شهادات مؤثرة.. مختلون عقليا يهددون حياة المواطنين ببرشيد وضواحيها -فيديو
شهدت مدينة برشيد، خلال الآونة الأخيرة، موجة تنزيل أعداد كبيرة للمختلين العقليين، الذي جرى تجميعم وترحيلهم من عدة مدن مغربية، الأمر الذي جعل المدينة تغرق بأشخاص يعانون من اضطرابات عقلية ونفسية، مما بات يهدد سلامتهم الجسدية للخطر، بسبب انتشارهم وسط السيارات وعلى جنبات الطرق.
تواجد هذه الفئة من المجتمع وانتشارهم بالأسواق وبالقرب من المدارس وفي كل مكان بات يشكل أيضا خطرا كبيرا على المارة، ويجعل منهم عرضة للاعتداء في أي لحظة، مثل ما حصل مع هبة، تلميذة بالسنة الأولى بكالوريا، والتي باغتها مختل عقلي في أحد الصباحات، خلال توجهها إلى المدرسة، لينهال عليها بحجر هشم به رأسها، متسببا لها في 12 غرزة ونزيف بالرأس واضطراب نفسي وكوابيس وهلوسات متكررة.
إضافة إلى كل هذا، وجدت عائلة هبة البسيطة نفسها أمام أعباء مادية لا تعد ولا تحصى، بسبب تنقلها بين المستشفى العمومي والمصحات الخاصة، الفحوصات،الصور الإشعاعية وبالرنين المعناطيسي والأدوية، التي عجزت الأم عن توفير ثمن بعضها، بعد توقفها عن العمل كبائعة فطائر من أجل رعاية نجلتها، التي أصبحت طريحة للفراش.
الحادث الذي تعرضت له هبة، ساهم في مفاقمة مشاكل هذه الأسرة البسيطة والمكلومة، التي أضحت معرضة للتشرد بسبب عدم إمكانية تسديدها ثمن كراء الشقة الصغيرة التي يقطنونها وسط البلوك بمدينة برشيد.
إغراق عاصمة أولاد حريز بالمختلين عقليا، أرخى بظلاله على المدن المجاورة بسبب هجرة ونزوح البعض منهم، ليشرب ساكنة الضواحي من نفس الكأس الذي شرب منه ساكنة مدينة برشيد.
إبراهيم، بقال بمدينة الدروة كان هو الآخر ضحية اعتداء مختل عقلي يقيم وسط عائلته وبالقرب من السوق الذي يشتغل به، مكبدا إياه خسائر مادية مهمة، بعد التهجم على محله وتكسير ممتلكاته.
أعداد المختلين عقليا في تزايد مستمر والإقبال كبير على العقارات الطبية الموصوفة لهذه الفئة وهو ما أكدته لنا حنان، مساعدة صيدلانية، لم تخف الذعر الذي يتمكلها مخافة أن تجد نفسها يوما ضحية لأحد المختلين، الذي يجوب المنطقة حيث تشتغل.
وقد عزى الخدير الغرابي، المنسق الإقليمي للهيئة الديموقراطية المغربية لحقوق الإنسان، استفحال ظاهرة انتشار المختلين العقليين بمدينة برشيد إلى فقدان مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية لمكانته التاريخية، التي ظل يتبوؤها زهاء أكثر من قرن ونصف من الزمن، وذلك بسبب قرار السلطات المنتخبة المتعاقبة، التي اقتطعت مجموعة من المرافق العامة على حساب المساحة التي كان يشغلها المستشفى، الذي كان يتمتع بمستوى عال من التأهيل والعلاج النفسي.
كما أرجع المتحدث ذاته السبب كذلك إلى غياب الأطر الطبية، مستغربا كيف لمستشفى بمكانة مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية أن يتوفر على طبيب واحد، يشغل في نفس الوقت منصب مدير المستشفى.
وطالب الخدير الغرابي بضرورة وقف تصدير أزمة المختلين العقليين وحل مشاكل المدن الأخرى على حساب مدينة برشيد، مطالبا بفتح تحقيق من أجل تحديد الجهات المسؤولة عن إغراق مدينة برشيد بهذه الفئة من المجتمع، التي يستدعي وضعها الرعاية الطبية والعلاج النفسي.
كما ناشد أيضا وزير الصحة من أجل إعادة الإعتبار لمستشفى الرازي من خلال إلغاء مذكرة منع المستشفى من إيواء واحتضان المختلين العقليين.
في انتظار أخذ المشكل على محمل الجد وتدخل المسؤولين وتظافر جهود كافة القطاعات المعنية من أجل حماية ساكنة مدينة برشيد والضواحي من الخطر الذي يحفهم من كل حدب وصوب، تستمر الأوضاع اللانسانية للمختلين عقليا ومعها معاناتهم مع التشرد/ الجوع والعراء في عز البرد / فضلا عن الأمراض، الاعتدءات والحوادث التي تهدد حياتهم.
المزيد من التفاصيل بخصوص هذه الظاهرة التي باتت تؤرق بال ساكنة مدينة برشيد والضواحي، ندعوكم لمتابعة الربورتاج التالي:
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية