وسطاء يُحدثون محطة عشوائية لهم بجوار المحطة الجديدة للرباط

بعد الثناء والمديح الذي حظيت به عند تدشينها في نونبر من سنة 2022، نزعت المحطة الطرقية للرباط عن نفسها رداء العصرنة والحداثة، وشرعت في التطبيع مع العشوائية بكل أصنافها.
لم يكن مرتادو محطة القامرة من ساكنة العاصمة وزوارها وحتى العابرون من ساكنة الشمال والجنوب والشرق، يتوقعون أن ينتهي الأمر بمحطة بديلة إلى ما أصبحت عليه اليوم، بقدر ما كانوا يرون في إنهاء حقبة المحطة القديمة، إنهاء لكل صنوف إهانة المسافرين واستغلالهم بطرق بشعة.
في المدارة الطرقية التي تربط تمارة بالمحطة، يجري حشد المسافرين بالعشرات من قبل وسيطين مشهورين بحسب المعطيات التي يتوفر عليها موقع “سيت أنفو”، قالت مصادر إنهما “شراو السوق”، وأصبحا يتحكمان في حركية شركات النقل التي تنطلق من الرباط أو تمر عبره إلى وجهات متفرقة.
وعاين الموقع في وقت متأخر من الليل صفا طويلا من المسافرين جرى اعتراضهم من قبل وسيط، شاب مفتول العضلات يحمل وشوما في أنحاء متفرقة من جسمه، يجري في كل الاتجاهات ويوقف سيارات الأجرة ليستفسر راكبيها عن وجهاتهم ويقنعهم بعدم الدخول إلى المحطة التي لا تبعد سوى بأمتار قليلة.
ويفرض الوسيط على المسافرين الأثمنة نفسها التي تشهرها المحطة على شاشاتها، غير أن المشكل بحسب مصادر تحدثت لـ”سيت أنفو”، يكمن في الزج بمواطنين في حافلات من دون أرقام للكراسي تُدخل كثيرا منهم في نقاشات مع ركاب آخرين، فضلا عن إيهام آخرين بكون الحافلات ستذهب بهم إلى الوجهات التي يقصدونها عبر الطريق السيار، ثم ينتهي بهم الأمر في طرق وطنية، علاوة على معاناة السفر في حافلات مهترئة.
ويعمل الوسيط الذي يقدم نفسه مهنيا في النقل، بتذكرة تحمل عبارة “النقل لكل الجهات”، تصلح لكل الزبناء ومع مختلف شركات النقل العمومي التي يتعامل معها بمقابل لم يتمكن الموقع من التعرف على قيمته، لكن المعطيات المتوفرة تفيد أن كل وسيط يظفر بـ 10 دراهم نظير مسافر واحد، وهو ما يعني 100 درهم لكل 10 مسافرين و 1000 درهم عند توفير 10 مسافرين لـ 10 حافلات.
وإذا كانت المحطة الطرقية التي أشرف على تدشينها الملك محمد السادس قبل متم 2022، قد حملت طموح تعزيز جاذبية العاصمة وإنهاء الفوضى والقطع مع المضاربة والشناقة، يُطرح سؤال عريض، لماذا يشتغل هؤلاء خارج القانون بشكل يومي أمام أنظار السلطات؟
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية