هل التبرع بالكلي خطر على صحة المتبرعين بالمغرب؟ طبيب يوضح
ما يزال مشهد وفاة شخصية “زهور” في المسلسل التلفزيوني “كاينة ظروف” لمخرجه إدريس الروخ، يثير الجدل بعدما فارقت الحياة نتيجة مضاعفات صحية تعرضت لها نتيجة تبرعها بإحدى كليتيها لشقييقها المصاب بقصور كلوي مزمن.
وأبدى كثيرون من بينهم أطباء أخصائيون انزعاجهم الشديد من هذه الحادثة في المسلسل الرمضاني، وتخوفهم من أن يساهم هذا المشهد القصير في نشر الخوف من ثقافة التبرع بالكلي، خاصة وأن فئة واسعة من الجمهور ربطت وفاة “زهور” بعملية تبرعها بالكلية لأخيها.
في هذا الصدد، أكد الدكتور طارق صقلي حسيني، رئيس الجمعية المغربية لطب الكلي، في تدوينة فيسبوكية، على أن الضرر المترتب عن هذا المسلسل واقع لا محالة، وأول المتضررين هم المرضى الذين يأملون في غد أفضل لن يكون ممكنا إن لم تتطور ثقافة التبرع بالأعضاء في المغرب.
وقال صقلي حسيني “كم خاب ظني وظن من حاورتهم حين اختار الساهرون على المسلسل أن يكون الموت مصير المتبرعة. لقد جانبوا الصواب بهذا الاختيار الدرامي، وضاع بذلك أملنا أن يكون لهذا العمل الفني دور تحسيسي إيجابي يساهم في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء لدى المغاربة”.
وشدد طبيب الكلي، على أن التبرع بالكلية بين الأقارب الأحياء يتم في احترام تام لشروط صارمة تضمن أولا وقبل كل شيء، سلامة المتبرع الذي يستأنف حياته العادية أياما قليلة بعد التبرع، مضيفا أن نسبة نجاح عملية زرع الكلية الذى المتلقي تفوق 90%، مشيرا إلى أن “المعطيات الطبية والإحصاءات متوفرة بسهولة إلا لمن فضل التغاضي عنها”.
وتأسف حسيني لـ”وضع الإنتاج الإعلامي المغربي الذي ينقل رسائل سلبية مغلوطة ويغفل عن رسائل إيجابية ومبادئ إنسانية مهمة”، مؤكدا على أن “الإنتاج الإعلامي ليس مجرد ترفيه أو إثارة أو تسلية، بل هو أداة قوية لتشكيل الرأي العام والثقافة الشعبية وتوجيههما نحو الإيجابية والتقدم”.
وختم الدكتور صقلي تدوينته بالقول إنه “على المخرج والمؤلفة وغيرهم أن يتحملوا مسؤوليتهم في إنتاج محتوى إعلامي يعزز القيم المجتمعية الإيجابية، ويساهم في نشر الوعي والتوعية حول قضايا مهمة، مثل التبرع بالأعضاء، كما أنه يتعين عليهم توجيه رسائل إيجابية للجمهور وتشجيعه على المشاركة في العمل الخيري وبث روح المواطنة بدل نشر السلبية في عقول المواطنين”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية