حميد شباط لـ”سيت أنفو”: أخاف على الملك

قال حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إن المغرب يعيش انقلابا حقيقيا على الدستور وعلى المكتسبات التي ناضل من أجلها طيلة سنوات، هذا ما يفسر النكوص الحاصل الآن على جميع المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والأمنية، في ظل غياب الحكومة، وتقزيم للأحزاب السياسية، مقابل تدخل سافر للأجهزة.

وشدد شباط، في حوار مصور سينشر على “سيت أنفو”، على أن مشاكل المغرب لا تعد وتحصى، وأن هناك انغلاق في الأفق، و”أنه عوض الانكباب على إيجاد حلول لهاته الأوضاع من طرف المسؤولين على الشأن العام، نجدهم منشغلين بأوليات أخرى لا علاقة لها بما يعانيه المغاربة”، مردفا: “الشعب المغربي واع، الضبابية في المستقبل، والأزمة تتعمق ولا ندري حتى كيفية الخروج منها، المغرب عاش قبل ذلك أزمات أكيد لكننا كنا نعرف الكيفية والطريقة التي سنعالج بها الخلل، اليوم هناك ضبابية عارمة ولا نعرف إلى أين نسير”.

ووجه شباط أصابع الاتهام لوزارة الداخلية وأجهزتها، والتي، بحسب شباط “دخلت في حرب مع الشعب، إما انتقاما من نتائج 7 أكتوبر، أو بسبب سوء تدبير من طرفها، وشنت حملة شرسة على كل فئات الشعب المغربي، وعلى الأحزاب السياسية والحقوقيين وكل من يقول “اللهم إنا هذا منكر”.

وأضاف الأمين العام لحزب الاستقلال أنه “لو كانت الحكومة مسؤولة ومنبثقة حقيقة من صناديق الاقتراع، ولو كانت الأحزاب هي من تقترح وزرائها، ولا تفرض عليها الأجهزة أسماء معينة مبنية على النسب (معظمها لا علاقة لها بالحزب وحتى أنها لا تذهب إلى صناديق الاقتراع كعامة الشعب)، ولو تركت ذات الأحزاب تطبق برامجها كما سطرتها هي دونما تدخل من نفس الأجهزة، آنذاك يمكن الحديث عن أحزاب سياسية حقيقية تنهل من استقلال القرار الحزبي، وأيضا حكومة حقيقية في مستوى تطلعات الشعب، لا حكومة مغيبة”.

وشدد شباط على ما أسماه “التحكم الخطير الذي تمارسه الأجهزة على الأحزاب، ذات الأحزاب تطبخ مؤتمراتها في الليل، مجردة من استقلالية القرار السياسي والحزبي… فالأمين العام أو الكاتب الأول أو رئيس الحزب، يفرض عليه أن يقدم استقالته، وتعطى المسؤولية لشخص أخر من خارج الحزب… هذا كله ساهم في فقدان الثقة لا في الأحزاب ولا في المسؤولين، وزاد الأمور سوداوية أكثر مما هي عليه بالنسبة للشعب المغربي القريب من شفى الانفجار”، مؤكدا أنه و”في ظل كل هذا التحكم، ولا حزب سياسي تقدم بشكاية لما يتعرض له من ضغوط من قبل وزارة الداخلية، وهذا أمر خطير وغريب في نفس الوقت”.

وأكد شباط، في ذات الحوار، أن هناك “تخوف كبير حتى على النظام الملكي، في الماضي الشعب كان يخاف من الملك اليوم هو يخاف على الملك.. الشعب المغربي اليوم ملتف حول الملكية، ولا يوجد أي صراع معها بل هناك تقديس كبير لها، ولكن هناك أسئلة كثيرة مطروحة اليوم في الشارع تعبر عن خوف المغاربة على الملكية، لكن من سيجيب على هذه الاسئلة؟  هذا هو الإشكال”، مردفا: “حزب الاستقلال متمسك بالملكية، يحافظ ويدافع عليها، ولكن مع ذلك الأمور ليست بخير ولا تسير في الاتجاه الصحيح”.

وأوضح شباط، أن “ما يحدث اليوم في منطقة الريف خطير جدا، لم نتمكن من القضاء عليه بالتدخل الأمني والمحاكمات.. الأمور تزداد سوءا ولم تحل بعد، الحراك في الريف أصبح ملفا شائكا يتداول في جميع المنتديات حتى الدولية منها، وتبنته الجمعيات الحقوقية الوطنية والدولية، وعدواه انتقلت إلى مناطق أخرى من المملكة (ارتفاع نسبة الانتحار، تفشي الجريمة، الهدر المدرسي، البطالة، انهيار الاقتصاد…)، والدولة تتحمل المسؤولية  التامة في كل هاته الجرائم المقترفة في حق شعب بكامله.

وفي ذات السياق، اعتبر حميد شباط، أنه وللبدء في حل بعض المعضلات التي يعيشها المغرب، لا بد أولا من وضع قانون أحزاب جديد  فـ”قانون الأحزاب في نسخته الأولى هو قانون أعرج بكل المقاييس”، إضافة أن “مراجعة الدعم المادي الممنوح للأحزاب السياسية، فالدعم الذي يتم الترويج والإشهار له في وسائل الإعلام، من قبل وزارة الداخلية، إذ يتم الحديث عن مليارات الدراهم، هو في الواقع أقل من ذلك بكثير وغير كافي (تمنح لحزب الاستقلال 750 مليون في السنة ومصاريفه الإجبارية تصل  أكثر من المليار سنتيم)، وإعطاء الأحزاب السياسية استقلالها، إذ تساءل شباط عن “جدوى الأحزاب السياسية في ظل الحصار  المفروض عليها والحرب الموجه ضده من طرف الداخلية وبعض رجالات المحيط الملكي، وفي ظل تداخل الاختصاصات وتشابكها… في ظل تحكم رجل السلطة وتقزيم دور المنتخب وتكبيل اختصاصاته والحد منها.. ففي الدول الديمقراطية نجد أن المنتخب هو كل شيء، في المغرب العكس هو الحاصل.. الإدارة هي كل شيء”.

وكشف حميد شباط أن حزب الاستقلال الآن يتعرض لـ”تدخل سافر من قبل الأجهزة، وطبخ مسبق لنتائج مؤتمره السابع عشر الذي سيعقد نهاية الشهر الجاري”.

 


لطيفة رأفت بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء -فيديو

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى