سمير شوقي يرصد كواليس اشتغال الدبلوماسية المغربية بإفريقيا في كتابه الجديد “محمد السادس، الملك الإفريقي”
أصدر الكاتب والصحفي المغربي، سمير شوقي، كتابا مرجعيا باللغة الفرنسية حول عشرين سنة من السياسة المغربية في إفريقيا بمختلف جوانبها، بعنوان “محمد السادس، الملك الإفريقي”، 20 سنة من الدبلوماسية المغربية بإفريقيا 2000-2020، عن دار النشر “أوريون”.
وأفاد بلاغ للكاتب ومنشورات “أوريون”، أن المؤلف الجديد يعود بشكل مفصل حول تقدم الشراكات التي أبرمتها المملكة مع العديد من الدول الأفريقية، خلال العشرين سنة التي أعقبت تولي الملك محمد السادس الحكم بالممكلة، ويرصد كواليس المجهودات المبذولة من أجل هذه العودة وكيف أحبطت الديبلوماسية المغربية و أصدقائها مناورات أعداء الوحدة الترابية خارج وداخل قاعة الاتحاد الأفريقي، حتى ولج الملك محمد السادس قاعة الاتحاد منتصراً بدعم أزيد من أربعين دولة إفريقية و يلقي خطابه الشهير، خطاب العودة.
وأوضح البلاغ أن الملك محمد السادس استطاع خلال 20 سنة من توليه الحكم أن يضع أسسا ديبلوماسية موجهة أساسا لأفريقيا، مشيرا إلى أن محمد السادس قام بخمسين زيارة للعديد من دول القارة، بمختلف أصنافها لثلاثين بلداً، مما مهد لعودة مظفرة للإتحاد الأفريقي بعد أزيد من ثلاث عقود من الغياب وسياسة الكرسي الفارغ، وهكذا استرجع مكانته القيادية بالقارة.
وأضاف ذات المصدر، أنه ولـ”بلوغ هذه المكانة بذل المغرب بقيادة الملك محمد السادس جهدا كبيرا في مختلف المجالات، فقد كانت السياسة الملكية بهذا الخصوص ذكية وبراغماتية للغاية بحيث استحضرت مصالح الدول والشعوب الاقتصادية، وهي أولوية في قارة تضم 1,2 مليار إفريقي بتحديات لا حصر لها”.
وأشار إلى أن المغرب أطلق في العديد من الدول مشاريع مهيكلة ساهم فيها القطاع الخاص المغربي بشكل كبير عبر ما أطلق عليهم لقب “الأبطال الوطنيون” في مجالات البنوك والتأمينات والإتصالات والفلاحة والأسمدة والعقار والطيران والإستشارة وغيرها.
وذكر البلاغ أنه وفي المجال الاقتصادي والمالي، أن أول ما قام به العاهل المغربي غداة بلوغه الحكم، هو إلغاء ديون عدة دول فقيرة عاجزة عن السداد. كما يعتبر المغرب أول مستثمر إفريقي في إفريقيا الغربية وثاني مستثمر إفريقي في القارة بعد جنوب أفريقيا، بحيث انتقلت استثماراته السنوية من 907 مليون درهم سنة 2007 الى 5,4 مليار درهم سنة 2019 و كان هذا الرقم مرشحاً للارتفاع لولا جائحة كورونا.
وضمن سياسة رابح-رابح التي اعتمدها المغرب، تبنى الأخير توجه شراكات الجنوب-جنوب و أطلق شراكات مهيكلة في قطاعات متعددة كالطاقة و العقار و خاصة لتثمين الفلاحة عبر إنشاء وحدات تصنيع الأسمدة بعدة دول إسهاما في الأمن الغذائي بالقارة.
كما استطاع المغرب أن ينجح في نشر قوة ناعمة فعالة عبر الحقل الديني عندما تبنى المغرب نشر الإسلام المعتدل عبر تكوين أئمة ومرشدات واحتضان الزوايا المرتبطة تاريخيا بالمملكة الشريفة. وحتى في ميدان التعليم بسط المغرب شراكته مع عدة دول إفريقية بالتكفل بمنح جامعية واحتضان الشباب الإفريقي للتكوين بالمغرب، وقد تكونت عدة شخصيات سياسية أفريقية بالمغرب وتحتفظ حتى اليوم بعلاقات مثالية مع المملكة. يضيف البلاغ.
وأفاد بلاغ الكاتب أنه وفي إطار نفس القوة الناعمة، تبنى المغرب سياسة هجرة تعتبرها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي نموذجية. ومن أجل ذلك منح هذا الأخير الرباط شرف احتضان المرصد الإفريقي للهجرة.
وتابع “ولأن المغرب كان دائماً داعماً للسلام في قارته فيعتبر أول بلد إفريقي من حيث عدد أفراده المشاركون ضمن قوات حفظ السلام الأممية والأفريقية على امتداد ستين سنة”، مضيفا أنه “بعد كل تلك الإنجازات الإقتصادية والإجتماعية كان طبيعيا أن يتوج المجهود بمكاسب سياسية ابتدأت بسحب العديد من الدول اعترافها بجمهورية الوهم وتقارب وجهات النظر مع دول أخرى تم العودة للمكان الطبيعي بالاتحاد الإفريقي ليساهم المغرب الى جانب أشقائه الأفارقة في رفع تحديات القارة التي سيبلغ عدد سكانها 2,5 مليار في أفق سنة 2050”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية