فريق برلماني يتقدم بمقترح قانون لمنع تزويج القاصرات في المغرب

لازالت المبادرات التشريعية متواصلة للقطع النهائي مع ظاهرة تزويج القاصرات، إذ بعد فريق التجمع الوطني للأحرار، تقدم فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بمقترح قانون يقضي بنسخ المواد 20 و21 و22 من القانون رقم 70.03 بمثابة مدونة الأسرة.

وجاء في المذكرة التقديمية لمقترح القانون الذي تقدم به رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية وباقي أعضاء فريق التقدم والاشتراكية، أن استمرار ظاهرة تزويج الطفلات في بلادنا يشكل إحدى الانشغالات الحقيقية، لما لها من نتائج سلبية على الطفلات والأسرة والمجتمع، بالنظر لما تخلفه من آثار نفسية وصحية واجتماعية واقتصادية على الطفلات ضحايا هذا النوع من الزواج في ظل تحميلهن مسؤولية تدبير أسرة في طفولتهن، الشيء الذي يحول دون تمكنهن من حقوقهن الأساسية، على قدم المساواة مع باقي الأطفال، وعلى رأسها حقهن في التعليم والترفيه، ناهيك عن حرمانهن من فرص تحقيق الرفاه الاجتماعي في المستقبل.

وأوضحت المذكرة أن الإحصائيات المسجلة في هذا الصدد، تكشف واقعا مغايرا ومخالفا لغاية المشرع هذه، فقد كشفت دراسة تشخيصية أنجزتها رئاسة النيابة العامة حول زواج القاصر أن نسبته مقارنة بمجموع عقود الزواج المبرمة منذ سنة 2004، وهي سنة دخول مدونة الأسرة حيز التنفيذ، إلى سنة 2019، تتراوح بين 11.99 في المائة كأعلى نسبة من المجموع العام لرسوم الزواج، وأن 7.53 في المائة كأقل نسبة وهي أرقام صادمة تؤكد استفحال ظاهرة تزويج الطفلات.

وحسب نفس الإحصائيات نجد أن نسبة 99 في المائة من طلبات الزواج خلال الفترة 2004 و2019، تتعلق بالفتيات، مما يؤكد أن الظاهرة تهم الإناث أساسا، لأن نسبة الذكور لا تتجاوز واحد في المائة، الأمر الذي يؤكد أن السلطة التقديرية للقضاة اتجهت نحو التحويل التدريجي لمبدأ الاستثناء إلى قاعدة.

وعلى مستوى آخر، أوضافت المذكرة أن الإحصائيات المستقاة من عدد من التقارير والدراسات المنجزة خلال العقود الأخيرة، لهيئات دولية ووطنية وجمعيات، أجمعت على خطورة الظاهرة. وانعكاساتها السلبية لكونها تشكل عائقا حقيقيا يحول دون تحقيق التنمية التنمية، بسبب تقليصه لحظوظ الطفلات في تحقيق الاستقلالية الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، خاصة وأن حوالي 99 في المائة من الطفلات اللواتي تم تزويجهن تتراوح أعمارهن ما بين سن 15 و17 سنة، علما أن القضاء على تزويج الطفلات يفرض نفسه باعتباره هدفا من أهداف التنمية المستدامة بحلول سنة 2030.

غير أنه بالرغم من خطورة هذه الظاهرة والتي تظل مرتفعة للغاية، فإن الحجم الحقيقي لتزويج الطفلات يظل غير معروف، لأن الإحصائيات لا تأخذ بعين الاعتبار إلا طلبات تزويج الطفلات والزواج المبرم، وبالتالي فإن زواج الأطفال غير الموثق شرعيا، الذي يطلق عليه اسم زواج الفاتحة يبقى خارج هذه الإحصائيات.

وفي هذا الاتجاه، تأتي هذه المبادرة التشريعية لفريق التقدم والاشتراكية عبر تقديم مقترح قانون يرمي إلى منع تزويج الطفلات.


هزة أرضية تضرب إقليم الحوز

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى