رحلة إلى منابع الفن

يسلط متحف محمد السادس للفن المعاصر الضوء على أعمال ثلاث فنانات رائدات في مجال التعبير الفني العفوي، وذلك عبر ثلاث مسارات تبرز أوجه التشابه والاختلاف في عملهن الفني، في إطار معرض ” الشعيبية طلال، فاطمة حسن فروج، راضية بنت الحسين: رحلة إلى منابع الفن”.

هؤلاء الفنانات تجمعهن هوية مشتركة، فهن الثلاث يرتبطن بيئية قروية، متشبعة بالتقاليد الشفهية والمدارك التقليدية المرتبطة بالحرف والفنون الشعبية بما في ذلك الحناء والوشم والنسيج والتطريز.

علاوة على ذلك، بذلت هؤلاء الفنانات شكلا من اشكال النضال من أجل تحرير المرأة من خلال الفن، رغم أن ملامستهن للون والمادة تمت من خلال الإتصال بفنانين أكاديميين، الإبن، الطالب بالفنون الجميلة في حالة الشعيبية وراضية بنت الحسين، أو الزوج الفنان بالنسبة لفاطمة حسن، وهكذا تم وصولهن للتدريب الفني بطريقة متقطعة، حيث مكنتهن العصامية بذكاء ورقة من خلق تعبير فني لا أكاديمي.

فهن ببساطة مبدعات، حيث تعبرن عن خيالهن، وتجسدن صور تجاربهن، فهن لا تؤطرهن الأعراف والأنماط والقواعد والحدود، فمن خلال عفويتهن التي تجذبنا، نستطيع إدراك ما هو أبعد من المألوف: فن متحرر من المعايير الجمالية الأكاديمية، حيث للبعد الثنائي الأسبقية على مبادئ المنظور في اللوحة.

متأثرات بالعادات والمناظر والوجوه التي تسكن ذاكرتهن البصرية، جسدت الفنانات مشاهد من الحياة اليومية: الأعياد والطقوس، التي تصور مراسم الزواج، أو المناظر الطبيعية القروية مع عرض لهيآت بشرية، حيوانية ونباتية في كثير من الأحيان متداخلة، ملونة، مزخرفة، ومزينة حتى الإشباع.

وعلى الرغم من تطرقهن الى نفس المواضيع، الا أن معالجة كل واحدة منهن لهاته المواضيع تبقى مختلفة ومتفردة إذ يوضح نهج كل واحدة منهن بساطة الحلول التقنية والتصويرية التي اعتمدتها، ولعل هذا المعرض فرصة لتقدير عوالمهن الفنية المختلفة.

المعرض يمتد من 23 اكتوبر الجاري إلى غاية 23 يناير المقبل.


ظهور “نمر” يثير الاستنفار بطنجة ومصدر يوضح ويكشف معطيات جديدة

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى