مرصد يقدم مقترحاته لتعزيز السياحة الشاطئية بالحسيمة

أفاد مرصد الريف للتنمية بالحسيمة، أن منطقة الحسيمة تعد وجهة سياحية بارزة على الساحل المتوسطي، معروفة بجمال شواطئها ونقاء مياهها، مما يجعلها مقصدًا للمصطافين من داخل وخارج المملكة خلال فصل الصيف، وقد كانت إلى عهد قريب تحتل الريادة كوجهة محببة للسياح عالميا عكس واقعنا اليوم.

وأوضح المرصد في بيان له، اطلع عليه “سيت أنفو”، أن هذا الموسم يحمل أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة للمنطقة وسكانها، حيث يُعتمد بشكل كبير على السياحة الشاطئية لتنشيط الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل مؤقتة ودائمة، ومع ذلك، يواجه زوار الإقليم صعوبات تتعلق بنقص وسائل النقل العامة وتردي البنية التحتية المؤدية إلى الشواطئ، مما يحد من الاستفادة الكاملة من الإمكانيات السياحية التي توفرها المنطقة، كذا الازدحام في شواطئ معينة وغياب التجهيزات الضرورية لتثمين دورها الاقتصادي والاجتماعي، كما أن السياحة الشاطئية تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الاقتصادات المحلية في العديد من الدول، عكس واقعنا بالمنطقة، وعلى سبيل المثال، في الدول الساحلية مثل إسبانيا، اليونان، تركيا، وتايلاند، تمثل السياحة الشاطئية نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي وتوفر فرص عمل للمجتمعات المحلية. تختلف الأرقام طبعا حسب كل دولة وظروفها الاقتصادية والسياحية الفريدة.

وأشار البيان، إلى أن المكتب المسير لمرصد الريف للتنمية بالحسيمة، عقد اجتماعات لتدارس الوضع والترتيبات التي تقوم بها السلطات والمطالبة بحلول فورية لتعزيز السياحة الشاطئية وتسهيل عمليات التنقل للمواطنين بالخصوص، ووقف خلالها على بعض المشاكل التي تحتاج حلولاً فورية، كما يسعى إلى المساهمة في وضع خطط مستدامة، وقرر بذلك تقديم رؤيته للجهات المعنية مع انتقادنا لغياب دور فعال لوزارة السياحة ووزارة النقل، والجماعات الترابية التي تصب اهتماماتها في اتجاهات أخرى.

وتطرق المكتب المسير لمرصد الريف للتنمية، إلى بعض المشاكل المتعلقة بالسياحة الشاطئية، من قبيل نقص وسائل النقل العامة، حيث يعاني المواطنون والزوار من نقص حاد في وسائل النقل المتاحة للوصول إلى الشواطئ، مما يسبب ازدحامًا وتأخيرات طويلة، تردي البنية التحتية، إذ تتطلب الطرق المؤدية إلى الشواطئ صيانة وتحسينات لتكون صالحة للاستخدام المكثف خلال موسم الصيف، قلة المرافق الأساسية، حيث تفتقر العديد من الشواطئ إلى المرافق الأساسية مثل الحمامات العامة، نقاط البيع، ومواقف السيارات.
ونبّه المرصد، إلى أن بعض شواطئ الحسيمة تعاني من ارتفاع أسعار الخدمات والمرافق، مثل تأجير المظلات والكراسي، والوجبات الخفيفة والمشروبات، مشيرا إلى أن بعض الشواطئ تفتقر إلى النظافة الكافية، خاصة في فترات الذروة، مما يُهدد صحة وسلامة السياح.
وتابع أنه لا تُبذل جهود كافية للترويج للسياحة الشاطئية في الحسيمة على الصعيد الوطني والدولي، مما يُقلّل من عدد الزوار، مسجلا أيضا  غياب أماكن مجهزة صالحة للاصطياف رغم امتداد الشواطئ التي يمكن أن تؤهل لذلك وتحقق تنمية بالمنطقة.
وقدم مرصد الريف للتنمية بالحسيمة، بعض المقترحات الفعالة والحلول العملية لتعزيز السياحة الشاطئية، وتشمل زيادة عدد وسائل النقل العمومية، من خلال توفير حافلات إضافية عبر التنسيق مع شركات النقل لزيادة عدد الحافلات التي تخدم الشواطئ، خاصة في أوقات الذروة، داعيا إلى تنظيم حملات لتشجيع سائقي سيارات الأجرة على توفير خدمات نقل خاصة للشواطئ بأسعار مناسبة.

كما دعا إلى إصدار جداول زمنية دقيقة، من خلال التعاون مع شركات النقل لتحديد جداول زمنية ثابتة ومنتظمة لضمان التوافر المستمر لوسائل النقل.

ولتعزيز السياحة الشاطئية، اقترح المرصد أيضا، تطوير تطبيق يتيح للمواطنين والسياح معرفة مواعيد الرحلات والوجهات بسهولة، وإنشاء محطات وقوف مؤقتة مجهزة بمقاعد، مظلات، ومرافق صحية في المناطق القريبة من الشواطئ.
ودعا أيضا، إلى تضمين المحطات خدمات أساسية مثل نقاط البيع وآلات البيع الذاتي للوجبات الخفيفة والمشروبات.
وشدّد المرصد على ضرورة التعاون مع القطاع الخاص، من خلال خلق شراكات مع شركات النقل الخاصة وتحفيزها على توفير خدمات نقل خاصة بأسعار معقولة ومنافسة.

وتضمنت مقترحات المرصد، أيضا، تحفيز الاستثمار في النقل السياحي عبر تقديم تسهيلات وحوافز ضريبية للشركات التي تستثمر في تحسين خدمات النقل السياحي، تحسين البنية التحتية، من خلال  صيانة الطرق المؤدية إلى الشواطئ: إطلاق مشاريع لصيانة وتوسعة الطرق المؤدية إلى الشواطئ لضمان سهولة الوصول وسلامة المسافرين، تطوير مرافق الشواطئ وذلك عبر بناء مرافق جديدة مثل الحمامات العامة، مواقف السيارات، وأماكن الترفيه لجذب المزيد من السياح.
ودعا المرصد إلى تشجيع السياحة المستدامة، عبر تشجيع وتنظيم حملات توعية للحفاظ على نظافة الشواطئ وحماية البيئة البحرية، تحفيز وإنشاء برامج تطوعية لمشاركة المجتمع المحلي في الحفاظ على الشواطئ وتنميتها، توفير شواطئ معينة لعشاق التخييم على البحر مجهزة للاصطياف بوسائل الراحة من مرافق صحية وأماكن للاستحمام مع مواقف السيارات، كذا الحرص على النظافة والصيانة الدورية، وتوفير وسائل الأمان والسلامة ومطاعم مناسبة.
وقد المرصد أيضا، مقترحات إضافية لتعزيز السياحة الشاطئية في الحسيمة وتشمل تنظيم فعاليات ترفيهية بمختلف الشواطئ، مثل العروض الموسيقية والعروض الفنية، لجذب المزيد من الزوار، تطوير السياحة البيئية من خلال حماية البيئة البحرية وإتاحة مزيد من الفرص لممارسة الرياضات المائية مثل الغوص والغطس، توعية السياح والمجتمع المحلي بأهمية السياحة المستدامة والحفاظ على البيئة.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تفعيل دور المجتمع المحلي في تنمية السياحة الشاطئية من خلال تشجيع مشاركته في تقديم الخدمات والمنتجات السياحية، واستلهام تجارب ناجحة من مناطق أخرى كمدينة أكادير ومدينة طنجة اذ توضح أن تحسين البنية التحتية وتوفير وسائل النقل الفعالة يمكن أن يساهم في زيادة عدد الزوار بشكل ملحوظ، كذلك تجربة النقل الشاطئي بتونس حيث توفر حافلات صغيرة ووسائل نقل خاصة في موسم الصيف، يورد المرصد ذاته.

وفي الختام، دعا مرصد الريف للتنمية بالحسيمة جميع الجهات المعنية إلى التجاوب مع هذه المقترحات وتضافر الجهود لتعزيز السياحة الشاطئية وتحقيق التنمية المستدامة في مدينة الحسيمة.


بلاغ هام من وزارة الأوقاف بشأن أداء مناسك الحج

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى