لعشاق السباحة وقفزات البحر.. أخصائي جراحة العمود الفقري يحذر المصطافين من الشلل والموت
لا يكاد فصل الصيف يلج شواطئ المغرب، حتى تخيم الحوادث على جو الاصطياف ويتحول المرح إلى كابوس، فيتغير سيناريو استعراض قدرات السباحة بين الشباب إلى نهاية تراجيدية مؤلمة، حيث تعلو صفحات المواقع الإخبارية عشرات عناوين الحوادث، والتي تصب أغلبها نحو القفزات الخطيرة التي يقدم عليها المصطافون في المسابح والشواطئ، والتي غالبا ما تؤدي إلى شلل رباعي أو كسر في الرقبة أو الموت أحيانا أخرى، وهو ما بات يخلق الرعب وسط العائلات، التي تتخوف من أن تمس هذه المأساة أطفالهم، في حين أن الجهل بأسباب هذه الحوادث هو ما يجعل هذه الأرقام في تزايد مستمر من صيف لآخر، ناهيك عن غياب إعلانات إرشادات السلامة في بعض الشواطئ، وشح القنوات العمومية من برامج تعليمية تجنب حالات الغرق وغيره من الحوادث المصاحبة للسباحة والغوص.
وأوضح محمد بوالفائز، أخصائي في جراحة العمود الفقري وألام الرأس والرقبة والظهر لموقع “سيت أنفو”، أن الكسر الناتج عن هذه القفزات يكون بسبب الغوص في مياه ذات عمق ضعيف، والذي غالبا ما يصيب الرقبة، بحيث يخلق الارتطام مع السطح صدمة تمر من الرأس نحو الرقبة، فتحدث تشققات في العظام المحيطة بفقرات الرقبة، خصوصا على مستوى الفقرة الخامسة، وهي الفقرات التي تتميز بكونها هشة للغاية، و يمر بداخلها النخاع الشوكي وأعصاب الحركة، إذ يتحكم النخاع الشوكي هنا في كل ما يرتبط بدقات القلب والتنفس.
وأكد الأخصائي أن الأمر لا يتعلق بشلل رباعي وكفى، إنما التأثير بشكل كبير على نسبة التنفس، فلا يتنفس المصاب في هذه الحالة بشكل طبيعي، أي من صدره، بل تصبح عملية التنفس تجري على مستوى بطنه، فالصدر هنا فقد وظيفته، مما يزيد من صعوبة إجراء العمليات الجراحية، فالمريض لا يتحكم في تنفسه حتى نستطيع تخديره، وبالتالي صعوبة هذا النوع من العمليات، غير أن تقنيات جديدة مكنت من تجاوز هذا المشكل بشكل أقل خطرا مما كان عليه الأمر فيما مضى.
وحذر بوالفائز من الإسعافات الأولية العشوائية في حق المصابين في هذا الشكل من الحوادث، لأنها قد تؤثر سلبا على المصاب، فلا يمكننا ممارسة نوع من الضغط والحركة على جسم ذو نخاع شوكي مقسوم إلى شطرين، ومن الضروري الإسراع لمعرفة إذا ما كان المصاب يشعر بأي نوع من الألم على مستوى رقبته، أو أي تنميل في أطرافه، وإذا كان يمكنه التحكم في حركة يديه ورجليه، ففي وجود أي نوع من هذه العلامات، فهذا ينذر بإصابة حتمية في العمود الفقري، بنسب متفاوتة الخطورة.
وعن خطورة هذا النوع من الحوادث، فقد فسر الأخصائي أن نوع الإصابة هو ما يحدد مآل المريض، ففي حالة إصابة خطيرة على مستوى النخاع الشوكي، أي إلزامية قطعه فلا يمكننا في هذه الحالة إنقاذ المصاب، لأنه يستحيل العيش بعمود فقري مفصول عن الجسم ولو اعتمدنا أحدث طرق العلاج والجراحات، فالعملية الوحيدة التي يتم القيام بها لهذا النوع من الإصابات تتعلق بجراحة العمود الفقري وليس النخاع الشوكي.
وينصح أبو الفائز المصطافين، الشباب منهم على الخصوص، بعدم الانجراف نحو تصرفات طائشة قد تقعدهم فوق كرسي متحرك فيما بعد، أو قد تقطف زهرة الحياة بين الثانية والأخرى، وإذا ما زاد العناد فليكن الغوص مباشرة على الرجلين وليس الرأس، ومنه من الضروري أخذ الحيطة والحذر مع المياه ذات العمق الضعيف، لتجنب الارتطام بقوة على الرأس.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية