لماذا الإنفلونزا أشد ضراوة هذا العام وما الفرق بينها وبين أوميكرون؟.. طبيب وباحث يجيب المغاربة
أصيب العديد من المغاربة أخيرا، بإنفلونزا موسمية حادة وأكثر شراسة مقارنة مع السنوات الماضية، حيث أحسوا بارتفاع في درجة حرارة الجسم بشكل كبير وألم في الصدر وسعال قوي والتهاب على مستوى الرئتين الأمر الذي دفع البعض منهم إلى إجراء التحاليل المخبرية الخاصة بكوفيد-19، فتبين أن الأمر لا يتعلق بكورونا وإنما بزكام حاد.
وفي هذا السياق، قال الدكتور، الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، إن الأشخاص الذين أحسوا بأعراض وظنوا أن الأمر يتعلق بالمتحور أو ميكرون، فسارعوا إلى إجراء اختبار سريع لكوفيد (test rapide )، فإن ذلك لا معنى له، مشددّا على أنه إذا أحس الشخص بأعراض كورنا يتعين عليه إجراء فحص الجسم المضاد ((Test antigénique، أو فحص “بي سي إر PCR”.
وأوضح الدكتور، الطيب حمضي، في تصريح لـ”سيت أنفو”، أنه إذا أجرى الشخص الذي أحس بأعراض شديدة أو خفيفة، Test antigénique، بعد 5 أيام، أو اختبار PCR بعد 10 أيام من إحساسه بتلك الأعراض، فإن هذا الفحص لم يعد له فعالية، وبالتالي يمكن أن تخرج النتيجة سلبية، مشيرا إلى أن المخالطين للمرضى بكوفيد أو أولئك الذين يعانون من أعراض كورونا، يتعين عليهم إجراء فحص PCR أو Test anigénique على الفور، ولا ينبغي أن يجروا الاختبار السريع لكوفيد لعدم فعاليته.
وأكد الطيب حمضي، أنه كلما تأخر الشخص الذي أحس بأعراض خفيفة أو شديدة في إجراء فحص كورونا، كلما ستكون النتيجة سلبية رغم إصابته سابقا بكورونا.
وفيما يتعلق بالتأكد من كون أن الإنفلونزا الموسمية جاءت هذا العام أكثر شدة وخطورة، قال الطيب حمضي، إن ذلك يقتضي إجراء فحص كورونا في الوقت المناسب وبالنوع المناسب، مشيرا إلى أن الإنفلونزا جاءت بالفعل هذه السنة أكثر خطورة، بالمقارنة مع السنوات السابقة وذلك راجع لعدة أسباب.
وأوضح حمضي، أنه في آخر سنة 2019 وسنة 2020 عرف العالم جائحة كورونا، ولم يكن آنذاك تلقيح ضد كوفيد، كما أن المواطنين في المغرب كانوا يحترمون التدابير الاحترازية في 2020، من ارتداء للكمامة وتباعد جسدي وغيرها، وهو الأمر الذي جعل الكثير منهم لا يصابون بكوفيد أو الزكام.
وتابع حمضي، أنه منذ سنتين تقريبا لم يلتقي جسم الإنسان بفيروس الإنفلونزا، ما يعني أن الذاكرة المناعية للمواطنين لم يتم تحفيزها ونسيت نوعا ما الإنفلونزا الموسمية.
وقال حمضي، إنه من المعروف أن الإنلفونزا تقتل ما بين 300 ألف و650 ألف سنويا، مبرزا أن بعض السنوات تشهد سلالات لإنفلونزا أقل ضررا وشراسة، فيما سنوات أخرى تشهد سلالات أكثر شراسة وخطورة.
وتابع حمضي، أن بعض السلالات الموجودة في لقاح الإنفلونزا لا تتناسب 100 في المائة مع سلالات الإنفلونزا الموسمية، مما يتسبب في إصابة بعض الأشخاص الملقحين بزكام حاد.
وبخصوص الفرق بين أعراض الإنفلونزا الموسمية والمتحور الجديد لفيروس كورونا “أوميكرون”، قال البرفيسور حمضي، إنه تتبع المتحور أوميكرون منذ ظهوره ولا يستطيع أن يؤكد للمرضى الذين يعانون من ارتفاع درجة الحرارة وغيرها من الأعراض، أنهم مصابين بكوفيد أو زكام إلا بعد تشخيص حالاتهم وإجراء فحص كورونا.
وخلص الدكتور، حمضي، إلى أن الأعراض الخفيفة ليست دليلا على إصابة المريض بأوميكرون، كما أن الأعراض الشديدة ليست دليلا على أن الشخص مصاب بزكام حاد، مشيرا إلى أن مئات الآلاف من المواطنين ببريطانيا والذين يحسون بأعراض الزكام، يتم التأكد أن 50 في المائة منهم مصابون بكوفيد-19، وبالتالي يتعين على جميع المغاربة الذين يحسون بأعراض الزكام أن يجروا تحليلات كورونا، لأنه يرجح أن 50 في المائة منهم مصابون بكوفيد خاصة مع انتشار المتحور “أوميكرون”.