مسؤول بوزارة الفلاحة يكشف أهمية تحلية مياه البحر في النهوض بالفلاحة المسقية -فيديو

كشف كل من محمد أوحساين، المدير المالي لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ونور الدين كسى، مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس-ماسة، أهمية مشاريع تحلية مياه البحر في النهوض بالفلاحة المسقية والمساهمة في الحفاظ على الأمن الغذائي ببلادنا.

وفي هذا السياق، قال محمد أوحساين، المدير المالي لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في تصريح لـ “سيت أنفو”، عقب ندوة نظمت يومه الثلاثاء 22 أبريل الجاري، بالملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام)، بمكناس، تحت عنوان “تحلية مياه البحر: رافعة أساسية لتعزيز صمود الفلاحة المسقية”، (قال) ، إن تدخله خلال الندوة انصب على تقديم ما قامت به الوزارة في مجال تحلية مياه البحر وآفاق تنمية التحلية، مشيرا إلى أنه تم الشروع في تحلية مياه البحر سنة 2007، باعتبار أن حوالي 22 مليون متر مكعب من المياه التي يتوفر عليها المغرب ستصبح غير كافية في يوم من الأيام، خاصة وأن مياه السدود بالمغرب انخفضت بشكل كبير، حيت تم توقيف السقي بعدد من المناطق المغربية كمنطقة دكالة على سبيل المثال التي لم تعد تعتمد على مياه السدو منذ حوالي 4 سنوات.

وأضاف المسؤول بوزارة الفلاحة أنه جرى الشروع في تحلية مياه البحر كدراسة في إقليم اشتوكة آيت باها، وتمكن المغرب بعد دراسات متتالية من إطلاق محطة تحلية مياه البحر باشتوكة سنة 2022، والتي مكنت بلادنا من الحفاظ على قدرة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في منح الماء لأكادير الكبرى، كما مكنت وزارة الفلاحة من الحفاظ على دائرة سقوية تقدر بـ 15 ألف هكتار.

وأوضح أن هذه المحطة مكنت المغرب في ظروف صعبة عاشها خلال السنوات السبع الماضية من إنتاج أكبر كمية من الطماطم ما بين شهري أكتوبر وماي، إلى جانب خضروات أخرى، كما مكنت من الحفاظ على ما يسمى بـ “الرأسمال المادي” الخاص بالاستثمار الفلاحي بكلفة تناهز 3 مليارات درهم، كما مكنت أيضا من الحفاظ على قيمة مضافة مالية سنوية تساوي 9 مليارات درهم.

أما على المستوى الاجتماعي، فإن محطة تحلية مياه البحر باشتوكة تُشغل بشكل سنوي وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة ما بين 100 ألف و200 ألف مواطن، بحسب المدير المالي لوزارة الفلاحة.

وتابع المدير المالي لوزارة الفلاحة، أن الوزارة تشتغل على برامج جديدة لتحلية مياه البحر، حيث أن هناك محطة تانسيفت أم الربيع التي ستعطي مستقبلا ما يعادل 300 مليون متر مكعب سنويا ما بين حوض تانسيفت وحوض أم الربيع، كما أن هناك محطة توجد بسوس ماسة ستكون أكبر محطة في المغرب وستعطي 350 مليون مكعب في السنة (100 مليون متر مكعب ستخصص لمياه الشرب و250 مليون ستخصص للري)، كما أن هناك محطة بكلميم ستوفر حوالي 50 مليون متر مكعب سنويا، فيما محطة طانطان ستوفر47 مليون متر مكعب، ومحطة العيون ستوفر 70 مليون متر مكعب.

وبحسب المسؤول ذاته، فإن هذه المحطات كلها إضافة إلى المحطات التي سيتكلف ببنائها المكتب الوطني للماء وصندوق الإيداع والتدبير ووزارة الداخلية، ستمكن المغرب من توفير حجم إضافي يساوي 1.7 مليار متر مكعب من الماء، وستسمح بسقي 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية ليكون عندنا على الأقل مستوى محدد من الأمن الغذائي ببلادنا، بحسب تعبير محمد أوحساين.

من جهته، قال نور الدين كسى، مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس-ماسة، في تصريح لـ “سيت أنفو”، إن مشاريع تحلية مياه البحر من الحلول الناجعة والمهيكلة بالنسبة للمياه غير الاعتيادية وخاصة بالنسبة للسقي، نظر للظروف المناخية التي يعيشها المغرب وحالة السدود، مضيفا ” اليوم تجربة إقليم اشتوكة آيت باها تسمح بسقي 15 ألف هكتار من البواكر التي تمكن من تمويل السوق الوطنية وتغطية حاجيات التصدير”.

وشدّد مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس-ماسة قائلا: “اليوم هناك إقبال كبير علي تحليه مياه البحر، حيث أن هناك 18 ألف هكتار كطلبات رغم التكلفة التي تصل إلى 5 دراهم للمتر المكعب”، مشيرا إلى أن توفر المغرب على 3000 كليومتر من الشواطئ ستعطي دفعة قوية للأحواض المسقية، كي يعمل الفلاحون المغاربة على تمتين أمتل للمياه المحلاة.

يشار إلى أن ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ترأس أمس الاثنين 21 أبريل الجاري، بمشور الستينية – صهريج السواني بمكناس، حفل افتتاح الدورة الـ 17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام)، الذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، من 21 إلى 27 أبريل الجاري، تحت شعار “الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة”.

ويشكل افتتاح لهذا الملتقى، تجسيدا جديدا للعناية السامية التي ما فتئ الملك يوليها للقطاع الفلاحي، كما يعكس عمق التزام المملكة، تحت قيادة جلالته، لفائدة القضايا العالمية ذات الأولوية، المتمثلة في الأمن الغذائي، والتنمية المستدامة ومكافحة التغيرات المناخية.

ويعرف الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، المقام بساحة “صهريج السواني”، ويمتد على مساحة تبلغ 12.4 هكتارا، مشاركة 70 دولة، مع استضافة فرنسا كضيف شرف، وهو اختيار يعكس العلاقات الجيدة بين البلدين، والدينامية التي تميز التعاون الثنائي.

وتعرف هذه النسخة الـ 17 من الملتقى مشاركة أزيد من 1500 عارض. وستتميز بتنظيم العديد من الندوات العلمية والموائد المستديرة، بهدف تبادل الخبرات واستكشاف آفاق ملموسة خدمة لفلاحة أكثر استدامة، وقادرة على الاستجابة للتحديات المناخية والحفاظ على توازن المنظومة الفلاحية، وضمان سيادة غذائية مستدامة للبلاد.

ويقترح الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2025 على الزوار مجموعة واسعة من المنتجات، وآليات فلاحية من الجيل الجديد، بهدف النهوض بالإنتاج الفلاحي والحيواني، وتعزيز القطاعات الرئيسية للاقتصاد الجهوي، بما في ذلك الصناعات الغذائية، وما يترتب عليها من صناعة الأغذية. وعلى مر الدورات، نجح الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب في أن يكسب رهان التموقع كموعد لا محيد عنه للقطاع الفلاحي بإفريقيا، ومنصة متميزة للقاءات وفرص الشراكة بين مختلف الفاعلين في المنظومة.


الحكومة المغربية بصدد إعداد مخطط لمواجهة العزوف عن الزواج

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى