قبل فيروس “كورونا”.. تعرّف على أشهر الجائحات التي مرّت على البشرية

مهما اشتد دمس الليل وطال أمده، يأتي الضياء بازغا كاسرا السواد القاتم، بعد كل فترة عسيرة، بعد كل لحظة ضعف وهوان، يأتي موعد التفوق ونيل ثمار الصبر والعمل، الإنسان يحيا في الأرض وفق ما تمليه عليه الأقدار، تمضي عليه اختبارات الوجود التي تظهر مدى عزمه على تخطي الوضعية والعائق الذي يقابله.

التاريخ يوثق حكايات عن جائحات مرت تركت وقعا على البشرية، جائحات تسببت في كوارث مخلفة موتى بأرقام مهولة، تفشت وأدخلت العالم في صراع مرعب، منها من دبت فكرة النهاية الحتمية لدى البعض وأن الإنسان أوشك على الزوال، إلا أن القناعة الأخيرة والنهاية الحقيقية كانت مُوَحدة في جميعها، كون لكل آفة أجل ستنقضي فيه، والنور سينبلج يوما مهما امتد الليل البهيم.

الطاعون الأسود

مر على أوروبا العديد من الجائحات التي كانت مُفجعة آنذاك خاصة في عصر الظلمات، ففي الفترة ما بين عامي 1347 و1352 كانت القارة العجوز تعاني من الطاعون الأسود أو الطاعون العظيم الذي تسبب في وفاة حوالي 20 مليون شخص، وهي عبارة عن بكتيريا تعيش في أجسام القوارض الأرضية، وتنتقل إلى الإنسان عن طريق البراغيث التي تلدغ الفئران ثم تلدغ البشر، كما يمكن أن تنتقل من إنسان لآخر عبر رذاذ الكحة أو السعال، وتمتد فترة حضانته من يومين إلى ستة أيام حسب نوعه، ومن أعراضه السعال والبصاق المصحوب بالدم، صعوبة التنفس والغثيان.

الحمى الصفراء

بدايات الحمى الصفراء كانت في القرن السابع عشر إلا أن تفشيه كان في سنة 1932 في البرازيل، لينتشر في باقي دول أمريكا اللاتينية وكذا بعض من دول إفريقية، وهو عبارة عن فيروس ينتقل عبر أنواع معينة من البعوض، ويتسبب في تدمير أنسجة الكبد والكليتين وأعراضه انخفاض كمية البول، الحمى، الألم العضلي، صداع، الغثيان ، إضافة تجمع أصباغ صفراء في الجلد.

وتسببت الحمى الصفراء في موت الآلاف عبر التاريخ، وتمتد فترة حضانته من 3 إلى 6 أيام ولا تظهر أعراض الإصابة بالمرض.

الملاريا

وباء طفيلي معدي اكتشف مُسببه للمرة الأولى سنة 1860 في الجزائر من طرف طبيب الجيش الفرنسي ألفونس لافيران، يصيب هذا الطفيلي كريات الدم الحمراء التي يدمرها متسببا في أعراض أهمها فقر الدم الحمى، وتضخم الطحال.

ينتشر هذا الوباء في الغالب من بلدان العالم الثالث وينتقل في الغالب عبر البعوض، ويعد هذا الداء من الأمراض الفتاكة إذ ينهي حياة الإنسان وخاصة الأطفال منهم، فقد أكدت منظمة الصحة العالمة أن الملاريا تقتل طفلا  كل دقيقتين كما أنها تفتك أرواح أكثر من 400 ألف شخص كل سنة جلهم في إفريقيا.

الكوليرا

الكوليرا هو واحد من أسرع الأمراض فتكا، إذ هو داء معوي معدي جرثومته تنتقل إلى البشر عن طريق تناول الطعام أو شرب مياه ملوثة، يستهدف الأمعاء الدقيقة ويقوم بتبطين الأغشية المخاطية ما يتسبب في إسهال حاد وانخفاض كبير في ضغط الدم وذلك في غضون ساعة من بداية ظهور أعراض المرض، وقد يموت المرضى في غضون ثلاث ساعات فقط إن لم تقدم لهم الرعاية الصحية.

وما زالت الكوليرا حاضرة في بعض دول العالم، بيد أنها برزت سنة 1820 في جنوب آسيا متفشية في باقي بقاء القارة ودول البحر الأبيض المتوسط متسببة في وفاة أزيد من 100 ألف شخص.

الأنفلونزا الإسبانية

تعد الأنفلونزا الإسبانية من أشهر الجائحات التي اجتاحت العالم وخلفت أمواتا بأعداد مفجعة، أو لعله الوباء الأكثر حصدا للأرواح في التاريخ، كما أن أغلب ضحاياه كانوا من البالغين واليافعين الأصحاء عكس باقي الجائحات التي تستهدف كبار السن والأطفال وأصحاب المناعة الضعيفة.

تفشى بعد الحرب العالمية الأولى وتسبب في موت ما بين 50 و100 مليون شخص من بين حوالي 500 مليون مصاب، وهي نوع خبيث من فيروس الأنفلونزا (أ) ويتميز بسرعة العدوى كما أنه أعراضه أشبه بأعراض الأنفلونزا الموسمية.

إيبولا

تفشى وباء ظهر سنة 2013 باسم إيبولا، انتشر بشكل كبير في الدول الإفريقية بشكل كبير كان أن يتسبب في انهيار اقتصاد بعض الدول، أعراضه تبدأ بعد يومين من الإصابة إلى ثلاثة أسابيع، خلال تلك السنة تسبب في وفاة أزياد من 8 آلاف شخص، إذ يسفر عن موت نحو 50 في المائة من المصابين به، ومن أعراضه الحمى، التهاب في الحلق، آلام العضلات، والصداع، ثم الغثيان والإسهال.

انتشاره يكون عن طريق الاتصال المباشر مع سوائل الجسم، مثل الدم في الشخص المصاب أو الحيوانات الأخرى.

السارس

هو مرض تنفسي فيروسي من أصل حيواني، ظهر لأول مرة في الصين سنة 2002 وأخذ ينتشر في باقي بلدان العالم وخاصة في دول شرق آسيا، يتسبب في صعوبة التنفس والتهاب رئوي غامض، ويعد الطبيب الإيطالي كارلو أورباني هو أول من اكتشف الفيروس وتوفي بسببه.

أصيب بـ”السارس” أزيد من 8000 شخص وتوفي حوالي 774 شخصا، ومن أعراضه ارتفاع في درجة الحرارة تصل 43 درجة مئوية، وانتشاره يكون عبر اتصال جنسي أو عادي مع المصاب بالسارس.

إنفلونزا الخنازير

ظهر أنفلونزا الخنازير للمرة الأولى سنة 2009 بالمكسيك لينتشر في باقي دول العالم، هو أحد أمراض الجهاز التنفسي وغالبا ما يتفشى في الخنازير بصورة دورية في عدد من بلدان العالم، كان انتقال الفيروس من الخنازير إلى الإنسان نادرا جدا، بيد أن الاحتمالية ارتفعت نتيجة التحولات الجينية التي حدثت للفيروس، وأعراضه مشابهة لأعراض الأنفلونزا الشائعة كاحتقان البلعوم، ارتفاع درجة الحرارة، آلام العضلات، سعال وصداع.

وأشارت بعض الإحصائيات غير المؤكدة إلى وفاة أكثر من 250 ألف شخص عبر العالم بسبب المرض، وهو وباء خطير نتيجة قدرة الفيروس على التحول ومقاومة المضادات، ما يجعل الأدوية المقاومة تفقد فعاليتها.


انخفاض أسعار اللحوم الحمراء المستوردة ومهني يوضح لـ “سيت أنفو”

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى