برلمانيات “البام” لنبيلة منيب: خسارتك الانتخابية شكلت لك غصة في الحلق

وجهت برلمانيات عن حزب الأصالة والمعاصرة، رسالة مفتوحة إلى الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، التي اتهمت البرلمانية وئام المحرشي بإقامتها بأمريكا بدل المغرب، وعدم حضورها للجلسات البرلمانية، هذا ما نفاه والدها المستشار البرلماني العربي المحرشي.

واختارت برلمانيات “البام” مخاطبة الأمينة العامة، “ليس بصفتك الرّسميّة وهي الأولى في الاعتبار، وإنّما كذلك بصفتيْن أُخرييْنِ، الأولى التّجربة البداية في تاريخ المغرب في قيادة حزب يساري بصيغة المؤنث، والثانية هي الأم ككيان وجوهر ومسؤولية وابداع وتضحية، والثالثة بصفتها الأستاذة الجامعية صانعة الأجيال”.

وجاء في ديباجة الرسالة المفتوحة، “تحت وقع الصدمة التي تقاسمنا مرارتها نحن الموقعات أسفله جراء ما استمعنا إليه فيما ما جاء في خرجتك الاخيرة بالصوت والصورة في تفاعلك الغريب مع ما تناقلته بعض المواقع الإعلامية المسخرة المتحاملة وبشكل مفاجيء على نائبة برلمانية شابة لا ذنب لها سوى أنها خاضت غمار الانتخابات التشريعية في الدائرة المحلية لإقليم وزان، وفازت بمقعدها شأنها في ذلك شأن الكثير من النائبات اللواتي وصلن الى قبة البرلمان من الدوائر المحلية”

وأضفن، نخبرك أننا لم نصدق للوهلة الأولى ما تناهى الى مسامعنا من تصريحك، وكيف انخرطت فيما يشبه النميمة لا بل هي نميمة سياسية بامتياز ، في اجترار لنفس المزاعم والخوض فيها بشكل يستبطن الكثير من الخبث وبؤس قليلي الحيلة، وانحصار الأفق، وبنفس شعبوي لا تخيل مراميه على أحد، بما لا يليق « بزعيمة » يفترض فيها بحكم انتمائها الحزبي، التشبع بقيم الديمقراطية الحداثية المؤمنة بأن الشباب هو محرك كل التحولات الديموقراطية”.

وأوضحن، “لسنا بحاجة إلى تذكيرك وأنت خير العارفين بأن دستور المملكة قد حسم في تشبيب وتأنيث الحياة السياسة، وحثك في الفصل 33 أنت وحزبك وكافة الأحزاب السياسية على تأطير الشباب والنساء ومنحهم فرصا للترشح للانتخابات التشريعية والجماعية، وبالأمس القريب كنت ترددين هذا في كل خروج لك وها أنت اليوم تسمحين لنفسك بأن تنهالي على شابة في عمر بناتك، وتكيلي لها السباب وليس لشيء إلا لأنها تذكرك بخيبة أملك في الوصول إلى مقعد في البرلمان من باب اللائحة الوطنية التي لطالما اعتبرتها ريعا وجب إلغاؤها، ومع ذلك تقدمت الى الانتخابات من خلالها”.

وتابعن: “يبدو أن ندبة خسارتك للاستحقاق الذي كان من المفروض « كزعيمة» حزبية أن تلجيه من باب التنافس الديمقراطي المحلي، ورغبتك الجامحة على الدوام في البروز ولو على مطية التفاهة أنستك موقعك وما يفرضه عليك من التحلي بالمسؤولية والتبصر، والتعقل والحكمة والرزانة كفاعلة سياسية حداثية متشبعة بقيم الديمقراطية وحقوق الانسان”.

وأبرزن، “بالأمس القريب السيدة « الزعيمة» المحترمة ، كنا نحيل عليك ضمن الكثير من الوجوه النسائية بكثير من الفخر والاعتزاز أثناء مشاركتنا في المحافل الدولية في معرض تجربة بلدنا في مقاربة النوع، لذلك كانت خيبتنا اليوم كبيرة ونحن نستمع الى اتهامك بقسوة بادية ليافعة في بداية تجربتها السياسة بالأمية السياسية، ولشابة خلوقة وذات مسار علمي حافل يجعل منها مشروعا لنخبة سياسية متنورة متى وجدت لها التربة الخصبة التي يمكن أن تستنبت فيها بفعل ممارسات وسلوكات وقيم سياسية لاحزابنا برجالاته ونساءه راعية وحاضنة لها ، بما من شأنه إحداث تأثير عميق في الدفع بالمشاركة والتمثيل السياسي للنساء والشباب من الجنسين معا”.

وأشرن، “لعله ما أثار دهشتنا أكثر ولم نستوعبه إلى الآن السيدة «الزعيمة»، ومن موقعك المرموق هذا انسياقك وراء الشائعات والمزاعم التي لم تكلف نفسك عناء التأكد من صحتها حتى، لتمتد سياط لسانك اللاذعة من الابنة الشابة البرلمانية إلى أمها التي ترعى بيتها وكل همها أداء رسالتها النبيلة التي تفرضها عليها أمومتها بعيدا عن دائرة حساباتك السياسية، وهوسك الانتخابي وخسارتك التي على ما يبدو شكلت لك غصة في الحلق، وعقدة تنفلت من عقالها لديك بمناسبة ومن غير مناسبة، في كل وقت وفي اَي مجال ، حتى أنك سيدتي بخرجاتك غير المحسوبة للحديث في كل شيء جعلتك محط سخرية كانت آخرها بخصوص تصريحك حول كرورنا ونظرية المؤامرة وغيرها من التصريحات الرعناء التي تورطك ولا تلمع صورتك في شيء ولا تليق بك سيدتي ولا باستاذيتك ولا بزعامتك ويبدو أن الحالة لديك مستفحلة حيث لم يعد يجدي معها علاج”.

“نلفت نظرك إلى أنك في معرض حديثك عن العتبة وهي في حقيقة الأمر عقبة في وجه طموحاتك التي تفوق على ما يبدو إمكانياتك بكثير، لانك اخترت الصعود دون سلك طريق العمل الجاد والنضال والتضحية المستمرة، من أجل تحقيق امتداد شعبي يثبت كينونتك السياسية والحزبية وبجدارة، استبحت لنفسك المساس بأسرة بأكملها ومارست عليها عنفا رمزيا ولفظيا في ظرفية تتعالى فيه أصوات المجتمع المدني بمختلف مكوناته تنديدا بتنامي العنف بكل اشكاله ضد النساء وكان حري بك ان تكوني من ضمن هذه الأصوات وليس في الطرف النقيض”، وفق ما أوردته الرسالة المفتوحة.

ونبهن، “من باب الكشف عن تناقضاتك سيدتي، تستوقفنا عنجهيتك الزائدة وجرأتك المزيفة للحديث عن الأسر الانتخابية والريع الانتخابي، وككل مرة وهذا دأبك طبعا وبمنطق -حلال علي وحرام على غيري – نود تذكيرك السيدة الزعيمة أنك وزوجك سبق وترشحتما لاستحقاقات سنة 1997، ولو حالفكما الحظ آنذاك لكنتما في نفس الوضع الذي تستهجنينه اليوم وتثيرينه بكثير من السخرية التي تستبطن حقدا دفينا لا يخيل على أحد، ونحن طبعا لا نصادر حقكما في الوصول الى قبة البرلمان ما دام ليس في القانون ما يمنع ذلك .

وشددن على أن “هذه الواقعة المهزلة سيدتي الفاضلة، تكشف بشكل ملموس على وجود أزمة عميقة تتمثل في تفاهة وهشاشة الفكر السياسي، ويتبدى في أبهى صوره في اهتمام الفاعل السياسي بالشائعات، بدل البحث عن سبل المساهمة الفعالة من خلال الانخراط لتغذية الديناميات الفكرية الإيجابية التي تبحث عن حلول جوهرية لقضايا تدخل ضمن أهميات الوطن والمجتمع والإنسان، دعينا سيدتي لتخبرك بأن من التجليات الغريبة لهذا العفن السياسي، انشغال بعض ساستنا بالتفاني وباخلاص في عجن وتحويل الشائعات إلى منفذ للإفراغ والتنفيس عن عقد دفينة للزحف على مساحة الشرفاء والفضلاء، وغايتهم النيل منهم تحقيقا لمآرب ضيقة”.

وأكدن على أن “السيدة « الزعيمة » أنك أدمنت النميمة، وامتهنت اللغوصة فمتى تدركين أن للصبر حدود لا ينبغي لأحد تجاوزها، وان كنت ممن يعتقدون انهم من فئة الكبار والمثقفين، فاعذرينا إن صرخنا اليوم في وجهك بأعلى صوتنا : كفى… فلقد أجهزت بعجرفتك ورعونتك على كل شيء بما فيه الاحتفاظ بصورة مشرفة في ذاكرة المغاربة تبعث على أمل في قدرة المرأة على أخذ مشعل الزعامة والقيادة ، فبلوغ الأهداف السامية لا يتأتى إلا بالوسائل السامية سيدتي ، وليس عن طريق الشعبوية والكيل بمنطقين، ودعينا نصارحك بان اسكزوفرينيتك فوق الاحتمال”.

وأفدن، “أمام هكذا خروج في ظل هذا السياق الاستثنائي، لم يعد يخامرنا شك في أنك صوتا نشازا في الحقل السياسي، ففي الوقت الذي يتجه فيه كل الفاعلين السياسيين الى تخليق الحياة السياسية الوطنية بما يعكس إرادة النخب السياسة في اعادة الثقة في السياسة، وفي الوقت الذي تتظافر فيه الجهود لتعزيز حضور النساء والشباب في المشهد السياسي، وفي مواقع المسؤولية، تنتصبين سيدتي من داخل هذا الحقل لتعلني إصرارك على معاكسة تيار العمل السياسي الجاد من أجل مغرب المستقبل، مغرب التنمية وحقوق الإنسان والمساواة”.


الكاف يصدم اتحاد العاصمة الجزائري بحكم جديد

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى