صلاح الوديع يكتب: في موضوع التهنئة بمناسبة عيد المسيح
مرةً – منذ سنوات – جاءني ابني مرتعبا وكان عمره لا يتجاوز العاشرة.
سألته عما رواءه. قال وهو يداري ارتباكه: الأستاذ. هنأته بمناسبة عيد ميلاد المسيح. فرد عليَّ وكأنه ينهرني: “حرام. لا يجب”.
قالها ثم بلع ريقه وهو ينتظر. فلطالما رآني أستقبل أصدقاء العائلة من يهود ومسيحيين في بيتنا دون مشكل.
لم أتردد. قلت: سأذهبُ معك غدا إلى المدرسة.
في يوم الغد رافقته إلى المدرسة. طلبت منه أن يدلني عليه. دلني عليه. أمسكت بيد ابني لأفهمه أنه يجب أن يرافقني في حديثي للأستاذ.
وقفت أمام الأستاذ. بعد التحية سألته. سيدي، هل صحيح أنك قلت لابني أن تهنئة عيد ميلاد المسيح حرام؟ تفاجأ بالسؤال. تردد في الجواب. أعدت السؤال على مسامعه وأنا أسدد نظراتي إليه. بعد ثوان طويلة أجاب: نعم أنا.
عندها توجهت إليه بحدة لا تقلل الاحترام. قلت: سيدي، المدرسة والدولة تؤدي لك راتبك لتعلم ابني مقرر هذه السنة، لا لتحدد له الحرام والحلال… من فضلك لا تخض أبدا أبدا في هذه المواضيع. أنا من يحدث ابني عن الحلال والحرام إذا أردت… كان صوتي متهدجا. كدت أقول له: “أُدخل سوق رأسك من الآن فصاعدا…” لم أقلها… إكراما لابني.
وبالمناسبة، لكل من يعتبرون أنفسهم أوصياء على الناس، لابد من أن نقولها: في موضوع ما يجوز وما لا يجوز للمؤمنين من سلوك في الأعياد، أدخلوا سوق رأسكم من فضلكم. هذا إذا كانت لكم رؤوس تفكرون بها. حتى لا تسمعوا ما لا يروقكم.
وبالمناسبة مرة أخرى: عيد سعيد لكل الأصدقاء المسيحيين أينما وجدوا.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية