مجلس عزيمان: 70 في المائة من المُدرّسين والمتعلّمين استخدموا “واتساب” لنمط التعليم عن بُعد
نظّمت الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بشراكة مع منظمة اليونيسيف، يوم الأربعاء 29 شتنبر 2021، ورشة تفاعلية عبر تقنية التناظر المرئي، تمّ خلالها تقديم الدراسة التي أجرتها الهيئة حول “التعليم إبّان جائحة كوفيد 19″، ومشاركة نتائجها مع كافة الفاعلين في المنظومة، بهدف الوقوف على الممارسات، والفرص، وكذا التحديات البيداغوجية التي واجهت التعليم إبّان الجائحة.
وحسب بلاغ صحفي توصل “سيت أنفو” بنُسخة منه فإن “هذه الدراسة تأتي في ظروف استثنائية، إذ إن الإجراءات والقيود التي فرضتها الحكومات، لمواجهة الجائحة والحد من انتشارها، أدت إلى اضطراب الحياة اليومية للجميع، إلى جانب الآثار السلبية على الاقتصاد، وإغلاق المدارس”.
وتابع المصدر ذاته أن “المغرب، اختار على غرار العديد من الدول، اعتماد نمط التعلم عن بُعد، كإجراء لتخفيف تداعيات جائحة كوفيد 19 على الزمن المدرسي، وضمان استمرار العملية البيداغوجية، وكانت، بذلك، تجربة غنيّة بالدروس، فعلى الرغم من التعبئة الكبيرة التي تمّ تسجيلها في هذا الصدد، إلا أن نساء ورجال التعليم واجهوا العديد من الإكراهات”.
ولفت البلاغ أن “الدراسة سلّطت الضوء على تقييم المُدرّسين والمُتعلّمين لتجاربهم مع نمط التعلم عن بُعد، وتُشكّل نتائج هذه الدراسة تشخيصاً لواقع “التعليم إّبان جائحة كوفيد”، علاوة على الآفاق المستقبلية للتعلم عن بُعد في المغرب، ناهيك عن متطلبات الاستعداد لما بعد الجائحة، ليس على مستوى حتمية التحول الرقمي فحسب، ولكن لتحقيق الإصلاح التربوي أساساً”.
وأظهرت النتائج “انخراطاً كبيراً لنساء ورجال التعليم لضمان الاستمرارية البيداغوجية، حيث إن 82.6 في المائة منهم اعتمدوا نمط التعليم عن بُعد خلال الحجر الصحي، في حين أن 17.4 في المائة لم يقوموا بذلك”.
وأورد البلاغ أن 21.3 في المائة فقط من المدرّسين أكدوا أنهم استخدموا، بالفعل، منصة Telmid-Tice التي أحدثتها وزارة التربية الوطنية، في مقابل الإقبال الكبير من طرف المُدرّسين والمتعلّمين (70.4 في المائة) على تطبيق “واتساب” لضمان الاستمرارية البيداغوجية”.
وأشار إلى أن “13,5 في المائة من المُدرّسين الذين شملتهم الدراسة لا يتقنون التعامل مع تكنولوجيات المعلومات والاتصال، و67,1 في المائة لديهم مستوى متوسّط، بينما 19,4 في المائة فقط لديهم مستوى عالٍ أو عالٍ جدّاً”.
وعبّر 35,4 في المائة فقط من المُدرّسين عن رضاهم تُجاه تجربتهم في التعليم عن بُعد، في مقابل أن 62 في المائة غير راضين، أو غير راضين بتاتاً”.
وشدد على أن “أطفال الأسر ذات الدخل المحدود واجهت صعوبات في التعلّم، وعانى هؤلاء، في الدرجة الأولى، من ضُعف الإمكانيات وعدم توفر التجهيزات اللازمة لمتابعة الدروس، إضافة إلى مشاكل أخرى، كالسّكن الضيق، والاكتظاظ داخل البيت، والبيئة الأسرية غير المُساعِدة”.
وذكر البلاغ أن “الفتيات اشتكين من الأعمال المنزلية التي فُرضت عليهنّ على حساب التعلّم، وإن كان مُشكل عدم تكافؤ الفرص مطروحاً قبل الجائحة، إلا أنه تفاقم أكثر خلال فترة الحجر الصحي، مما أضرّ بتعلّم تلاميذ العالم القروي وأطفال الأسر ذات الدخل المحدود”.
يرى 36 في المائة من “المُدرّسين الذين شملتهم الدراسة، أن التعليم عن بُعد كانت له انعكاسات سلبية على التعلّم، في مقابل 27.5 في المائة يرون أن له آثار إيجابية، بينما يعتقد 13.5 في المائة أن ليس له أي تأثير على تعلّم التلاميذ، أما 23 في المائة فيقولون إنهم لا يعرفون ما إذا كان للتعليم عن بُعد آثار على التّعلّم أم لا”.
بخصوص نسبة حضور المُتعلّمين في الحصص، أكدت الدراسة أن “52 في المائة من المُدرّسين الذين اعتمدوا نمط التعليم عن بُعد أن نسبة حضور التلاميذ كانت ضعيفة إلى ضعيفة جدّاً، وبالمقارنة بين العالمين القروي والحضري، أظهرت النتائج أن نسبة حضور التلاميذ لحصص التعلم عن بُعد في المناطق النائية كانت أضعف من مثيلتها في المدن (61 في المائة من المُدرّسين في العالم القروي وصفوا نسبة حضور التلاميذ بأنها ضعيفة إلى ضعيفة جدّاً، في مقابل 44.8 في المائة من المدرّسين في المدن وصفوها بذلك)”.