قضاة مغاربة غاضبون من قرارات تنقيلهم دون إرادتهم
انتقد رئيس “نادي قضاة المغرب”، عبد الرزاق الجباري، بعض القرارات الصادرة عن المجلس الأعلى للسلطة القضائية والمتعلقة بتنقيل قضاة دون رغبتهم، مشيرا إلى حالة أحد القضاة بالعيون الذي صدر قرار تنقيله إلى الراشيدية رغم أنه متزوج وله أبناء.
وقال الجباري في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتمايع “فيسبوك”، إن ذلك لا يجوز من الناحية القانونية، ومخالف لصراحة النص وإرادة المشرع، خصوصا أمام انتفاء معيار القرب الجغرافي، وكذا معيار الوضعية الاجتماعية، لا سيما إذا كانت زوجة هذا القاضي قاضية هي الأخرى بنفس المحكمة المراد نقله منها.
وأوضح رئيس نادي قضاة المغرب، أن القانون نظم حصانة القضاة من النقل كضمانة من ضمانات استقلالية السلطة القضائية، فنصت المادة 72 من القانون التنظيمي المتعلق بالنظام الأساسي للقضاة على حالات هذا النقل، وهي إما:استجابة لطلباتهم، أو على إثر ترقيتهم، أو بسبب إحداث محكمة أو حذفها، أو لشغور منصب قضائي، أو لسد الخصاص بمحكمة من محاكم المملكة.
وأكد الجباري أن طبيعة هذه الحالات تتوزع بين أصلٍ واستثناء، فيبقى نقلهم استجابة لطلبهم هو الأصل، وباقي الحالات هي استثناءات واردة عليه، ومقررة لفائدة ضمان أداء المرفق القضائي لمهامه، ولا يمكن أن يتحول الاستثناء إلى أصل؛ إذ تم تسجيل 106 حالة نقل لسد الخصاص في نتائج أشغال المجلس برسم دورة شتنبر 2022، مقابل 115 حالة بناء على طلب، دون احتساب حالات النقل إثر الترقية التي هي في عمقها تُصَرف لسد الخصاص.
وشدد المتحدث على أن المحكمة الدستورية قالت عن هذه القاعدة: “لا يجوز للمجلس الأعلى للسلطة القضائية نقل قضاة الأحكام، في الحالات التي حددها المشرع، دون طلب منهم، إلا بصفة استثنائية يبررها ضمان حق التقاضي المكفول دستوريا للمواطنين”.
وإذا تقرر هذا، فيتعين تطبيق الاستثناءات المذكورة بشكل مُضَيَّقٍ غير موسع، ولضبط عدم التوسع فيها لابد من التقيد بجملة من المعايير الموضوعية المحددة في القانون، منها ما نصت عليه المادة 77 من القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، بقولها: “يراعي المجلس عند النظر في انتقال القضاة: – حاجيات المحاكم؛ – رغبات القضاة المبينة في طلباتهم؛ – القرب الجغرافي؛ – الوضعية الاجتماعية للقاضي”. يضيف الجباري.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية