محامي مغربي ينتصر على “كورونا”.. تعرّف على قصته
مُعمق اليدين في جيبه ولا يغادر البيت إلا للضرورة، قرأ كثيرا عن قصص أشخاص استهانوا بـ “الكورونا”، فما كان منها إلا أن اخترقت جسدهم على حين غرة؛ هو يعلم ذلك جيدا ويحاول جاهدا الدفاع عن نفسه، تماما كما يفعل في قاعة المحكمة، عندما يقف ببذلته السوداء ويصرخ ملء حنجرته لتبرئة موكله.
ظل أسابيع طويلة وكأنه يلعب “الغميضة” مع وباء لن يراه أبدا؛ إلا أنه لم يدرك أن لحظة سهو واحدة قد تغير “قانون اللعبة”.
استفاق ذات صباح على خبر إصابة زميل له في المهنة بـ “كورونا”، دُعي كغيره من المحامين إلى إجراء اختبار فحص لمعرفة مدى انتقال العدوى؛ بين “السلبي” و”الإيجابي”، جاءت نتيجته إيجابية، علم للتو أنه “لم يكسب الرهان في لعبة الغميضة”، استقبل خبر إصابته وكله إيمان بقضاء الله وقدره.
حزم أمتعته وقصد المركز الاستشفائي الجامعي بفاس، يقول المحامي، الذي تحفظ عن ذكر اسمه؛ صحته جيدة ولا يشكو ألما؛ حتى أعراض المرض لم يشعر بها، ربما هي رأفة من الله يقول، وهذا ما ساعده كثيرا في رحلة العلاج، فأقسم ألن يغادر المشفى إلا وبطاقة “النجاح” في يده.
أيام قضاها بالمستشفى لم تكن كبقية أيام حياته العادية، دأب على تناول وجبة الفطور بين أحضان أسرته وهو يترقب مواعيد جلساته ولحظة دخول مكتبه، أما الآن هو حبيس غرفة وصوت معدات طبية يخيم على المكان؛ “كل الأيام تشبه بعضها”، يؤكد.
“حرصت طيلة 14 يوما على تمضية الوقت بقراءة القرآن، لا كلل ولا ملل، جسمي يستجيب بسرعة للعلاج، أدوية لم يسبق لي رأيتها إلا أنني على دراية أنها تدخل ضمن بروتوكول محاربة كورونا؛ كما أن الأطر الطبية حريصة على زيارتي بين الفينة والأخرى”، يقول المحامي ذو 44 سنة.
مرت 15 يوما يظن أن اليوم كباقي الأيام السابقة؛ يضع بالقرب منه مصحفه ويجلس منتظرا موعد الأدوية، بيد أن طبيبه يخاطبه مبتهجا “مبروك اليوم ستغادر المستشفى”، تذكر جيدا خسارته الأولى أمام “كورونا”، لكنه لم ينسى أن القاضي قد يمنح “مهلة الميسرة”، وهو الذي منحه الله فرصة جديدة للحياة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية