إقليم شيشاوة.. محاصرون في الثلوج لم تصلهم المساعدات الملكية – صور
عرفت مجموعة من دواوير قمم الأطلس الكبير الغربي بإقليم شيشاوة ضواحي مراكش، كـ”تماروت ” و”تفيرت” و”تمزكدوين” و”اسيف المال” و”امين الدونيت”، تساقط كميات مهمة من الثلوج خلال الأيام الأخيرة، خصوصا بمنطقة “للاعزيزة”، التي توجد بجبال سكساوة، ما أدى إلى قطع الطرق ومحاصرة بعض من هذه المداشر، بعدما كسا بياض الثلوج المنطقة، التي يعاني من الهشاشة والإقصاء الاجتماعي.
العديد من الجمعيات والمستشارين والبرلمانيين انتفضوا ضد مخططات المجلس الجهوي لجهة مراكش آسفي، وحكومة سعد الدين العثماني، مطالبين بالعناية بها كباقي الأقاليم المغربية، بحسب تصريحات متطابقة لمجموعة من السكان والجمعويين لموقع “سيت انفو”.
وقال الحسن امحند، فلاح من جماعة “لالا عزيزة” بمنطقة سكساوة، ل”سيت انفو”، “أن درجات الحرارة هبطت إلى ما دون الصفر، وأن الثلوج غمرت كل الطرق ما جعل المنطقة المذكورة وأخرى بهذا المجال الجبلي، في عزلة تامة عن العالم الخارجي”، مضيفا “أن الأهالي وجدوا صعوبة في التنقل، جراء ارتفاع مستوى الثلوج التي قطعت مجموعة من الطرق، على حد قوله.
وتابع المتحدث، بنبرة تملؤها الحسرة والألم، قائلا: “أحسد سكان مناطق جبلية عدة بجبال الريف والأطلس المتوسط وجماعة أوكايمدن وستي فاظمة وتعذوين بإقليم الحوز، لأنهم يستفيدون من المساعدات التي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس، فيما منطقتنا لم يسبق أن استفادت من أي مساعدة”.
وأورد هذا الفلاح: ” لك البلاد يعطي أهمية لكل مناطق المغرب، لكن الجهات المسؤولة لا تتذكرنا سوى في الانتخابات، أما ما دون ذلك فنحن غرباء في وطن ولدنا به ونحمل بطاقته الوطنية، لكننا محرومون من كل حقوقنا التي تنص عليها الوثيقة الدستورية”، على حد قول امحند، الذي أوضح “أن ثمن قارورة الغاز الصغيرة في الأيام العادية يبلغ 14 درهم و55 للكبيرة، أما خلال فترة تساقط الثلوج، فلا وجود لها بأي ثمن لأن الطريق مقطوعة عن أي نوع من المواصلات، بفعل سمك الثلوج الذي فاق 30 سنتيمترا، ما أدى إلى توقف الحياة بـ”لالا عزيزة”، إلى حين ذوبانها وفتح الطريق”، بحسب تعبيره.
محمد أنفلوس، فاعل حقوقي بمدينة امنتانوت، أوضح ل”سيت انفو”، أن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قامت بزيارة للمناطق المذكورة قبل التساقطات الأخيرة، وتوصلت بعدة طلبات من أهلها، تحث على حمل همومهم إلى الجهات المعنية للتدخل لحظة تساقط الثلوج، على دواوير مثل “إمي ان الدونيت- دائرة مجاط، وسكساوة ودمسيرة بدائرة امنتانوت بإقليم شيشاوة، ما يجعلها تعاني حصار شبه تام وعزلة قاسية”، على حد قوله.
سكان المناطق السابق ذكرها تعيش محنة التموين والخدمات والاتصال إثر التساقطات الثلجية والمطرية، يضيف الناشط الحقوقي نفسه، مستطردا: “السكان يشتكون من معاناة شديدة، بسبب ضعف المقومات الأساسية من تغذية وألبسة وأغطية وتدفئة لمواجهة البرد القارس، كما تعاني بشدة من غياب الخدمات الاجتماعية الصحية والاسعافية، والإنسانية في مثل هذه الظروف”.
وطالب الفاعل الحقوقي، كل أجهزة ومؤسسات الدولة، ودوائرها محليا واقليميا وجهويا ومركزيا، للاستنفار والتدخل كما “تستنفر لخدمة استنزاف ونهب الثروات وكبح وقمع المطالبين بالحقوق”، وفق تعبيره، كما طالب الساكنة والفعاليات الجمعوية والحقوقية والسياسية، بتنظيم وتأطير المتضررين، لانتزاع حقوقهم بالنضال، وليس بما وصفه “السعاية” وانتظار “القفف” و”الأكياس”، على حد قول أنفلوس.
لوحة رائعة لكنها قاسية
“ما تتوفر عليه المناطق المشار إليها، يجعل منها لوحات رائعة بوديانها وأشجارها الخضراء، لكن تساقط الثلوج، يحولها إلى جحيم لا يطاق لغياب البنية التحتية، ما يفرض على المسؤولين إعادة الاعتبار لهذه المناطق الجبلية، التي تعج بالفقر والأمية جنبا إلى جنب والاقصاء والتهميش اللذان يقضيان على أحلام أبنائها”، هكذا عبر مجموعة من المدونين من شباب جبال سكساوة على صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن هذا الجمال الطبيعي كله لا يشفع لهذه المنطقة أن تحظى بعناية المسؤولين”.
وأجمعت التدوينات التي عاينها “سيت انفو”، تفاعلا مع هاشتاج”انقذوا_المحاصرين بالثلوج”، على أن أيت حدو يوسف سكساوة ونواحي امنتانوت، يعتزمون البحث عن المسؤولين في برنامج مختفون”، فيما ذهبت بعض التعليقات إلى استعمال لغة التهكم حين قالت” أن غيابهم يعود إلى “خوفهم من ضربات البرد المزمنة”، مشيرين إلى أن “الساكنة تخرج لإزالة الثلوج وفك العزلة”، مضيفين” لا بوطاكاز لا دقيق لا طريق لا غطاء لا مواد غذائية ولا هم يحزنون”.
لجنة اليقظة تتحرك
واستعداد لموسم البرد القارس والتساقطات الثلجية، وضعت لجنة اليقظة لعمالة شيشاوة برنامجا، من أجل التدخل في الوقت المناسب حتى لا تفتك الطبيعة بسكان لا حول ولا قوة لهم”، وفي هذا السياق، حل عبد المجيد الكاملي عامل إقليم شيشاوة، يوم الاثنين بجماعة للاعزيزة، مرفوقا بالقائد الإقليمي الدرك الملكي ورئيس دائرة ايمنتانوت وقائد قيادة سكساوة ورئيس المجلس الجماعي، والمدير الإقليمي لوزارة التجهيز، لمعاينة وضعية السكان والمسالك والطرق بالمنطقة، والعمل على عملية فتحها، أمام حركة تنقل الآليات والساكنة لإرجاع الحياة إلى سيرها العادي، وتمكين الأهالي من التزود بالمواد والسلع الأساسية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية