نزهة صادق: أوصي المرأة بإشراك الرجل للنضال من أجل حقوقها – حوار
منذ أول 8 مارس عام 1908 م ، عندما خرجت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر في شوارع مدينة نيويورك وهن يحملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية كان لها دلالات احتجاجية كبيرة، فبعد أكثر من 100 سنة يحتفلُ العالم باليوم العالمي للمرأة تخليدا لذكرى النضال النسائي وتذكيرا لدور المرأة في عملية التغيير.
وفي هذا الصدد، أجرى موقع “سيت أنفو” بالعربية، حوارا مع نزهة صادق باحثة تعمل في مجال المرأة والتنوع والسلام، وهي عضو مؤسس لجمعية “نساء من أجل التعددية والسلام” حول رمزية اليوم العالمي للمرأة ودور المجتمع المدني في قضية المرأة.
بداية، ماذا يمثل لك اليوم العالمي للمرأة؟
اليوم العالمي للمرأة هو ليس فقط ذكرى، بل هو أيضا محطة للوقوف أمام ما حققته المرأة على المستوى الوطني والدولي، هو إعادة طرح أسئلة منطقية بعيدة عن الجوانب الاحتفالية والفلكلورية للحدث، هو ذلك الجرس الذي يدق كل سنة ليسألنا أين وصلنا في قضية وموضوع المرأة وطنيا ودوليا، هو تلك الذكرى التي لا تعيدنا إلى الحنين بأكثر ما تذكرنا بأن قضية المرأة هي قضية مجتمع بأكمله، قضية عنوان تقدمه واستقراره.
ما رأيك في العلاقة بين المجتمع المدني وقضية المرأة في المغرب؟
في نظري لا يمكن فصل قضية المرأة في المغرب عن سياقها الحقوقي والسياسي والثقافي، التعديلات التي عرفتها مدونة الأسرة كانت ثورية، الفصل 19 الذي جاء به دستور 2011 كان خطوة جريئة، بل اعتبر مؤسسا لمراجعة بنود مدونة الأسرة، غير أنه أمام اعتراف المغرب بكل المواثيق الدولية، والتعديلات التي قام بها على بعض القوانين، نجد أن قضية المرأة لازالت تعتريها العديد من الشوائب، ولم تحقق بعد المبتغى المطلوب، فأمام حيف القانون نجد الإرهاصات الثقافية والتنشئوية، في هذا السياق يهربُ المجتمع المدني من الروح الانهزامية متبنيا لرؤية جديدة تسعى للتغيير من داخل النسق.
والمتتبع لخريطة تطور المجتمع المدني سيلاحظ أن العديد من الجمعيات تنشط اليوم في مجالات مختلفة بغية النهوض بقضية المرأة، وباعتبار أن النساء الحلقة الأضعف في المجتمع فقد قررت المرأة بنفسها في النسيج المدني الوقوف للدفاع ليس فقط عن حقوقها بل عن المجتمع برمته، لذلك نجد النساء في مجالات مختلفة: الطفولة، الأمهات العازبات، اليتامى.
في سياق الحديث عن المجتمع المدني، لماذا أسستم جمعية نساء من أجل التعددية والسلام؟
جمعية نساء من أجل التعددية والسلام، هي تجربة إنسانية تعود إلى تراكم دام أكثر من 10سنوات، فعندما التقيت المغربية البلجيكية المتخصصة في النوع نادية الرمضاني وعملت معها في مناسبات متنوعة، لم أتردد في أية لحظة لتأسيس جمعية نساء من أجل التعددية والسلام، الجمعية لا تمثلني فقط أو تمثل نادية الرمضاني، بل تمثل كل امرأة تؤمن بالتعددية والسلام، وتناضل من أجل الحفاظ على هوية متعددة من جهة، وعلى الدفاع على المساواة كخيار لا مفر منه من أجل تنمية مستدامة ومجتمع متطور.
بعيدا عن سياقات الإحباط، تشكل الجمعية إضافة نوعية للفسيفساء المجتمع المدني المغربي والدولي، من خلال منصتها الإعلامية تمشي الجمعية وبهدوء في مسار نشر فلسفة المساواة بشكل انساني، وبعيدا عن جدلية الضحية والجلاد تؤمن الجمعية بأن قضية النوع تمس الرجال والنساء لذلك، القلب النابض للجمعية وهو مكتبها يتكون من 3 رجال وامرأتين.
كما يعد مشروع الذي افتتحنا به أولى أنشطة الجمعية التي تأسست رسميا عام 2019، من البدايات التي نسعى من خلالها المشاركة في ركب التغيير والمساهمة في تحقيق المساواة.
ما هي الرسالة التي ترغبين تمريرها للمرأة والمجتمع بمناسبة اليوم العالمي للمرأة؟
أحيي المرأة المغربية بمناسبة هذا الشهر، وأشد على يديها، كما أوصيها بأن تناضل من أجل حقوقها وأن تشرك الرجل معها في هذا النضال، فلا يمكن لقضية المرأة سواء في المغرب أو العالم أن تأخذ مسارا جديدا ما دامت المرأة تعيد إنتاج نفس المنظومة التي أعاقتها منذ القدم، مادام الرجل مازال مقصيا من هذه المنظومة.
التربية أساس كل شيء ولا يمكن للتنشئة الاجتماعية أن تكون سليمة إلا من خلال الاعتراف بالقيمة الإنسانية لكل من الرجل والمرأة، أما بالنسبة للمجتمع فيجب أن يمنح للمرأة من خلال مؤسساته الفرصة لتحصل على نفس الحقوق، هكذا سنمضي بخطى ثابتة على ساقين وبتوازن.