مغربي محكوم بالإعدام: قتلت 4 أطفال ورميت أحدهم في بئر وأمي ترفض الحديث معي
ينشر المجلس الوطني لحقوق الإنسان شهادات لمحكومين بالإعدام، وذلك بهدف إطلاع الرأي العام على أوضاع هذه الفئة وملامسة بعض القضايا والإشكالات التي تطرحها هذه العقوبة القاتلة من الناحية الحقوقية والإنسانية، وذلك بإعطاء الكلمة للذين يترقبون الموت على أمل أن يتم الحفاظ على حياتهم.
من بين هؤلاء، م .م مغربي الجنسية من مواليد سنة 1980، انقطع عن الدراسة في المستوى الأساسي. كان يشتغل عاملا مداوما قبل إيداعه السجن المحلي بورزازات بتاريخ 24. 4. 2011، حيث وجهت له تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وجريمة هتك عرض قاصر باستعمال العنف. وقد تمت مؤاخذته من أجل جميع الجرائم المنسوبة إليه، وتم الحكم عليه نهائيا، بناء على ذلك، بعقوبة الإعدام في تاريخ 9 .7. 2012 بمحكمة الاستئناف بورزازات.
هذا الشاب الأربعيني المحكوم بالإعدام ينحدر من مدينة تنغير، انقطع عن الدراسة في الخامس ابتدائي وكان والداه مطلقين قبل أن يرتكب هذه الجريمة في سن الثلاثين. هاجر والده منذ زمن طويل إلى إسبانيا ليلحق به باقي إخوته باستثناء أحدهم… وتزوجت أمه من جديد بمهاجر يقيم بإسبانيا.
يقول في شهادته: قتلت أربعة أطفال، أغلبهم في الرابعة عشرة من العمر، كما قمت برمي أحدهم في البئر الكائن بمدينة تنغير. تم إلقاء القبض علي في المنزل، فاعترفت بالتهم المنسوبة إلي لتتم محاكمتي بمحكمة الاستئناف بورزازات. لم أقم بتوكيل محام للنيابة عني واكتفيت بالمساعدة القضائية.
يضيف المتحدث أنه لم ير أحدا من عائلته منذ دخوله السجن، لأنهم لا يزورونه، ما عدا عمه الذي قام بذلك مرة واحدة. وحين يتصل بوالدته، غالبا ما تقطع الخط في وجهه أو لا تجيب، بينما يتصل بعمه وأخيه من فترة لأخرى.
يقول الأربعيني: نحن تسعة سجناء في الزنزانة، يتوفر كل منا على سرير، لكن هناك من يفترش الأرض. أعاني مشكلا على مستوى الأنف يمنعني من التنفس والتحدث بشكل طبيعي، وقد سبق أن وصف لي طبيب المؤسسة السجنية “بخاخا” ليساعدني على التنفس غير أنه ليس فعالا، لأن حالتي تدهورت أكثر فأكثر. أحيانا أتمكن من النوم بسهولة وأحيانا أخرى يتعذر علي ذلك.
أحتاج أن أعرض على طبيب نفسي، فأنا أعاني آلاما مستمرة على مستوى الرأس، ولا أستطيع الأكل، وإن فعلت أتقيأ. أخرج فقط للفسحة ولا أمارس الرياضة، ولا أتناول أي دواء.
طلبت العفو الملكي قبل أربعة أشهر. سلمت الطلب للإدارة لكن لا أعلم إن كانوا سيسلمونه للجهة المختصة أم لا. علما أن تاريخ صلاحية بطاقتي الوطنية قد انتهى وأنا أحتاج لتجديدها.
يوجد معي بالسجن، في حي آخر، ابن عمي المتهم بحرق أحد الأشخاص.
كل ما أحتاجه هو رؤية عائلتي خصوصا أخي… وآخر طلب لي هو أن يتم عزلي في زنزانة انفرادية، فأنا لا أرتاح مع باقي السجناء، يقول الشاب المحكوم بالإعدام.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية