مسنان مغربيان يخطفان القلوب والأنظار بخطوة إنسانية صادقة ومعبرة -فيديو

في الوقت الذي أبهر فيه المواطنون المغاربة العالم بتضامنهم العفوي والسريع مع ضحايا الزلزال العنيف الذي هز إقليم الحوز، مساء يوم الجمعة المنصرم، استطاع شيخ وسيدة مغربية بسيطان أن يسرقا الأنظار وأن يدمعا قلوب عدد من نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، بفعلهما الإنساني الصادق والمعبر.

وكان نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي ومعهم عدد من المشاهير، قد أشادوا خلال الساعات الماضية بشيخ مغربي، قدم على متن دراجته الهوائية وهو يحمل كيس قوته من الدقيق، ليقدمه في هدوء وينصرف أدراجه دون أن يلتفت وراءه، ومن دون أن يعي أو يتوقع مدى صدى فعله أو حجم الهزة العاطفية، التي أحدثها في قلوب كل من شاهده عبر شريط مصور، أخذه له أحد الحاضرين خلسة وأبى إلا أن يتقاسم من خلاله أسمى درس في التآزر والإيثار والعطاء الصادق، الذي لم ينتظر منه الشيخ توثيقا أو شكرا أو إثارة ضجة أو إعجاب عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

بدورها، استطاعت مسنة مغربية أن تحرك المشاعر وتخطف القلوب، عندما قدمت بخطى ثقيلة مستعينة بعكازها الخشبي، وتحمل في يدها الثانية قنينة زيت من الحجم الكبير، قدمتها للمسؤول عن جمع التبرعات بمنطقتها، قبل الإنصراف.

ومن أبرز تعليقات نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي بخصوص هذا الفعل الإنساني الصادق والخالص لوجه الله تعالى، والذي اقشعرت معه أبدان الكثريين “هذا الشيخ أصابنا في المقتل وهو يقذفنا بطحينه، حمل قلوبنا على رعشة مدوية كما حمل كيس قوته، وربما قوت أبناءه، ليصفعنا بما لا نستطيعه نحن: حمل ذواتنا خارج كينونتنا الفردية، كي نعيش جماعة…لم ينتظر آلة تصوير، ولم يكثرت للمحيطين به، أودع كيسه الذهبي، ودفع دراجته خارج الزحام…ربما تأمل حجم العطايا المجمعة وقارنها بعطيته، هو لا يدري أن ما قدمه يفوق كل مخازن المواد المتجمعة من إمكانات الفعل التضامني المترف… هو لم يتضامن، هو منح روحه المزهرة في طحين الحب والأمل والايثار المطلق…هذا الشيخ يجب أن تعلق صورته في مداخل كل البلاد، عنوانا للجمال وعنوانا لما يحتمل افتقاده: الانسانية في صورتها المطلقة والصارخة…”. “الفئة لقال فيهم الله تعالى : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”، “المرأة مولات زيت بكاتني من المنطقة ديالي زاكورة”، “لجود من جدود ماشي من الموجود هذا هو الأصح ناس ما فحلتهاش ولكن كتحيدها من راسها وتعطيها في سبيل الله”، ذكرني بقول رسول الله صلى الله عليه وآله في الرجل الذي قال في حقه غلب الدينار الألف دينار ..إنها أخلاق أمة سيدنا محمد لا عجب في ذلك”.

يشار إلى أن المغاربة داخل وخارج أرض الوطن وبجميع طبقاتهم الإجتماعية، قد أعطوا نموذجا يحتدي بيه العالم، وذلك بتحركهم العفوي الذي سبق حتى المؤسسات والجمعيات الخيرية، من أجل شراء المواد الغذائية والأساسية، الأغطية، الخيام، الأدوية، التبرع بالدم، الأموال، وغيرها من الطرق، كل حسب إمكانياته ومعرفته وقدراته، وذلك من أجل مساعدة المتضررين من الهزة الأرضية القوية التي شهدتها منطقة الحوز.

يذكر أن عددا من الفنانين والمشاهير قد انحرطوا بدوهم في هذه التعبئة الإنسانية والوطنية وعمدوا على تقديم العديد من المساعدات العينية وأيضا المادية من خلال التبرع للصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية، والمفتوح تحت رقم 126.

وبمقابل، الصورة الجميلة التي قدمها المتبرعون والمتضامنون للعالم، عاتب كثيرون على بعض مشاهير مواقع التواصل الإجتماعي، قيامهم بتصوير وتوثيق تقديم هذه المساعدات الإنسانية، بل تطور الأمر إلى اتهام العديدن لهم بالمتاجرة بمآسي الضحايا والسعي وراء تلميع صورهم وإثارة الإعجاب وتحقيق المشاهدات  من خلال هذه الخطوة، وليس تشجيع الآخرين على عمل الخير حسب إدعائهم.

من جهة أخرى، طالب العديدون من هؤلاء المشاهير الكف عن كشف هويات وتصوير متلقي المساعدات، وذلك صونا لكرامتهم.

 

Voir cette publication sur Instagram

 

Une publication partagée par @maghrebia_hora


نشرة إنذارية: ثلوج مرتقبة بعدد من المناطق المغربية لـ 3 أيام متتالية

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى