافة النشطاء الموقوفين على خلفية الحراك، وقال إنهم “ظلموا كثيرا”، منتقدا ما وصفه بـ “المقاربة الأمنية التي تنهجها السلطات في التعامل مع مطالب حراك الريف المشروعة”.
من جهته اعتبر عبد الله حمودي، الباحث الأنثربولوجي في جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية أن طريقة تعامل السطات المغربية مع حراك الريف ما هو في حقيقة الأمر سوى ” تأنيب متأخر للشباب الذين انتفضوا في فبراير2011، ومحاولة للتراجع عن المكتسبات التي تحققت بفضل نضالات الشباب”، في إشارة لحركة 20 فبراير.
وقال حمودي “رغم أنه ليس هناك حراكات في مناطق مغربية أخرى مساندة لحراك الريف، فإن ما نلمس بالمعاينة أن هناك تجاوبا كبيرا لفئات عريضة من الشعب المغربي مع هذا الحراك”، مؤكدا أن “ما نشعر به أن هذا الحراك لم ينته ولا أظن أنه سينتهي، بل إن الشعب المغربي يتأثر بما يقع في الريف”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية