مهدي الزوات يكتب: عن اللائحة الوطنية للشباب
مهدي الزوات: فاعل مدني وسياسي بمدينة الدار البيضاء
قبل 2011، وعكس ما يروج له على أن “اللائحة الوطنية للشباب” هي نتاج لمطالب حركة 20 فبراير، أو كما يذهب البعض إلى أنها كانت “مناورة” للدولة بهدف تهدئة الأوضاع وكسب ود هذه الفئة من المجتمع، فالحقيقة أنه كانت هناك عدة محاولات ومطالب وترافع من طرف فئة واسعة من بعض القيادات السياسية والهيئات الشبابية في اتجاه الدفع بخلق هذه اللائحة.
ربما كان الهدف نبيلا، يتلخص في إعطاء الشباب فرصة ولوج المؤسسة التشريعية في غياب إرادة الأحزاب والشعب من أجل منحهم هذه الفرصة. فالأحزاب ترفض إعطاء التزكية إلا لقياداتها أو أعيان القوم من ذوو المال والجاه، والشعب أيضا لا يمنح ثقته إلا لهؤلاء، لسبب أو لآخر، فيصبح من الصعب على الشاب أن يحصل على تزكية حزبه وثقة الناخبين لولوج المؤسسة التشريعية وتفريغ طاقاته لخدمة وطنه.
انطلقت التجربة، لكن واقع الحال لم يكن كذلك إلا في الناذر من الأحيان. في غالب الأحيان تشكلت اللائحة من أبناء وأقارباء القياديين أو الأعيان، فبقي الشاب المناضل في مكانه، يملأ فراغ “الترشيح النضالي” داخل هذه اللوائح، وينتظر دورا مبنيا على وعودٍ طيلة الخمس سنوات التي تأتي بعد يوم إعلان النتائج.
حصيلة هزيلة جدا بالمقارنة مع عدد الشباب الذين دخلوا قبة البرلمان في هذا الإطار، فربما أن التجربة عرفت بعض الاستثناءات التي منها من وصل إلى حد ترأس بعض اللجان أو فريق حزبه بالمجلس، لكن الإستثناء أصل لا يقاس عليه، وبقيت القاعدة هي انتاج جيل جديد من الريع السياسي وممارسات في أروقة الأحزاب الأكثر تمثيلا لا تمت للأخلاق ولا للشباب ولا للسياسة بصلة، كلها بهدف الحصول على رتبة متقدمة داخل هذه اللائحة.
صورة الريع السياسي هذه يحاول بعضهم تبييضها ببعض الخرجات الإعلامية أو على مواقع التواصل الإجتماعي لم تستطع النجاح في مهمتها، لأن الأمر واضح وبسيط، وظيفة النائب البرلماني تشريعية وليست إعلامية، وبالتالي فالحصيلة تقاس بمساهمته في النقاش داخل اللجان ومواظبته على حضور الجلسات وقوة أسئلته، أما الهرطقات الإعلامية والصورة الجميلة فهي مهمة عارضات وعارضي الأزياء وليس النواب البرلمانيين.
كنت، ولازلت، ضد جميع أشكال “التمييز الإيجابي”. فلا يولد هذا، في دول مثل بلدنا، إلا صراعات وممارسات غير أخلاقية في جميع الاتجاهات، ولا يكرس إلا لمنطقي “باك صاحبي” و “شكون عطى اكثر”. ففي رأيي المتواضع، من يريد تمثل المواطنين، وبم يستطع انتزاع تزكية حزبه وأن يحصل على ثقة المواطنين، فلا مكان له بين ممثلي الأمة ولا كفاءة سياسية له كي تكون له كلمة في قضايا تشريعية كبرى للوطن.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية